التكتيك العسكري الرقمي ودوره في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية
official
14 hours ago
share

 

 

سبتمبر نت/ د. عبده عبد الله

 

شهدت طبيعة الحروب تطوراً جذرياً بفعل الثورة الرقمية التي دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصالات الرقمية في العمق العملياتي للحروب الحديثة. لم يعد الاعتماد على القتال التقليدي كافياً في بيئات الصراع المعقدة، حيث بات التكتيك العسكري الرقمي عاملاً أساسياً لتفوق القوات المسلحة وتحقيق سيطرة ميدانية دقيقة وفورية.

ففي اليمن، حيث تخوض القوات المسلحة معركة وطنية ضد مليشيا الحوثي ضمن بيئة مليئة بالتحديات التقنية والتنظيمية، يشكل تطوير التكتيك العسكري الرقمي ضرورة استراتيجية لتعزيز الأداء والكفاءة القتالية.

تبني المؤسسة العسكرية بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الاستطلاع الميداني من الطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية، يتيح  تحسين الوعي الظرفي وتعزيز سرعة اتخاذ القرار، كما يسهم  تحديث شبكات الاتصالات إلى امتلاك  أنظمة مشفرة ومتقدمة في حفظ استمرارية القيادة والسيطرة  لافشال محاولات التشويش والهجمات السيبرانية الحوثية المتكررة، إلى جانب ذلك، فاعتماد تقنيات المحاكاة الرقمية الحديثة في التدريب عن قدرة على محاكاة سيناريوهات قتالية متنوعة، تعزز تأهيل القوات لمواجهة بيئات قتالية هجينة تجمع بين القتال الميداني والحروب السيبرانية.

 

إن التجربة اليمنية كغيرها من التجارب  بحاجة  إلى تطوير البنية التحتية الرقمية، واستكمال المهارات التقنية المتخصصة، وتسريع  الاندماج المؤسسي بين الفرق التقنية العملياتية، وتعزيز ورفد الموارد المالية.

إن حتمية هذه المعالجة

لتلك التحديات تتطلب تبني استراتيجية متكاملة تشمل تحديث البنية التحتية، ورفع الكفاءة التدريبية، وإنشاء وحدات أمن سيبراني متخصصة، إلى جانب– بناء تحالفات تعاونية مع القطاع المدني والمؤسسات الدولية للدعم الفني والمالي الآمن وغير المشروط .

 

إن التحولات الرقمية في مجال التكتيك العسكري لا تنفصل عن الحوكمة الذكية والإدارة الفعالة، التي تضمن استدامة التطوير التقني والتدريبي، وتؤكد مقارنة الواقع اليمني بتجارب دولية على أن استثمار الموارد البشرية وتوفير التدريب المستمر يشكلان ركيزة لا غنى عنها. فضلا عن تعزيز الشراكات مع الجهات المدنية التقنية المحلية والإقليمية والدولية ، لتسريع  عملية التحول الرقمي المؤسسي.

 

وفي ضوء ذلك، يبرز تصور عملي يقوم على خمسة محاور رئيسة:

أولها تقييم شامل للموارد والإمكانيات المتاحة؛ ثانيها تحديث البنية التحتية الرقمية وتزويد الوحدات بأجهزة متطورة لجمع وتحليل المعلومات الميدانية؛ ثالثها تطوير برامج تدريبية متخصصة تتضمن استخدام تقنيات المحاكاة والواقع الافتراضي؛ رابعها تعزيز الأمن السيبراني عبر تأسيس فرق متخصصة لمراقبة والتصدي للهجمات الرقمية؛ وخامسها تنسيق مؤسسي فعال وتحالفات استراتيجية مع القطاعات المدنية والدولية.

 

يمثل التكتيك العسكري الرقمي حجر الزاوية في بناء مؤسسة عسكرية أكثر قدرة على مواجهة تعقيدات الصراع الحالي والتغيرات المستقبلية. فإذا ما تم تبني هذا التكتيك على نحو منهجي يستثمر في التقنية والكوادر والأمن، فستكون القوات المسلحة  قادرة على تحقيق ميزة تنافسية واضحة، وضمان استمرارية التفوق الميداني وإعادة الأمن والاستقرار للدولة، وهذا يتطلب التزاماً سياسياً مؤسسياً متواصلاً، وتوفير الموارد المطلوبة، وإدارة ذكية تحول الرؤية الرقمية إلى واقع عملي فعّال.

ظهرت المقالة التكتيك العسكري الرقمي ودوره في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية أولاً على سبتمبر نت.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows