
الرشادبرس- متابعات
تتكشف يومًا بعد آخر فصول واحدة من أخطر عمليات النهب الممنهج للتراث اليمني، وهذه المرة في محافظة إب، حيث تتعرض المواقع الأثرية لحملة تخريب غير مسبوقة تقودها شبكات تهريب مرتبطة بقيادات بارزة في مليشيا الحوثي، وفق ما أفادت به مصادر محلية وخبراء آثار.
وقالت المصادر إن عصابات مسلحة مدعومة من المليشيا كثّفت خلال الأسابيع الماضية عمليات التنقيب الليلي والحفر العشوائي في عدد من المواقع التاريخية، أبرزها موقع “العصيبية” بجبل عصام في مديرية السدة، والذي شهد مؤخراً ثالث عملية اقتحام خلال أشهر وسط مقاومة من الأهالي وغياب تام لأي تدخل أمني.
وفي اعتداء آخر، شوهد مسلحون ينفذون أعمال حفر في موقع “ذي الصولع” قرب مدينة ظفار، حيث تم العبث بنقوش نادرة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وسط مؤشرات على تهريبها إلى الخارج عبر شبكات دولية يديرها نافذون حوثيون.
وتؤكد معلومات ميدانية أن أكثر من عشرة مواقع أثرية تضررت منذ مطلع يوليو الجاري، منها مسجد الأسدية، وجبل الرئسي، وحصن يفوز، ومواقع في السياني والسبرة والنادرة، ضمن حملة وصفها مختصون بأنها “استهداف ممنهج لذاكرة اليمن التاريخية”.
الخبير اليمني في الآثار عبدالله محسن نشر تحذيرات موثقة تظهر تداول حلي ومجوهرات أثرية في أسواق صنعاء، مؤكداً أنها تُباع علناً ثم تُنقل عبر مهربين إلى مزادات دولية، في واحدة من أخطر عمليات تدمير وتهريب الإرث الوطني.
وتكشف مصادر مطلعة في هيئة المدن التاريخية أن شخصيات حوثية نافذة تدير هذا الملف بشكل مباشر، في إطار مساعٍ لإعادة كتابة التاريخ بما يخدم الأجندة الطائفية للمليشيا.
ويحذر خبراء من أن إب تواجه كارثة ثقافية حقيقية، مطالبين اليونسكو والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لحماية ما تبقى من معالمها، ووقف العبث المنظم الذي يهدد أحد أغنى الكنوز التاريخية في الجزيرة العربية
Related News
