التوترات مستمرة في سوريا بين سلطات دمشق وقواتها وبين قوات "قسد" الكردية وفصائل السويداء الدرزية ولم يُسجل أي تقدم في الاتصالات السياسية.
تستمر في سوريا مؤشرات عدم الاستقرار وتنذر بالتصعيد، إذ أن حادث يوم الأحد عندما تعرضت قرية في ريف السويداء لقصف مصدره المدينة نفسها، شكل خرقا لوقف إطلاق النار، الموقع بين القوات الحكومية والفصائل الدرزية.
وأساسا لم تنفذ كل بنود ذلك الاتفاق، فبقي معظم محافظة السويداء خارج سيطرة سلطة دمشق.
أما الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات قسد الكردية في منبج السبت، وفي ريف حلب أمس الاثنين، فيضاعفان التوتر بين الطرفين، رغم اتفاق العاشر من آذار/ مارس بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات قسد مظلوم عبدي.
ولا يزال تطبيق هذا الاتفاق يشهد تعثرات على الأرض، لأن الطرفين لم يبنيا أي ثقة بينهما خلال الفترة الماضية.
كما أن الضغوط الأمريكية على الجانب الكردي باتت تؤدي إلى ردود فعل عكسية.
ففي الاجتماعات الأخيرة أبدى الكرد تشددا حيال تسليم مواقع يسيطرون عليها قبل الحصول على اعتراف دمشق بالإدارة الذاتية التي أنشأوها في شمال شرقي سوريا، ويريدون لها أن تستمر أيا يكن النظام الحاكم في دمشق.
لكن الشرع وحكومته يرفضان التخلي عن مركزية الحكم وإعطاء امتيازات لأي كيانات سياسية خاصة، إلا إذا أقر الدستور المقبل اعتماد اللامركزية الإدارية وحدد ضوابط لها.
وشرحت مصادر سورية محلية أن الكرد لا يسعون إلى تصعيد كبير بسبب الرقابة الأميركية والتركية عليهم، لكنهم يرفضون تقديم أي تنازلات ويريدون تعديلات على بنود اتفاق العاشر من آذار /مارس، طالما أن المرحلة الانتقالية في سوريا مرشحة لأن تطول.
أما بالنسبة إلى السويداء، فأصبح واضحا أن الخلافات تتسع بين الأطراف الدرزية التابعة لشيوخ العقل الثلاثة في شأن الخيارات المقبلة.
فجناح الشيخ حكمت الهجري يحبذ تدخلا دوليا لدعم إقامة إقليم درزي منفصل ومنفتح على إسرائيل. أما جناحا الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع فيعملان إلى مواصلة التفاوض مع دمشق ويدعمان وحدة سوريا.
وكانت التحركات الأخيرة ضد القوات الحكومية حصلت بشكل متزامن شمالا وجنوبا. لذا لا يستبعد مراقبون أن تنضم لاحقا تحركات بالتزامن أيضا في منطقة الساحل غربا.