
تواصل فرق الدفاع المدني السوري بمشاركة أفواج الإطفاء ومتطوعين من الأهالي والجمعيات الإنسانية العمل على إخماد الحرائق المشتعلة في ريف محافظة اللاذقية غرب سورية، بعد إعلانها السيطرة على الحرائق المشتعلة في كل من ريف حمص الغربي وريف حماة الغربي.
وقالت المنظمة في بيان لها، مساء أمس الثلاثاء، إن محور جبل التركمان في ريف اللاذقية هو الأخطر والأكثر انتشاراً للنيران لليوم الثالث على التوالي، حيث تعمل الفرق على محاور قرى السكرية والريحانية ودغمشلية وسويك وغمام، وهي تواجه صعوبة كبيرة بسبب انتشار الألغام ومخلفات الحرب بشكل كبير، والتي تهدد سلامة رجال الإطفاء وتعيق وصول الفرق إلى بؤر النيران، إضافة إلى وعورة التضاريس وصعوبة الوصول إلى مصادر التزود بالمياه، فضلاً عن سرعة الرياح.
وقالت المنظمة إن آليتين لتزويد المياه احترقتا جراء حصار النيران خلال عمليات إخماد حرائق الغابات في قرية غمام بمنطقة جبل التركمان، مؤكدة مواصلة فرقها العمل على إخماد حرائق منطقة عين غزال في جبل التركمان، حيث تسيطر الفرق على عدة بؤر للنيران، وتواصل العمل وسط تهديدات بسبب انتشار الألغام والتضاريس الوعرة. كما أصيب رجل إطفاء بحالة اختناق وضيق تنفس بسبب الأدخنة الكثيفة ودرجة الحرارة العالية، رغم اتخاذ تدابير الأمن والسلامة.
وتمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على حريق حراجي في ريف جبلة، في منطقة بستان الباشا، إلى جانب السيطرة على حرائق في ريف حماة اندلعت، يوم الاثنين، في منطقة وادي العيون، حيث أوقفت تمدد النيران ظهر الثلاثاء 23 سبتمبر/ أيلول، وما زالت تعمل على تبريد الحريق ومراقبة بؤر النيران لمنع اشتعالها من جديد. في المقابل تمكنت فرق الإطفاء بمساندة الجهات الإنسانية والفرق التطوعية من إخماد الحريق الذي استمر ثلاثة أيام في منطقة وادي النصارى بريف حمص الغربي، حيث تعمل على تبريد مناطق الحريق.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية بلا حدود الإنسانية أحمد عباس لـ"العربي الجديد" إن فرق الإطفاء والمتطوعين تمكنوا مساء أمس من إخماد الحريق المشتعل في محيط بلدة حبنمرة بمنطقة وادي النصارى بريف حمص الغربي، مشيراً إلى أنه بعد تبريد الحريق بالكامل كانت هناك مخاوف من إمكانية اشتعاله مجدداً، حيث عملت الفرق الموجودة على المراقبة كون الرياح كانت قوية. مشيراً إلى أن الخسائر كبيرة في أشجار الزيتون والتفاح والحمضيات، كما تضرر محيط المنازل بعد وصول النيران إليها، وتضررت بعض السيارات ومنظومات الكهرباء في بلدة حبنمرة، وحدثت حالات إغماء لمدنيين جرى إسعافهم على الفور من قبل منظومات الإسعاف المتخصصة. موضحاً أن صعوبة التضاريس واشتداد سرعة الرياح حالت دون السيطرة السريعة على الحريق، لافتاً إلى وجود خطة منذ عام 2020 لفتح طرق تتيح السيطرة على الحرائق، لكن هذه الخطة لم تنفذ حينها.
وأوضح المتطوع في الدفاع المدني السوري عبد الصمد الجلول لـ"العربي الجديد" أن الفرق تواجه صعوبات خلال عمليات إخماد الحرائق في مقدمتها سرعة الرياح، وعدم وجود طرق مجهزة، وانفجار مخلفات الحرب إلى جانب وعورة المنطقة وصعوبة التضاريس، ولا سيما في ريف اللاذقية.
وكان وزير الطوارئ رائد الصالح قد قال إن حجم الأضرار التي خلفتها الحرائق هذا العام في سورية بلغ نحو 27 ألف هكتار، وأكد أن فرق الطوارئ تواصل مراقبة كل المناطق بعدما تكررت هذه الظاهرة.

Related News

