
يمن ديلي نيوز – تقرير: أثار ظهور رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) موجة تفاؤل حذر في الأوساط العسكرية اليمنية على امتداد جبهتي المواجهة ضد جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، سواء في صفوف القوات الرسمية التابعة للحكومة، أو داخل التشكيلات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
والأسبوع الماضي التقى في عدن رئيس أركان الجيش اليمني عضوي الرئاسي اليمني “عيدروس الزبيدي، وعبدالرحمن المحرمي” وهما قياديان بارزان يقودان تشكيلات عسكرية فاعلة على الأرض، لكنها لا تزال خارج الإطار الرسمي للقوات المسلحة.
وفي هذا السياق، اعتبر عميدان يتقاسمان الولاء للقوات النظامية والقوات الموالية للانتقالي، أن زيارة رئيس الأركان إلى عدن تمثل تطوراً “نوعياً ومهماً”، معربين في تصريحات لـ”يمن ديلي نيوز” عن أملهم في أن تمهّد هذه الخطوة لتوسيع التنسيق الميداني، لخوض معركة استعادة المحافظات الخاضعة للحوثيين.
لا نرفع السقف
يقول المحلل والخبير العسكري العميد الركن “ثابت حسين”: اللقاءات والاجتماعات سواء التي عقدها نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش أو اللقاء مع المحرمي وغيرها من اللقاءات، هي لقاءات نوعية وخصوصاً في حضور رئيس الاركان الذي كان عادة يداوم في مأرب.
وقال لـ”يمن ديلي نيوز”: كنا نتحدث عن جيشين حقيقة، ولكن لا يجب أن نرفع سقف التوقعات لهذه اللقاءات، لأنها لا تعدو أن تكون روتينية، فليس هناك أي مؤشرات حتى الآن لقرار سياسي بتحرير محافظات الشمال.
وأضاف: بالتأكيد تأثير اللقاءات سيكون كبير لكن المشكلة ليست في هذه، فلم تكن يوماً من الايام المشكلة في وجود تشكيلات متعددة سواء كانت القوات الجنوبية أو حراس الجمهورية أو الجيش الوطني، ولكن المشكلة هي في القرار السياسي لمقاومة الحوثيين وتحرير الاراضي منهم.
ومع أن العميد “حسين” يرى أن المشكلة هي في الجيش الوطني (النظامي)، لكنه يشدد على القضية ليست في توحيد التشكيلات، لأنه لا يمكن توحيدها تحت قيادة وزاره الدفاع، لكن من الممكن أن يتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة وأعتقد أنها قائمة في وقت الحرب موجودة يرأسها رئيس هيئة الأركان.
وحول علاقة الزيارة بدمج وتوحيد القوات والتشكيلات العسكرية المناهضة لجماعة الحوثي قال الخبير العسكري “ثابت حسين” إن: توحيدها غير ممكن في الوقت الحاضر، لأن الهدف من ذلك – بقوله – إضعاف المقاومة، لكن من الممكن كما قلت رفع مستوى التنسيق والتعاون مع القوات في توجيه المعركة باتجاه الشمال ضد الحوثي، واعتقد أن هذا قاسم مشترك لكل القوات وخصوصا القوات الجنوبية والقوات الموجودة في الساحل الغربي.
في الاطار الطبيعي
من ناحية المحلل العسكري العميد محمد الكميم قال بأن وجود رئيس هيئة الاركان العامة في عدن هو في الإطار الطبيعي، لكي يؤدي وظيفته بناء على المهام المناطة به وفقا للدستور.
وأضاف في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: هناك لقاءات شبه مستمرة ما بين قيادات الجيش للتنسيق والتدريب بشكل دوري عبر خطوط مباشره أو عبر الاتصال المرئي، وعقدت عشرات الاجتماعات ما بين القيادة العسكرية سواءً في عدن أو في ماًرب.
وتابع: وضع لقوات المسلحة اليمنية اليوم أفضل، وأصبحت تسير بخطى واحدة وفي اتجاه واحد واللقاءات التي عقدها رئيس الأركان طبيعية وهي تأتي في إطار مزيد من التنسيق في إطار تقوية الاستعدادات والاطلاع على المسؤوليات والجاهزية القتالية.
وتوقع العميد الكميم أن يحقق تواجد رئيس أركان الجيش في عدن مزيداً من التماسك والترابط وستسهم في كسر الحواجز الوهمية. مردفاً: الزيارة تؤكد أن وضعنا اليوم أفضل ما كان بكثير حيث كان من المستحيل أن تجد رئيس الاركان في عدن تحت أي ظرف.
وواصل: التشكيلات العسكرية التي تدار من غرفة عمليات واحدة وتدار برأس واحد وبأمر واحد هي بكل تأكيد أفضل من أن تضل كل التشكيلات منفصلة عن بعض.. اليوم نستطيع القول إن البندقية واحدة والعدو واحد والعقيدة واحدة والقيادة واحدة، وهذا سيكون له أثر غير طبيعي.
وختم: الحوثي كان هو من يحدد في السابق اتجاه المعركة ويحدد أين يضرب ويحدد أين يهاجم، وهو مطمئن بأن الجبهات الأخرى لن تتحرك، لكن اليوم أعتقد أن الوضع مختلف تماماً، لن يقاتل الحوثي كما كان في السابق، ولن تقاتل أي جبهة في اليمن مستقلة.
وواصل: اليوم لدى القائد العسكري أو لدى القائد الاعلى للقوات المسلحة القدرة على تحريك القوات في أي اتجاه وإصدار الامر القتالي في أي لحظة وتحريك كل الجبهات في كل لحظة، وأعتقد أن الحوثي يدرك ذلك تماماً ويدرك الخطر الذي يشكله عليه هذا التوحد.
وكان رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني التقى يومي 30 و31 من الشهر المنصرم عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي.
ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، وينوبه المحرمي في هذا المنصب داخل الانتقالي الجنوبي، كما يرأسان تشكيلات عسكرية تحت مسميات “القوات المسلحة الجنوبية” و “قوات العمالقة الجنوبية”.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن إثر اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، برزت معضلة تشظي القرار العسكري وتعدد التشكيلات المسلحة خارج إطار وزارتي الدفاع والداخلية، كأحد أبرز التحديات أمام الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وعلى الرغم من وحدة الهدف المعلن بين هذه التشكيلات، وهو مقاومة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، إلا أن التباينات أفرزت واقعاً ميدانياً معقداً أضعف قدرة الحكومة على إدارة الجبهات من مركز واحد، وهو ماجعل تواجد رئيس الأركان اليمني في عدن مثار تفاؤل واسع نحو توحيد الجهود باتجاه جماعة الحوثي المصنفة إرهابية وفق عسكريين.
ظهرت المقالة دلالات وجود رئيس أركان الجيش في عدن.. تفاؤل مشترك بضفّتي الجبهة المناهضة للحوثيين (تقرير) أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.
Related News

