
حذر المجلس النرويجي للاجئين من أن الانخفاض الحاد في هطول الأمطار الموسمية في اليمن قد أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل، إذ يواجه اليمنيون، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، صعوبات متزايدة في الحصول على المياه النظيفة.
تشهد العديد من المناطق الريفية في اليمن موجة جفاف غير مسبوقة منذ بداية موسم هطول الأمطار الموسمية أواخر مارس / آذار خصوصاً في المناطق الجبلية الوسطى. هذا الشح في الأمطار لا يؤثر فقط على الزراعة وسبل عيش السكان، بل يهدد أيضًا بشكل مباشر مصادر المياه الصالحة للشرب في المناطق الريفية.
مواضيع ذات صلة
-
عطش الأرض والإنسان: الجفاف يضاعف معاناة اليمنيين
-
اليمن تواجه موجة جفاف تفاقم تحديات الأمن الغذائي
-
الجفاف يهدد ينابيع المياه: نقص الأمطار يفاقم معاناة اليمنيين
نقص هطول الأمطار
أكد المجلس النرويجي في بيان صحفي صدر بتاريخ 29 يوليو/ تموز الجاري ، أنه من المتوقع أن ينخفض إجمالي هطول الأمطار هذا العام بنسبة 40% في بعض المناطق. هذا الوضع يترك حوالي 15 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن المائي، في حالة محفوفة بالمخاطر دون مياه شرب آمنة أو صرف صحي موثوق به.
يعتمد سكان الريف في اليمن بشكل أساسي على مياه الينابيع كمصدر رئيسي للمياه الصالحة للشرب، وتُغذى هذه الينابيع من الأمطار الموسمية. ومع نقص هطول الأمطار منذ مطلع الموسم الزراعي في أبريل الماضي، تشهد بعض المناطق الريفية موجة جفاف غير مسبوقة.
على سبيل المثال، يشكو سكان المناطق الريفية بمحافظة إب وسط اليمن من تراجع كبير في ينابيع المياه النقية التي يعتمد عليها الأهالي والسكان لتأمين المياه الصالحة للشرب، مما يثير مخاوف جدية من جفاف هذه الينابيع بشكل كامل.
تقول أنجيليتا كاريدا، المديرة الإقليمية للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “مع مرور كل عام، يشهد اليمنيون تقلصًا في قدرتهم على الوصول إلى المياه. وتضيف:” الماء شريان حياة، ليس للشرب فحسب، بل أيضًا للحفاظ على النظافة والصحة، ولمنع انتشار الأمراض، ولري المحاصيل، ورعاية الحيوانات”.
ارتفاع أسعار المياه
تتزايد ندرة المياه الصالحة للشرب في جميع أنحاء البلاد، ويحتاج اليمنيون إلى مساعدة فورية لتجنب تحول هذه الأزمة إلى كارثة إنسانية شامل، وفقًا للمجلس النرويجي الذي قال “يضطر الملايين إلى تقليل وجباتهم، وسيواجهون الآن صعوبة في الحصول على المياه حيث يواجه اليمن أزمة غذائية ومائية طارئة”.
المجلس النرويجي: يحتاج اليمنيون إلى مساعدة فورية لتجنب تحول أزمة المياه إلى كارثة إنسانية شاملة
سجلت فرق المجلس النرويجي للاجئين ارتفاعًا حادًا في تكاليف نقل المياه بالشاحنات في مختلف المناطق اليمنية خلال الأسابيع الأخيرة. على سبيل المثال، في مدينة تعز جنوب غرب البلاد، يبلغ سعر ألف لتر من المياه المنزلية، المستخدمة للغسيل والطهي، خمسة دولارات أمريكية، أي ما يعادل أجر عامل يومي. وكبديل، تضطر النساء والأطفال إلى السير لمسافات طويلة لجلب المياه، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر وتستنزف الوقت والجهد.
شح التمويل وتحديات المناخ
يكافح المجتمع الإنساني في جميع أنحاء اليمن لتلبية الطلب المتزايد على المياه النظيفة والآمنة. لم يُقدّم المانحون حتى الآن سوى 10% من التمويل اللازم لمشاريع المياه والصرف الصحي، مما ترك العديد من الأسر دون الدعم الذي تحتاجه. ونظرًا لتخفيضات التمويل الإنساني من قِبل العديد من المانحين الرئيسيين، يتسلل قلق بالغ من استمرار عدم تلبية هذه الاحتياجات.
وشدد المجلس على أنه يجب على المانحين التحرك بسرعة لعكس هذه التخفيضات وتمكين اليمنيين من الحصول على شريان الحياة الأساسي – المياه الصالحة للشرب.
وخلال السنوات الماضية، أدت أزمة المناخ المتفاقمة إلى تخلخل دورة المياه، وخلفت أضرارا كبيرةً في مخزون المياه الجوفية، وتُعد اليمن من أكثر دول العالم تعرضًا لأزمة مائية مزمنة؛ إذ تقع ضمن حزام جغرافي يعرف بندرة الموارد المائية، وتُسيطر عليه ظروف مناخية قاسية تتراوح بين الجفاف وشبه الجفاف.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن اليمن يواجه تحديات متصاعدة ناجمة عن التغير المناخي، أبرزها شح المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وتكرار الفيضانات وموجات الجفاف، وتتفاقم هذه الظواهر في ظل أزمات ممتدة ناجمة عن سنوات من الصراع وتدهور الخدمات الأساسية.
The post تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب نقص هطول الأمطار first appeared on ريف اليمن.