
Civil
قال تقرير لمنظمة دولية معنية بمراقبة التسربات البحرية، الأربعاء 23 يوليو/ تموز، إن البحر الأحمر يواجه كارثة بيئية، وذلك بعد أسبوعين من غرق سفينتي شحن، استهدفتهما جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.
وطبقاً للتقرير، الصادر عن منظمة "باكس" (PAX) في مراقبة التسربات النفطية، نقله للعربية "برّان برس"، فإن هجمات الحوثيين على "ماجيك سيز" و "اترنيتي سي"، وهما ناقلتا بضائع سائبة، ومملوكتان لشركات يونانية وتبحران تحت علم ليبيريا، من الفترة 6 إلى 8 يوليو/ الجاري، أسفرت عن كارثة بيئية تتكشف فصولها، مع تسربات نفطية ضخمة تهدد النظام البيئي البحري للبحر الأحمر.
وذكر أنه حالياً، "تنجرف بقع الزيت نحو الساحل الإريتري، مشيراً إلى أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تنقل 17,000 طن من الأسمدة، مع ترجيحات بأن تكون "نيترات الأمونيوم"، وكمية غير معروفة من الفولاذ من الصين إلى تركيا، بينما كانت الأخرى عائدة من تسليم مساعدات إنسانية إلى الصومال لصالح برنامج الغذاء العالمي".
ولفت إلى أنه بعد وقت قصير من سيطرة الحوثيين على السفينتين، وضعوا متفجرات وقاموا بتفجير كلتا السفينتين، مما أدى إلى غرقهما، بينما تم إنقاذ غالبية أفراد الطاقم في نهاية المطاف، كما قُتل العديد من البحارة، واحتُجز آخرون كرهائن من قبل المسلحين أو أُفيد عن فقدهم.
مخاطر بيئية مقلقة
وأورد التقرير صور أقمار صناعية تظهر بقعا نفطية كبيرة تنساب من المناطق التي غرقت فيها السفينتان، بالإضافة إلى عدة تسربات نفطية كبيرة حول مواقع السفن، لافتة إلى أنه غالبًا ما تستخدم هذه السفن زيت الوقود الثقيل والديزل، والتي تظهر خصائص انتشار معينة عند انتشارها في البحر، مكونة طبقة زيتية فاتحة وداكنة على سطح مياه البحر، والتي يمكن ملاحظتها في صور الأقمار الصناعية والجوية.
وغالبًا ما يحدث مع هذا النوع من التسربات أن جزءًا من الزيت يتخفف ويتبخر بمرور الوقت، وجزءًا يغرق، بينما يتحرك الباقي مع التيار الذي يمكن أن يصل إلى الشواطئ، مما يؤثر على النباتات والحيوانات.
منظمة "باكس" (PAX) في تقريرها، قالت إنها بدأت في مراقبة التسربات النفطية لتتبع اتجاه حركتها والمخاطر المحتملة على البيئات البحرية والساحلية في إريتريا واليمن.
وأشارت إلى أن 3 بقع ضخمة بطول 80 كيلومترًا و 46 كيلومترًا، مصدرها السفينة "اترنيتي سي"، تحركت في البداية باتجاه الجنوب الشرقي نحو جزر حنيش، لكن التيارات قربتها من الساحل الإريتري.
بينما بقعة نفطية كبيرة أخرى بطول 45 كيلومترًا قادمة من السفينة "ماجيك سيز" تقترب أيضاً من شواطئ إريتريا، وقالت: "تُظهر الصور التي قدمتها "بلانيت" (Planet) لمنظمة "باكس" كيف تؤثر بقع الزيت الآن على المناطق الساحلية في جزء ناءٍ من إريتريا".
وذكرت أنه في 17 يوليو، كانت البقعة النفطية الأكثر شمالية بطول 30 كيلومترًا مرئية على بعد 17 كيلومترًا من بلدة تيلو، وتقترب من محمية بوري-إيروري هواكيل الطبيعية.
وتوقعت أنه اعتماداً على اتجاه حركتها المستقبلي، يمكن أن تؤثر البقع على العديد من المناطق المحمية، بما في ذلك المحمية البحرية في باراسولي، والتي تعد نقطة ساخنة فريدة للتنوع البيولوجي وموطناً للسلاحف البحرية، الأعشاب البحرية الساحلية، أشجار المانغروف، وهي جزء من مسار هجرة الطيور.
مخاوف من "الأسمدة"
تقرير المنظمة الدولية، تطرق إلى مخاوف أخرى تتعلق بالآثار البيئية المحتملة لحمولة الأسمدة في السفينة "ماجيك سيز"، لافتة إلى أنها قد تسبب مخاطر بيئية محلية إضافية.
وأشار إلى أن تسرب الأسمدة، بإمكانه أن "يؤدي التسرب إلى التخثث، واستنزاف الأكسجين، وتراكم الأمونيا السامة، وتلف واسع النطاق للنظام البيئي البحري، بما في ذلك التكاثر الهائل للطحالب والمناطق الميتة الناتجة عن نقص الأكسجين في الماء".
وأضاف: "في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يؤدي هذا إلى موت جماعي للأسماك ويؤثر على الكائنات الحية الثابتة".
في تقريرها دعت المنظمة الدول إلى تجاوز الإدانة واتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة السفن المتضررة وتنظيف التسربات النفطية، بما في ذلك الشروع في عملية إنقاذ وتمويلها بخبرة بيئية قوية لإزالة حطام السفن الغارقة، واحتواء أي حمولات خطرة أو وقود متبقٍ، ومعالجة مخاطر التلوث النفطي على البيئة الساحلية والبحرية.
كما دعت إلى دعم عمليات التنظيف والمعالجة للمناطق الساحلية المتأثرة في إريتريا من قبل وكالات بيئية متخصصة مزودة بالمعدات والموارد، وضمان المراقبة البيئية المستدامة في تلك المناطق، بما في ذلك المناطق الحساسة بيئياً والمحمية مثل باراسولي.
وفي الوقت ذاته، أكدت أن الحاجة إلى وقف الأعمال العدائية في المنطقة، وخاصة إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، لا تزال ملحة، مضيفة: "فبدون معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، ستستمر حلقة العنف والتدمير البيئي في البحر الأحمر، مما يعرض النظم البيئية وحياة المدنيين لخطر متزايد باستمرار".