3 أخطاء شائعة للمستثمرين في أسهم الذكاء الاصطناعي
Arab
1 week ago
share
تشهد بورصة وول ستريت في عام 2025 موجة غير مسبوقة من الاهتمام بأسهم الذكاء الاصطناعي، جعلت هذا القطاع يوصف بأنه "أقوى ترند مالي" لهذا العام. فبعدما كانت شركات التكنولوجيا الكلاسيكية مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا تقود المؤشرات في الأعوام الماضية، باتت الأنظار موجهة الآن نحو الشركات التي تعلن عن مشاريع أو نماذج جديدة في الذكاء الاصطناعي، سواء كانت ناشئة صغيرة أو عمالقة تكنولوجيا.  ويحتاج الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بحسب "فوربس" إلى قدر كبير من الانضباط وإدارة المخاطر، إذ إن السوق مليئة بالوعود الجذابة، لكن الواقع المالي للشركات غالباً لا يواكب التقييمات الفلكية. فكما أن الإنترنت غير شكل الحياة الاقتصادية والاجتماعية قبل عقدين، فمن المحتمل أن يفعل الذكاء الاصطناعي الشيء ذاته اليوم، لكن التاريخ يذكرنا أن الفائزين الحقيقيين قليلون جداً، بينما غالبية الشركات تختفي أو تنهار بعد فترة قصيرة. ومن هنا يبرز التحذير من ثلاثة أخطاء رئيسية يتكرر وقوعها. ركوب الترند أول هذه الأخطاء يتمثل في الانسياق وراء الضجة الإعلامية أو ما يسمى شعبياً بـ "ركوب الترند" دون النظر إلى الأساسيات المالية للشركات. فمجرد أن يعلن اسم شركة مقروناً بالذكاء الاصطناعي، يسارع المستثمرون إلى ضخ أموالهم فيها، حتى لو لم تحقق إيرادات تذكر. وهذا السيناريو يعيد إلى الأذهان شركات الإنترنت التي كانت تضع ".com" في اسمها أواخر التسعينيات فتجذب مئات الملايين من الدولارات من المستثمرين، رغم أنها بلا نموذج عمل واضح. ومع انفجار الفقاعة عام 2000، انهارت غالبية تلك الشركات تاركة المستثمرين بخسائر فادحة. واليوم، يتكرر المشهد مع شركات ناشئة تعلن عن تطوير نماذج لغوية جديدة أو أنظمة محاكاة ذكية، لكنها لا تملك حتى الآن خطة واضحة لتحقيق إيرادات مستدامة. وتشير "فوربس" إلى أن هذا الاندفاع غالباً ما يكون عاطفياً أكثر منه عقلانياً، إذ يتصور المستثمرون أن هذه المرة مختلفة، وأن التكنولوجيا ستمنح هذه الشركات وضعاً استثنائياً في المستقبل. غير أن التجربة التاريخية تؤكد أن هذه المرة ليست مختلفة، فالتقييمات الفلكية دون أساس مالي سرعان ما تؤدي إلى انهيارات دراماتيكية. تجاهل إدارة المخاطر الخطأ الثاني الذي يتكرر حتى بين المستثمرين المحترفين هو تجاهل قواعد إدارة المخاطر. فالرهان على أسهم الذكاء الاصطناعي يتم غالباً باعتبارها رهاناً مضموناً على المستقبل، فيبالغ البعض في حجم المراكز التي يشترونها، أو يضعون معظم أموالهم في سهم واحد، ما يعرضهم لمخاطر هائلة عند أي هبوط مفاجئ. حتى أن الشركات الكبرى التي نجت من فقاعة الإنترنت مثل أمازون تعرضت خلال سنواتها الأولى لتقلبات حادة قد تتجاوز 90% في سعر السهم. ولو لم يكن المستثمرون مستعدين لهذه الخسائر على المدى القصير، لما تمكنوا من جني المكاسب الكبيرة لاحقاً. وتعني إدارة المخاطر ببساطة أن يدرك المستثمر أن أي سهم (حتى لو كان مرتبطاً بتكنولوجيا المستقبل) معرض للهبوط بقدر ما هو معرض للصعود. وبالتالي فإن وضع خطط مثل تنويع المحفظة، واستخدام أوامر وقف الخسارة، أو تحديد نسب واضحة لرأس المال المستثمر، كلها أدوات ضرورية للبقاء في السوق. ويؤكد خبراء أن غياب هذه الأدوات هو ما يحول الحماسة إلى كوارث، حيث يجد المستثمر نفسه وقد خسر معظم رأسماله في غضون أيام أو أسابيع. الرهان على المدى القصير  أما الخطأ الثالث، فهو التعامل مع أسهم الذكاء الاصطناعي كأنه فرصة قصيرة المدى لتحقيق أرباح سريعة، بدل النظر إليها رؤية طويلة الأمد. فالثورات التكنولوجية الكبرى احتاجت سنوات طويلة حتى تنضج وتحقق استقراراً في العوائد. ومع ذلك، فإن كثيراً من المستثمرين اليوم يدخلون السوق على أمل تحقيق أرباح مضاعفة خلال شهور قليلة، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للخروج بخسائر فادحة عندما تتغير الظروف. ويتطلب الاستثمار الناجح في هذا المجال صبراً ومرونة، إضافة إلى استعداد لتحمل التقلبات. فحتى إذا كان الذكاء الاصطناعي سيغير وجه الاقتصاد العالمي، فإن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها. ومن هنا يبرز التحدي الحقيقي: هل يمتلك المستثمر القدرة على انتظار 5 أو 10 سنوات لرؤية النتائج، أم أنه سيسعى وراء المكاسب السريعة؟ يشير التاريخ إلى أن الفئة الثانية هي الأكثر تعرضاً للخسائر.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows