
الرشـــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــ محلــــــــــية
حذرت مصادر محلية وناشطون في محافظة تعز، من كارثة صحية وشيكة نتيجة قيام بعض الأشخاص في منطقة غربي المدينة ببيع مياه غير صالحة للاستخدام البشري لمالكي صهاريج المياه الذين يقومون بنقلها لاحقًا إلى مدينة تعز وبيعها للمواطنين.
وقال سكان محليون في منطقة بني عيسى بمديرية جبل حبشي إن المياه التي يتم بيعها تُستخرج من آبار سطحية ملوثة لا تصلح حتى لسقي المواشي، ويتم تعبئتها في صهاريج المياه وبيعها داخل مدينة تعز على أنها صالحة للاستخدام البشري، في ظل غياب تام للرقابة الرسمية.
وأكد السكان أن هذه المياه تُشكل خطرًا مباشرًا على حياة المواطنين وقد تكون سببًا في تفشي أمراض خطيرة كالأورام السرطانية نتيجة احتوائها على بكتيريا ومواد ضارة، مناشدين السلطة المحلية والجهات المعنية بتشديد الرقابة على مصادر تعبئة صهاريج المياه وحماية السكان من خطر التلوث في ظل استمرار أزمة المياه.
ونشر ناشطون من أبناء تعز صورًا توثق مواقع تعبئة المياه في منطقة السعدة المعيان بعزلة بني عيسى، على بعد 2.5 كيلومتر من سوق مفرق جبل حبشي خط الضباب. وأظهرت الصور آبارًا سطحية تبدو ملوثة ومياهها متعفنة، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي أو حتى الحيواني.
الناشط صادق المليكي أوضح أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة للمنطقة خلال السنوات الماضية تشير إلى تدهور بيئي واضح، لافتًا إلى وجود بقع داكنة وأراضٍ متدهورة قد تكون نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي أو تراكم مواد عضوية سامة أو سوء إدارة المخلفات.
وأضاف المليكي في تدوينة على فيسبوك أن الوضع يتطلب تحركًا عاجلًا لإجراء تحليلات ميدانية شاملة للتربة تشمل اختبار درجة الحموضة (pH) ونسبة الأملاح والمعادن الثقيلة، إضافة إلى تحليل عينات من المياه القريبة.
ودعا المليكي والناشطون إلى تدخل عاجل من قبل السلطة المحلية والمؤسسة العامة للمياه ومختبر الصحة العامة لإجراء فحوصات دقيقة للمياه والتربة، وردم الآبار الملوثة، ومحاسبة كل من يشارك في نقل المياه منها إلى الأحياء السكنية.
يُذكر أن مدينة تعز تشهد منذ أشهر أزمة حادة في مياه الشرب، إذ وصل سعر الجالون سعة 20 لترًا إلى 1000 ريال، نتيجة الحصار المفروض من قبل مليشيا الحوثي وشحة مياه الأمطار. وكانت السلطات المحلية قد حاولت مؤخرًا إيجاد حلول مؤقتة ودائمة للأزمة، من خلال لقاءات مع منظمات دولية للسماح بتزويد المدينة بالمياه من الآبار الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شمالي وشمال غرب تعز