المكلا تحت الضغط: هل ينزلق مركز حضرموت إلى “أزمة طويلة الأمد” أمام عاصفة الغضب الشعبي؟
Civil
1 week ago
share

يمن مونيتور/ المكلا/ خاص:

حذر مركز ساري العالمي للدراسات الاستراتيجية والاستخبارية (SARI Global)، من أن الاحتجاجات الغاضبة في مدينة المكلا عاصمة حضرموت الساحلية جنوبي شرق اليمن تهدد بالانزلاق في عدم استقرار مدني طويل الأمد وربما اضطرابات إقليمية.

وقال المركز في تحليل مخاطر جديد، تواجه المكلا نقطة تحول حرجة. مضيفاً: إذا لم يتم تلبية المظالم الحالية بإجراءات سريعة ومنسقة، فقد تتطور الاضطرابات إلى مقاومة مدنية مطولة، وتصعد إلى تعبئة جماهيرية، وشلل حضري محتمل، أو دعوات متجددة للحكم الذاتي المحلي.

واعتبر مدينة المكلا “منطقة حضرية ما قبل الانهيار” بسبب انهيار الخدمات الأساسية، والتعبئة المدنية السريعة التي قد تتحول إلى عنف، وتدهور مصداقية الحكومة. محذراً من أعمال عنف واضطرابات وأعمال نهب إذا استمر تجاهل المتظاهرين ما ينقلها إلى الانهيار طويل الأمد.

وتابع: نظراً لوضع المكلا كمركز لوجستي للعمليات الإنسانية، ونقل الطاقة، والسيطرة الإدارية على ساحل حضرموت، فإن زعزعة استقرار المدينة تحمل تداعيات خطيرة على كل من الحكم المحلي وبصمات المشاركة الدولية.

وتدفق آلاف السكان الغاضبين إلى الشوارع في المكلا ومراكز المدن الأخرى، حيث قاموا بإغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة، مطالبين باستقالة المحافظ مبخوت بن ماضي. على الرغم من أن التدهور الاقتصادي وانقطاع الخدمات ليسا جديدين في جنوب اليمن، فإن النطاق الهائل لأزمة الكهرباء في المكلا وسرعة انتشار الاضطرابات يُشكلان “نقطة تحول خطيرة”.

ولفت إلى أن المحتجين تتجاوز شكاواهم الكهرباء؛ فهم يشيرون إلى الفساد المتفشي، والتواطؤ بين احتكارات الوقود والمسؤولين المحليين، والاختناق الاقتصادي.

وقال المركز إن إدارة المحافظ مبخوت بن ماضي، تواجه اتهامات بسوء إدارة الخدمات العامة والفشل في ضمان الشفافية في عقود الوقود، “وهي الآن الهدف الرمزي للغضب الشعبي”.

مع عدم وجود حل فوري في الأفق، وإلقاء السلطات المحلية باللوم على اضطرابات الوقود الخارجية، حذر التقرير من الوضع يهدد بالانزلاق إلى عدم استقرار مدني طويل الأمد، وربما اضطرابات إقليمية.

وحذر الوكالات الدولية العاملة “يجب على الوكالات الدولية أن تتجاوز تخطيط الوصول قصير المدى لتبني موقف تشغيلي تكيفي، أو تخاطر بأن تفاجأ بمدينة تنتقل إلى أزمة طويلة الأمد”.

وخلص التقرير إلى أن احتجاجات المكلا هي أكثر من مجرد نقطة اشتعال حول الكهرباء، إنها استفتاء على مصداقية الحكم وفشل توفير الخدمات المركزية في شرق اليمن. بينما لم تتسم بالعنف بعد، فإن انهيار البنية التحتية، والفراغ الحكومي، والسكان المتعبئين يخلقون بيئة مخاطر متعددة الطبقات ومتقلبة. يجب على الوكالات الدولية أن تتجاوز تخطيط الوصول قصير المدى لتبني موقف تشغيلي تكيفي، أو تخاطر بأن تفاجأ بمدينة تنتقل إلى أزمة طويلة الأمد.

تقرير: انهيار الكهرباء يؤدي إلى احتجاجات حاشدة في عاصمة حضرموت الساحلية

 مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت الساحلية الشرقية في اليمن، تشهد موجة من الاحتجاجات الغاضبة منذ مساء 27 يوليو 2025. دفع انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، وارتفاع درجات الحرارة، والانهيار الكلي للخدمات السكان إلى حافة الهاوية. مع تجاوز انقطاع التيار الكهربائي 18 ساعة يوميًا، وانقطاع إمدادات المياه، وارتفاع أسعار الوقود، تدفق آلاف السكان إلى الشوارع. قام المتظاهرون بإغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة، مطالبين باستقالة المحافظ مبخوت بن ماضي.

على الرغم من أن التدهور الاقتصادي وانقطاع الخدمات حقائق مألوفة في جنوب اليمن، إلا أن الحجم الهائل لأزمة الكهرباء في المكلا والانتشار السريع للاضطرابات يشكلان نقطة تحول خطيرة. مع عدم وجود حل فوري في الأفق، وإلقاء السلطات المحلية باللوم على اضطرابات الوقود الخارجية، فإن الوضع يهدد بالانزلاق إلى عدم استقرار مدني طويل الأمد، وربما اضطرابات إقليمية.

 

تسلسل الأحداث:

  • 19 يوليو 2025: تكثف الشكاوى العامة في المكلا بشأن انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة لمدة ست ساعات وسط حرارة الصيف الشديدة. بدأ السكان بتداول مقاطع فيديو وشكاوى عبر الإنترنت.
  • 21-25 يوليو 2025: اعتذرت سلطات الكهرباء المحلية علناً، مشيرة إلى توقف إمدادات الديزل وعجز قدره 290,000 لتر في تسليمات الوقود. تعهدت المجموعات القبلية في حضرموت بحماية قوافل الوقود. وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن مجموعات مسلحة عطلت طرق نقل الوقود إلى المكلا.
  • 27 يوليو 2025 (مساءً): اندلعت الاحتجاجات في عدة أحياء بالمكلا، بما في ذلك السلام، جسور الخور، شارع الصيادين، وتقاطع الكود. كما سجلت احتجاجات في مدن مختلفة بمحافظة حضرموت، بما في ذلك مفراق ركوب والشحر. أُغلقت الطرق بالإطارات المشتعلة، وتُظهر مقاطع الفيديو أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق الأحياء السكنية. ردد المتظاهرون شعارات ضد الفساد المحلي وانهيار الخدمات، وحملوا المحافظ بن ماضي المسؤولية المباشرة.
  • 28 يوليو 2025 (صباحاً-ظهراً): حذرت مؤسسة الكهرباء من انقطاع وشيك للتيار الكهربائي على مستوى المدينة بسبب إغلاق محطات توليد الطاقة. وبحسب التقارير، قامت شركة بترو مسيلة، مورد الوقود، بتسليم كميات وقود أسبوعية فقط، وليس يومية. عقد المجلس المحلي بالمكلا جلسة طارئة، معترفاً بفشل الخدمات ولكنه ألقى باللوم على أطراف غير مسماة لعرقلة تدفق الوقود. امتدت الاحتجاجات إلى الديس الشرقي بمكلا ومفراق ركوب، بينما شهدت الشحر، وهي مدينة قريبة، مسيرات تضامنية أيضاً.

 

مراقبة أصحاب المصلحة

  • المحتجون: تتألف حركة الاحتجاج في المكلا، التي تضم إلى حد كبير الشباب الحضري والعمال والمجتمعات المهمشة، من حراك عفوي ولكنه يتصاعد. تتجاوز شكاواهم الكهرباء؛ فهم يشيرون إلى الفساد المتفشي، والتواطؤ بين احتكارات الوقود والمسؤولين المحليين، والاختناق الاقتصادي.
  • الحكومة المحلية بحضرموت: بقيادة المحافظ مبخوت بن ماضي، كانت المحافظة منذ فترة طويلة متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن. تتهم إدارته بسوء إدارة الخدمات العامة والفشل في ضمان الشفافية في عقود الوقود، وهي الآن الهدف الرمزي للغضب الشعبي.

 

توترات سابقة

لطالما حافظت المكلا تاريخياً على درجة من النظام المحلي بسبب موقعها الاستراتيجي وتوازنها السياسي بين هياكل السلطة الموالية للحكومة المركزية والهياكل ذات الجذور المحلية. ومع ذلك، أدت نماذج الإدارة شبه المستقلة إلى نقص في الرقابة المركزية، خاصة في قطاعات مثل الكهرباء، وتوزيع الوقود، والاستثمار في البنية التحتية.

بينما تواجه مناطق مثل الشحر ووادي حضرموت أعطالًا مماثلة في الكهرباء، فإن احتجاجات المكلا حادة بشكل خاص بسبب كثافتها السكانية، ومركزيتها الاقتصادية، وأهميتها الرمزية كعاصمة إقليمية.

 

عوامل خارجية مركبة

  • يُشار إلى بترو مسيلة وموردي الوقود من مأرب، الذين أصبحت شحناتهم غير منتظمة أو توقفت، على أنها الأسباب الجذرية. أدى فشل الشركات في تسليم الكميات المتفق عليها من الديزل بسبب مستحقات حكومية غير مدفوعة إلى انهيار الطاقة.
  • الحكومة المعترف بها دولياً، التي تحافظ على سيطرة إدارية غير مباشرة على حضرموت من خلال وكلاء محليين، لم تتدخل علناً. ومع ذلك، فإن تحالفهم السياسي مع المسؤولين المحليين، بمن فيهم بن ماضي، يجعلهم أصحاب مصلحة بحكم الأمر الواقع في أزمة الشرعية المتزايدة.
  • لم يتم تحديد الجماعات المسلحة التي عطلت قوافل الوقود في الأسابيع الأخيرة رسمياً، ولكن يُعتقد أنها تشمل كلاً من الشبكات الإجرامية والميليشيات المحلية، وربما تعمل لممارسة الضغط السياسي وتحقيق مكاسب مالية.

 

تحديات الحوكمة والاستقلالية

أصيبت الحوكمة المحلية في المكلا بالشلل الوظيفي بسبب الاعتماد على إمدادات الوقود الخارجية، وإدارة تعاني من ضائقة مالية، وتآكل الثقة العامة. أدت عدم قدرة المحافظة على دفع ثمن شحنات الوقود من بترو مسيلة إلى فشل متتالي في توليد الكهرباء عبر ست محطات رئيسية، بما في ذلك باجرش والريان وجول مشاع والفوة.

نموذج حوكمة المدينة لا مركزي اسمياً ولكنه يفتقر إلى الاستقلال المالي. بينما تدخلت السلطات القبلية في ريف حضرموت أحياناً لحماية البنية التحتية الحيوية، تظل المكلا تحت إشراف الإداريين الحضريين المتحالفين مع الحكومة المعترف بها دولياً، والذين أصبحت فعاليتهم الآن موضع تساؤل جاد.

تدل الدعوات العامة لاستقالة المحافظ بن ماضي، التي سمعت في جميع أنحاء الاحتجاجات، على تفاقم الشرخ بين المواطنين ومؤسسات الدولة. كما أن غياب المساءلة أو التحقيق الشفاف في إخفاقات شراء الوقود يزيد من تآكل مصداقية المؤسسات.

 

تحديات الحوكمة والاستقلالية

أصيبت الحوكمة المحلية في المكلا بالشلل الوظيفي بسبب الاعتماد على إمدادات الوقود الخارجية، وإدارة تعاني من ضائقة مالية، وتآكل الثقة العامة. أدت عدم قدرة المحافظة على دفع ثمن شحنات الوقود من بترو مسيلة إلى فشل متتالي في توليد الكهرباء عبر ست محطات رئيسية، بما في ذلك باجرش والريان وجول مشاع والفوة.

نموذج حوكمة المدينة لا مركزي اسمياً ولكنه يفتقر إلى الاستقلال المالي. بينما تدخلت السلطات القبلية في ريف حضرموت أحياناً لحماية البنية التحتية الحيوية، تظل المكلا تحت إشراف الإداريين الحضريين المتحالفين مع الحكومة المعترف بها دولياً، والذين أصبحت فعاليتهم الآن موضع تساؤل جاد.

تدل الدعوات العامة لاستقالة المحافظ بن ماضي، التي سمعت في جميع أنحاء الاحتجاجات، على تفاقم الشرخ بين المواطنين ومؤسسات الدولة. كما أن غياب المساءلة أو التحقيق الشفاف في إخفاقات شراء الوقود يزيد من تآكل مصداقية المؤسسات.

 

توقعات السياسة: تصعيد المخاطر والآثار التشغيلية للوكالات الدولية

تواجه المكلا نقطة تحول حرجة. إذا لم يتم تلبية المظالم الحالية بإجراءات سريعة ومنسقة، فقد تتطور الاضطرابات إلى مقاومة مدنية مطولة، وتصعد إلى تعبئة جماهيرية، وشلل حضري محتمل، أو دعوات متجددة للحكم الذاتي المحلي. نظراً لوضع المكلا كمركز لوجستي للعمليات الإنسانية، ونقل الطاقة، والسيطرة الإدارية على ساحل حضرموت، فإن زعزعة استقرار المدينة تحمل تداعيات خطيرة على كل من الحكم المحلي وبصمات المشاركة الدولية.

ملف المخاطر الحضرية

أعادت التطورات الأخيرة تصنيف جوهر المكلا الحضري ضمن إطار SARI Global لمخاطر التشغيل من المستوى 3 بسبب:

  • انهيار الخدمات الأساسية (الكهرباء، المياه، الوقود).
  • تعبئة مدنية سريعة الظهور مع احتمال حدوث عنف إذا أسيء إدارتها.
  • تدهور مصداقية الحكومة، مما يؤدي إلى فراغ محتمل في القيادة والاستجابة.
  • تقاطع محفزات الاحتجاج: الصعوبات الاقتصادية، والمظالم السياسية، وفقدان الثقة في المؤسسات العامة.

بينما تظل الاحتجاجات سلمية، فإن نمط إغلاق الطرق العفوي، وإشعال الإطارات، والإغلاقات المحلية يشير إلى قدرة متزايدة على إحداث اضطراب حضري، خاصة في الممرات المركزية (مثل شارع الصيادين، جسور الخور).

الخلاصة..

احتجاجات المكلا هي أكثر من مجرد نقطة اشتعال حول الكهرباء، إنها استفتاء على مصداقية الحكم وفشل توفير الخدمات المركزية في شرق اليمن. بينما لم تتسم بالعنف بعد، فإن انهيار البنية التحتية، والفراغ الحكومي، والسكان المتعبئين يخلقون بيئة مخاطر متعددة الطبقات ومتقلبة. يجب على الوكالات الدولية أن تتجاوز تخطيط الوصول قصير المدى لتبني موقف تشغيلي تكيفي، أو تخاطر بأن تفاجأ بمدينة تنتقل إلى أزمة طويلة الأمد.

The post المكلا تحت الضغط: هل ينزلق مركز حضرموت إلى “أزمة طويلة الأمد” أمام عاصفة الغضب الشعبي؟ appeared first on يمن مونيتور.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows