حوار خاص: المحافظ “الوائلي” يرد على السؤال المتكرر.. لماذا محافظة إب هدفًا دائمًا لانتهاكات الحوثيين؟
Civil
8 hours ago
share

أعدّ الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” جبر صبر: كثّفت جماعة الحوثي، المصنّفة إرهابية، مؤخرًا من حملات الاعتقال التعسفي بحق المدنيين في محافظة إب (وسط اليمن). وبحسب تقارير حقوقية، فقد تجاوز عدد المعتقلين في المحافظة أكثر من 80 معتقلاً خلال الشهرين الأخيرين، شملت فئات مختلفة من المجتمع، بينهم أكاديميون ونشطاء وتربويون.

ولا تُعد هذه الحملة الطارئة سلوكًا جديدًا، إذ تُصنّف محافظة إب ضمن أكثر المحافظات التي شهدت انتهاكات مستمرة منذ سيطرة الجماعة على المدينة في عام 2014، حيث لا يكاد يمر شهر دون تسجيل حالات اختطاف أو اعتقال أو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وفق ما تؤكده تقارير محلية ودولية.

في هذا السياق، يُجري “يمن ديلي نيوز” حوارًا خاصًا مع محافظ إب المعيّن من الحكومة اليمنية، اللواء عبدالوهاب الوائلي، للحديث عن حملة الاعتقالات الأخيرة، وأسباب تركز الانتهاكات في المحافظة دون غيرها، ومدى تأثير جماعة الحوثي على المجتمع المحلي، إلى جانب قضايا أخرى متعلقة بواقع الحريات والحقوق في إب.

نص الحوار:

  • بدايةً ما دوافع الحملة الأخيرة من الاختطافات التي تشنها جماعة الحوثي بحق العشرات من أبناء محافظة إب؟

الحملة الأخيرة من الاختطافات التي تشنها الجماعة ليست وليدة اللحظة، وإنما تأتي في سياق نهج متواصل تمارسه الجماعة منذ انقلابها على الدولة. لكن تصاعدها مؤخرًا يرتبط بشكل مباشر بتزايد حالة الرفض الشعبي لها داخل المحافظة، لا سيما مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الوعي المجتمعي بخطورة المشروع الحوثي.

لقد سبق وشاهد الجميع حالات الرفض الشعبي للمليشيا الحوثية سواء كان ذلك باحتفالات ثورة سبتمبر أو ذلك الزخم الكبير الذي خرج بجنازة الشهيد المكحل عندما خرج ابناء مدينة إب يهتفون برحيل الحوثي، وصولاً إلى وقفات احتجاجية ضد الممارسات الحوثية.

فالجماعة تشعر بالتهديد من أي صوت حر أو نشاط مدني أو حتى شخصية اجتماعية تحظى بثقة الناس، ولذلك تحاول إخراس الجميع بسلسلة من الاعتقالات التعسفية المنظمة.

 

  • بما تفسرون هذه الحملة المركزة على محافظة إب تحديدًا دون غيرها من المحافظات؟

إب كانت ولا تزال من أكثر المحافظات حيوية ورفضًا للمشروع الحوثي على المستويين السياسي والمجتمعي، كما أنها أول من قاومت المليشيات الحوثية في الرضمة وفي يريم وفي الحزم وفي بعدان وغيرها من المديريات.

كذلك، إب تمثل خزانًا بشريًا كبيرًا وجغرافيًا استراتيجيًا، وأبناء المحافظة متواجدون في مختلف جبهات العزة والكرامة، لذا تسعى الجماعة للسيطرة على المحافظة بإرهاب المجتمع وتفكيك نسيجه المقاوم من الداخل.

 

  • هل لديكم إحصائية دقيقة بعدد المختطفين خلال الشهرين الماضيين؟ وما الفئة المستهدفة في هذه الحملة؟

نعم، وفق ما وثقناه بالتعاون مع مصادرنا المحلية والمنظمات الحقوقية، فقد بلغ عدد المختطفين خلال الشهرين الماضيين أكثر من 80 حالة اختطاف، شملت أكاديميين، ناشطين سياسيين، تربويين، أطباء، خطباء مساجد، طلاب جامعة، شخصيات اجتماعية، وبعض رجال الأعمال.

اللافت أن الحملة لم تستثنِ حتى كبار السن في بعض الحالات، بل وصل بهم الأمر اختطاف رئيس جمعية الأقصى السابق ما يعد تناقضا منهم في مزاعمهم نصرة غزة، كل تلك الحملة المسعورة تؤكد طابعها الانتقامي الواسع.

 

  • كم بلغ إجمالي عدد المختطفين في محافظة إب منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في 2014 وحتى اليوم؟

منذ العام 2014 وحتى منتصف العام الجاري 2025، سجلنا ما يزيد عن 2300 حالة اختطاف واعتقال تعسفي في محافظة إب وحدها، كثير منهم ما زالوا في السجون أو تم تغييبهم قسرًا. بعض الضحايا توفوا تحت التعذيب، وآخرون أُجبروا على التوقيع على التزامات بعدم ممارسة أي نشاط مدني أو سياسي.

 

  • كيف تتابعون في السلطة المحلية هذه الانتهاكات؟ وهل هناك تعاون بينكم وبين منظمات حقوقية لرصدها وتوثيقها؟

رغم محدودية الإمكانات، نحن نتابع عن كثب كل هذه الانتهاكات، ونملك فريقًا خاصًا بالتوثيق والتواصل مع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية. ننسق مع الجهات القانونية والإعلامية لرصد الجرائم بشكل منهجي ونقل صورة واضحة للخارج، ونعمل على ملفات متكاملة لإدانة قادة الجماعة أمام المحاكم الدولية.

 

  • ما مدى استجابة المنظمات المحلية والدولية لما تتعرض له محافظة إب من انتهاكات؟ وهل تلقيتم أي دعم أو تدخلات ملموسة للحد من هذه الجرائم؟

للأسف، الاستجابة الدولية لا تزال محدودة ولا ترتقي إلى حجم المأساة. بعض المنظمات توثق وتصدر تقارير، لكنها لا تضغط بالقدر الكافي على جماعة الحوثي. أما المنظمات المحلية، فبعضها تم استهدافه أو تجميد نشاطه من قبل الجماعة.

نحن نطالب بآلية رقابة دولية فعلية تكون حاضرة ميدانيًا لتوثيق الانتهاكات في محافظة إب وغيرها من المحافظات الخاضعة للحوثيين.

 

  • برأيكم، ما أبرز الانتهاكات الحوثية التي شهدتها محافظة إب خلال الفترة الماضية، سواء من حيث الحجم أو الأثر الاجتماعي والإنساني؟

من أخطر الانتهاكات: الاختطافات، ومصادرة الممتلكات، وتجنيد الأطفال، وفرض الجبايات القسرية، وتفجير المنازل، ومداهمة المساجد، واستبدال أئمتها بخطباء موالين للفكر الطائفي.

كذلك، تم تدمير البنية التعليمية والثقافية، واستُبدل الكادر التربوي بموظفين عقائديين، ما تسبب في انحدار خطير في الوعي العام، وفرض مناهج طائفية تهدد النسيج الاجتماعي.

 

  • كيف تصفون مستوى تقبّل المجتمع الإبي لفكر الحوثيين؟ وهل ترون وجود حاضنة حقيقية لهذا المشروع داخل المحافظة؟

الحاضنة الحوثية في إب ضعيفة جدًا، والمجتمع يرفض بغالبيته هذا الفكر الغريب على ثقافة المحافظة، التي عُرفت عبر تاريخها بالاعتدال والانفتاح.

القبول الموجود حاليًا هو قبول قسري، إما بدافع الخوف أو المصلحة، وليس عن قناعة حقيقية. الحوثي يعلم أنه غير مقبول في إب، ولذلك يتعامل مع الناس بمنطق الاحتلال العسكري.

ونستطيع القول إن نسبة الانتماء العقائدي للفكر الحوثي في إب لا تتجاوز 3 إلى 5% فقط، ومعظم هؤلاء إما تم تجنيدهم مؤخرًا أو ينتمون لأسر محدودة تدين بالولاء التاريخي للجماعة. وهذا ما يجعل الحوثيين يلجؤون إلى استيراد عناصرهم من خارج المحافظة لتثبيت قبضتهم، لأنهم لا يثقون بأبناء إب حتى داخل أجهزتهم الأمنية.

 

  • ما هي التحديات التي تواجهونها في كشف الانتهاكات المستمرة، في ظل سيطرة جماعة الحوثي على الأرض؟

أبرز التحديات هي انعدام الوصول الميداني للمناطق المتضررة، وتهديد الشهود، وخوف الأهالي من الإبلاغ، وسيطرة الحوثيين على الإعلام والمؤسسات الرسمية. كذلك، يتم تقييد عمل المنظمات الحقوقية المستقلة، ويتم تهريب بعض الضحايا إلى أماكن غير معلومة. رغم كل ذلك، نواصل العمل لرصد وتوثيق كل ما يحدث.

 

  • أخيرًا، ما رسالتكم لأهالي محافظة إب وللمجتمع الدولي في ظل ما تعانيه المحافظة من استهداف ممنهج للحريات وحقوق الإنسان؟

رسالتي لأهالي إب: اثبتوا، فأنتم لستم وحدكم. التاريخ لن ينسى وقوفكم ضد هذا المشروع العنصري، وسينتصر الحق مهما طال الظلم.

أما للمجتمع الدولي، فنقول: الصمت لم يعد مقبولًا، والمطلوب ليس فقط الإدانة، بل اتخاذ مواقف حازمة لحماية المدنيين في محافظة إب وكل المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه الجماعة الإرهابية.

ظهرت المقالة حوار خاص: المحافظ “الوائلي” يرد على السؤال المتكرر.. لماذا محافظة إب هدفًا دائمًا لانتهاكات الحوثيين؟ أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows