زوابع في الزمن الخطأ - احمد عبدالملك المقرمي
Party
1 week ago
share

 

   عندما تتعدد مصادر الهمز و اللمز، ثم تتمادى حتى العواء، رغم اختلاف اللهجات، و تباين الألوان في حملة إعلامية موجهة،و شرسة، تدرك يقينا أن ما وراء الأكمة لم يعد خافيا، بل يمكنك القول أن ما كان وراءها قد أصبح أمامها، و أن الذي بقي وحده وراء الأكمة ، هو الممسك ( بالريموت)، أو  بدفتر التحويلات.

 

   مَن حرّك تلك الألسنة؟ و من سخّر تلك الأقلام؟ و من نشر تلك الأعـداد من أســراب الذبـاب الإلكتروني في وقت واحد ، و  تزامن يفضح سوء النوايا ؟!

 

   حين تُثير زوبعةٌ ما الأتربة و الغبار ، قد تصاب منها بعض العيون و الأبصار لوقت قصير، أو زمن محدود، ثم تتضح الرؤية تدريجيا، و ينتهي أثر الزوبعة.

 

   هنا ينزعج الممسك بالريموت، فلا يدري ما يبدئُ و ما يعيد؛ فيلجأ إلى أن يضاعف عدد دفاتر التحويلات، بل إنه يبرز إلى أعلا الأكمة و يرفع ثوبه عن كل جسده ليواري وجهه ؛ بينما قد تكشفت للناس سوأته..!!

 

   حملات التضليل، و تناولات شيطنة الإصلاح ليست جديدة، و هي أشبه ــ مع الفارق الكبير بالطبع ــ  بالحملات الصليبية على الوطن العربي،و التي ظلت أكثر من مائتي سنة. و التجمع اليمني للإصلاح منذ أن أعلن بوضوح لا لبس فيه، و لا تلجلج موقفه الرافض للمشروع الظلامي للحوثي، و للانقلاب الكارثة في 21 سبتمبر المشؤوم في 2014 كأول مكون سياسي حدد موقف ؛ تناولته ألسنة و أقلام بحملات إعلامية، ظالمة في الاستهداف، فاجرة في الخصومة، متنكرة للمواقف التي نقولها و لا فخر.

 

   كانت تلك الحملات تطفو حينا، و تختفي حينا آخر، و تشتد تاة، و تغور تارة أخرى.

 

   لم يحدث أن ذهب الإصلاح للتباهي بمواقفه في الانحياز لمبدأ الحق و العدل و الحرية، و لا لاصطفافه في خندق منـاصرة الشــعب و الوطن ، و لا حين هب مدافعـا عن الهوية و الكرامة و الدين الحق. و لم يحدث أن اتهم جهة، أو طرفا جمهوريا مقللا من مواقفه، أو منتقصا من شأنه، بل أظهر رفضه و مناوأته للمشروع الحوثي المرتهن كلية لإيران، و من يقف معه.

 

   و من بضعة أسابيع عادت في تعز حملة إعلامية ظالمة بلهجات أطراف مختلفة تتناوله بالسهام من كل جانب.  هذا التزامن، إذا لم نقل التكالب ؛ ليس بريئا في التوقيت، و لا عفويا في التناول.

 

    و الأدهى من كل ذلك أن يأتي،و مليشيا الإرهاب الحوثية تحشد مرتزقتها في كل جبهات تعز ، ناهيك عن أن الجيش الوطني المرابط فيها بصمود لا نظير له، و رجولة لا مثيل لها، يناله التقتير، و التأخير في مرتباته المتواضعة، و الحرمان من التغذية اللازمة، فيما مكونات عسكرية بمناطق و محافظات مجاورة تنعم بخير وفير. فلم تستدرجه الرفاهية هناك ليترك متراسه،أو يتخلى عن واجبه المقدس.

 

   و السؤال: هل التناولات الإعلامية المتزامنة، و التي نال الجيش ــ للأسف ــ منها نصيبا تخدم الجبهة الداخلية، و تفيد الحاضنة،و تنتصر للجمهورية؟

   أم أن المطابخ التي تتولى تنظيم الحملات الإعلامية لا تأبه، و لا  في واردها التحرير، و استعادة مؤسسات الدولة و تحرير مواردها.

 

   إن المشاريع الصغيرة، أو الشخصية، أو الجهوية، لا يتبناها العظماء، فضلا عن أن يناضلوا من أجلها على حساب كرامة الأمة و هويتها، و حريتها.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows