
بقي الرئيس الإرياني من منفاه السوري مراقبًا للأحداث والتطورات في صنعاء وهي تشهد حمى التنافس بين إبراهيم الحمدي من جهة وآل أبو لحوم العسكريين من جهة أخرى. وما تحبَّره رسائل الاعتذار منهم جراء تدبير الاستقالة وإزاحته من الحكم، كما أن الإرياني يبدو مسرورًا من الخطوات التصحيحية لخلفه الحمدي.
“الحَمْدِي” يعين صالح قائدًا للواء تعز
تَعَرَّف الحمدي إلى علي عبد الله صالح في حرب 1972 مع الشطر الجنوبي وهو نائب للقائد العام ومسؤول عن جبهة قعطبة، فيما صالح في قطاع الراهدة تعز مدير تسليح المدرعات، وكلا الجبهتين على حدود الجنوب.
وفي هذا العام الذي جرت فيه الحرب، التحق طلاب الكلية الحربية في العاصمة صنعاء وهم مجموعة سنحان: علي محسن ومحمد إسماعيل بقطاع قعطبة العسكري في آخر حملة عسكرية (وثائق سنان أبو لحوم ج:2 ص:424).
ما ينقله الرئيس الإرياني في مذكراته يشتبك مع روايات مقاربة لقصة تعيين صالح قائدًا للواء تعز ومعسكر خالد بن الوليد، فهو ينقل عن موظف في الخارجية اليمنية زاره في دمشق آتيًا من صنعاء في أبريل/نيسان 1975، حكى له فيها عن محاولة بيت أبو لحوم وعبد الله بن حسين الأحمر اغتيال الرئيس الحمدي عند وصوله إلى تعز. وكان المدبر لذلك المقدم درهم أبو لحوم قائد لواء تعز، ولكن أحد الضباط المتعاونين مع المقدم درهم أبلغ المقدم إبراهيم، فعاد من الحديدة إلى صنعاء وفور وصوله أصدر قرارًا بفصل المقدم درهم وعين بدلًا عنه الضابط الذي أبلغه المؤامرة وهو الرائد علي عبد الله صالح.
أصبح صالح من العناصر الثقات لدى الرئيس الحمدي وعضو ظل في مجلس القيادة الذي تقلص بإزاحة عناصر البعث، ومن يطالع كتابًا تجميعيًا يحمل عنوان “يوميات الرئيس علي عبد الله صالح” سيلاحظ أنه ظل يحتفي سنويًا بحركة 13 يونيو ويتابع سير أعمال لجان التصحيح وأنشطة الحركة التعاونية حتى منتصف الثمانينيات، إلى حين سيكتفي بذلك ويستعيض عن تاريخ الحركة ومشروعها بيوم 17 يوليو/تموز الذي انتخب فيه رئيسًا، ويوم الجيش 27 أبريل/نيسان الذي جعله الحمدي يوم الديمقراطية 1993 إذ شهد أول انتخابات برلمانية أُجريت بعد الوحدة اليمنية.
العلاقة مع الإخوان المسلمين
على شحة التفاصيل لنشاط الإخوان المسلمين في اليمن سنوات عهد الإرياني وانطباعاته الشخصية ناحيتهم التي مرت في سنوات الثورة وحربها لمدة ثماني سنوات بحالة صفاء وتقارب فكري وسياسي ضمن معارضة اصطف جوارها حزب البعث فيها تجاه الرئيس عبد الله السلال، إلا أنه يمكن استظهار علاقاته ومواقفه بالإخوان المسلمين على ضوء مذكراته في جزئها الرابع سواء إشارته لمعارضتهم سياسته الداخلية، أو في جملة الرسائل التي خص بها الرئيس صالح في العقد الأول من حكمه حيث كان الإخوان المسلمون حليفًا لشدة صالح.
يُستخلص منها أن علاقاته بالإخوان المسلمين في اليمن قد تحولت إلى بغض وكراهية وتقريع لشخصيات قيادية من الحركة وربطهم بالإماميين العائدين، وتحذير للرئيس صالح من توسعهم في أجهزة الأمن والنهج الدعوي الذي يتخذونه، وسوء العلاقات معهم عائد بكونهم والشيخ الأحمر حربة المعارضة لرئاسته وإزاحته من السلطة فهو ليس بمتناسي عنهم. في حين أنه مقتصد كثيرًا في نقد القوى اليسارية والقومية التي لا تزال توصم وصوله السلطة بالانقلاب الرجعي على ثورة سبتمبر.
ويُفصّل علاقات القاضي الإرياني مع الإخوان المسلمين بعلاقاته الشخصية في سياقها الوطني القصير بمحمد محمود الزبيري، المبثوثة في سطور مذكراته استذكارًا للحظة استشهاده بالقرب منه وحنينًا ووفاءً لـ “أبي الأحرار”.
The post مذكرات الرئيس الإرياني(4).. علي صالح قائدا للواء تعز والعلاقة مع الإخوان المسلمين appeared first on يمن مونيتور.
Related News

