افتتاحية 26 سبتمبر
تسوية أرضية تحرير المحافظات الواقعة تحت سيطرة أدوات الاحتلال الإيراني بالقضاء على الفساد وتصحيح مسارات مصبات الإيرادات إلى الوعاء الرسمي البنك المركزي اليمني أمر لا بد من إنجازه، إذ لا تحرير في ظل فساد مستشر يستحوذ على كامل الإيرادات، ويقاوم بشراسة كل محاولات التصحيح التي تنشأ كأعمال فردية لا جمعية تتآزر لإنجازها كل مؤسسات الدولة المعنية..
عجز الحكومة منذ فترة طويلة عن القيام باعتماد ميزانية حكومية تنضبط فيها عمليتا الإيرادات والمصروفات والتي نجم عنه أيضا عجزها عن القيام بواجباتها التنموية، وصرف مرتبات موظفي الدولة بصورة مستمرة ناجمة بشكل واضح وجلي عن تعثير يمارسه فاسدون يعملون في مواقع مهمة ومفصلية في هيكل الدولة، يشكل التصحيح المالي والإداري إضراراً جسيما في مصالحهم الخاصة وضربة قاصمة- في حال نجاحه- لمشاريعهم الصغيرة التي تعمل على إدامة الفساد وطغيان الفوضى وسيادة اللاقانون تخدم في مجملها المشروع التوسعي لإيران وأدواتها مليشيا الحوثي الإرهابية على حساب أمن واستقرار ورخاء اليمن ودول المنطقة التي تعمل إيران من خلال أذرعها على تسيد قرار دولها السياسي والاقتصادي وتغيير بنيتيها الديمغرافية والثقافية كما هو الحال في اليمن الذي يصارع فيه اليمنيون كل محاولات التهجين الثقافي الذي يمارس عبر ما يسمى بالمراكز الصيفية المنتجة لقنابل موقوتة ستشكل في المستقبل القريب خطرا وجوديا ليس على اليمن وحده، بل على كافة دول المنطقة التي تقف الآن على شرفات الفرجة لكل ما يحدث في اليمن من سيناريوهات خطيرة تمارسها أدوات إيران والتي ستعكس نفسها خطرا ماحقا على كل الدول المحيطة والتي الى الآن لم ير ساستها اعتمالات مشروع يستهدفهم كما يستهدف اليمن وعلى حد سواء.
اللجان البرلمانية التي أقرت هيئة رئاسة البرلمان نزولها إلى المحافظات لتقييم الأداء وتحري عمليات الصرف والإيراد وتصحيح الاختلالات، شكلت بارقة أمل لدى كافة المواطنين المطحونين بانهيار قيمة العملة لأكثر من مرة في اليوم الواحد، المحروقين بلهيب ارتفاع الاسعار التي تتصاعد بموازات الانهيار مرات عدة في اليوم الواحد أيضا، وهو طحن وحرق لم يحدث في تاريخ اليمن، بل والعالم أجمع..
من المعيب جدا، بل ومن الخيانة العظمى أن لا تتعاون كل الجهات الرسمية في المحافظات المحررة مع اللجان البرلمانية لإحداث ولو ثقب صغير في جدار الفساد الشاهق يتسلل من خلاله نور الأمل بتصحيح ولو بطيئ يمهد في الآن أرضية التحرير المنشود وتخليص اليمن من اسوأ مليشيا إرهابية أزهقت الأرواح، واستأثرت بالخيرات، وأسست لتمايز الفئات بطبقية مقيتة ستدخل اليمنيين- إن لم يتم القضاء عليها- في شر مستطير آثاره التدميرية لن تقف عند حدود اليمن، بل ستمتد الى أبعد منها بكثير وهو ما يعلمه الأشقاء علم اليقين، ويتطلب منهم التحرك السريع إلى جانب الحكومة الشرعية في عملية تصحيح الاختلالات، ومكافحة الفساد والانطلاق لإنجاز عملية التحرير لكل المحافظات التي لازالت تقبع تحت سيطرة أدوات إيران مليشيا الحوثي الإرهابية..
على الأشقاء في التحالف العربي لإعادة الشرعية أن يساعدوا الحكومة الشرعية بكل ما لديهم من إمكانيات وثقل سياسي واقتصادي لضبط إيقاع مسارات العمل السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد كعمل استباقي ضروري لعملية التحرير التي يسعى اليمنيون كافة لإنجازها وما دون ذلك، فليس سوى عبث يفتك باليمن واليمنيين، وسيفتك بالضرورة بكل دول المنطقة.
ظهرت المقالة مكافحة الفساد أولاً أولاً على سبتمبر نت.
