الرشادبرس/ متابعات

في مشهد ينذر بكارثة صحية غير مسبوقة، سجلت محافظة تعز 884 حالة إصابة مؤكدة بمرض السرطان خلال أول أسبوعين فقط من الشهر الجاري، وفقاً لما أكدته مصادر طبية في مراكز الأورام والمستشفيات العامة والخاصة.

ويُعد هذا الرقم صادماً بكل المقاييس، خصوصاً إذا ما قورن بالمعدل الشهري المعتاد في المحافظة والذي لم يكن يتجاوز 150 حالة، حسب أطباء في مركز الأمل لعلاج الأورام، الذين وصفوا الأمر بـ”الانفجار السرطاني” الذي يدق ناقوس الخطر.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الإصابات شملت كافة الفئات العمرية، إلا أن النسبة الأكبر سُجلت بين البالغين والأطفال، ما يعزز المخاوف من وجود عوامل بيئية أو إشعاعية ساهمت في هذا الانتشار المرعب. ويرجح الأطباء أن يكون التلوث الكيميائي والمبيدات الزراعية المحرمة، إلى جانب تبعات الحرب، من بين أبرز الأسباب المحتملة.

في المقابل، تعيش المرافق الطبية في تعز حالة عجز شبه كامل، حيث تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الخاصة بعلاج السرطان، فضلاً عن غياب الأجهزة التشخيصية والعلاجية المتقدمة، الأمر الذي يجبر المرضى على البحث عن فرص للعلاج خارج المحافظة، في صنعاء أو عدن، وسط معاناة مالية ونفسية متفاقمة.

المنظمات المدنية والحقوقية أطلقت نداءات عاجلة إلى الحكومة والمنظمات الإنسانية الدولية للتدخل العاجل، مطالبة بتوفير الأدوية والعلاج الكيماوي بشكل فوري، وتوسعة مراكز علاج الأورام التي باتت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى.

كما دعا نشطاء محليون إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن الأسباب البيئية والصحية وراء هذا الارتفاع الصادم، مطالبين بإجراء مسح شامل للمناطق الملوثة وتقييم آثار الحرب على البيئة والإنسان.

884 حالة في 15 يوماً فقط ليست مجرد إحصائية عابرة، بل مؤشر خطير على انهيار صحي محتمل ما لم يتم التحرك بشكل سريع لإنقاذ مدينة تعز من كارثة قد تتجاوز حدود المرض إلى كارثة إنسانية مكتملة الأركان