يمن مونيتور/ ترجمة خاصة
حذّرت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية من أن استمرار غياب السلام والاستقرار في اليمن سيؤدي إلى مزيد من المآسي للمهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم لعبور البحر الأحمر، معتبرة أن الكارثة الأخيرة تمثل جرس إنذار لا ينبغي تجاهله.
وفي افتتاحيتها، علّقت الصحيفة على حادثة غرق قارب يحمل نحو 200 مهاجر – معظمهم من الجنسية الإثيوبية – قبالة سواحل جنوب اليمن، وقالت إن المشهد “لا يُمكن تصوّره”، إذ تخيّلت حجم الرعب الذي عاشه ركاب القارب المنكوب بينما كانت الأمواج العاتية تقلبه في خليج عدن أثناء توجهه إلى محافظة أبين.
ولفتت إلى أن الحصيلة المعلنة حتى الآن تشير إلى مصرع ما لا يقل عن 90 شخصًا، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
ورأت الصحيفة أن هذه الحادثة تعد الأكثر فتكًا على طريق الهجرة من شرق القرن الأفريقي منذ بدء توثيق البيانات عام 2014، مستندة إلى تحليلها لأرقام المنظمة الدولية للهجرة.
وأضافت: “من المحبط أن تتطلب مأساة بهذا الحجم حتى يتحرك المجتمع الدولي تجاه هذا المسار الخطير للهجرة غير النظامية عبر البحر الأحمر”.
واعتبرت ذا ناشيونال أن محافظة أبين، الوجهة التي كان يقصدها القارب، تمثل صورة مصغّرة للفوضى اليمنية، حيث تعاني من نزاعات بين فصائل مسلحة وانقسام سياسي، مما فاقم من الفقر والبطالة، في بلد يُعد من أفقر دول الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن المنظمة الدولية للهجرة دعت في أعقاب الحادث إلى تعزيز قدرات البحث والإنقاذ ومحاسبة المهربين، لكنها رأت أن تحقيق هذه المطالب “أمر بعيد المنال في ظل الوضع الحالي لليمن”.
واستعرضت الصحيفة حوادث مشابهة سابقة، مشيرة إلى انقلاب قارب في يونيو 2021 أسفر عن مقتل 25 مهاجرًا، وإلى فاجعة أخرى وقعت في مارس 2021 حين تسبب حريق في مركز احتجاز للمهاجرين تديره جماعة الحوثي في صنعاء بمقتل العشرات وإصابة 170 آخرين.
ونقلت الصحيفة حينها عن ناجين أن الحريق كان متعمدًا، وأشعله الحراس الحوثيون بعد احتجاجات على الظروف غير الإنسانية في المركز.
وأكدت ذا ناشيونال أن المهاجرين غير النظاميين في اليمن هم من بين أكثر الفئات ضعفًا، وغالبيتهم لا يرون في اليمن سوى محطة عبور نحو شمال أفريقيا أو الخليج. إلا أنهم، بحسب الصحيفة، يتعرضون لانتهاكات جسيمة من ضرب واغتصاب واستغلال، مستغلين حالة الانفلات الأمني التي تفاقمت بسبب الحرب والميليشيات.
ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف موقف المتفرج، قائلة: “لم يعد ممكنًا تجاهل محنة اليمن، خصوصًا مع تزايد عدد المهاجرين الأفارقة الفارين من البؤس في بلدانهم”.
ورأت أن الطريق الأمثل لمساعدتهم هو في “إعادة بناء استقرار اليمن وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الإنسانية والأمنية”.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على ضرورة تحريك العملية السياسية في اليمن، مشيرة إلى تصريحات المبعوث الأممي هانز غروندبرغ التي تحدث فيها عن “فرص واقعية” لإحياء الحوار، خاصة مع تراجع مستوى القتال وتزايد الضغوط على داعمي الحوثيين. لكنها حذّرت من أن غياب السلام سيترك عددًا محدودًا من المنظمات غير الحكومية في مواجهة أزمة إنسانية “يمكن، بل ويجب، إدارتها بشكل أفضل وإنهاؤها في نهاية المطاف”.
The post (صحيفة).. غياب السلام في اليمن يهدد بمزيد من الكوارث الإنسانية للمهاجرين عبر البحر الأحمر appeared first on يمن مونيتور.
