دعم الحكومة وقواتها المسلحة.. الخيار الوحيد للقضاء على التهديدات الحوثية للملاحة الدولية
official
1 day ago
share

 

 

سبتمبر نت/ تقرير – فؤاد مسعد:

 

شهد البحر الأحمر وباب المندب خلال العامين الأخيرين تصاعدا خطيرا في الهجمات التي تنفذها مليشيا الحوثي ضد السفن التجارية، ومع ازدياد وتيرة هذه التهديدات، أصبح من الضروري بلورة رؤية دولية واضحة للتعامل مع هذا الخطر المتنامي، بدءً بدعم الحكومة اليمنية الشرعية وتمكينها من بسط سيادتها على الأرض، وصولًا إلى اجتثاث منابع التهديد الحوثي.

وقد صعدت مليشيا الحوثي الإرهابية هجماتها البحرية تحت زعم دعم القضية الفلسطينية وإسناد قطاع غزة في الحرب التي تشنها عليه إسرائيل منذ أكتوبر 2023، فيما تتكشف حقائق المليشيا الإرهابية داخلياً وخارجياً، ليتأكد للجميع أن هذه المليشيا ليست سوى أداة إيرانية تتحرك وفقاً لأجندة طهران في ابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مصالحها وإلحاق الضرر بالأمن المحلي والإقليمي والدولي وقد استهدفت المليشيا الحوثية في الهجمات البحرية سفنا مدنية من مختلف الجنسيات، مهددة بذلك خط الشحن الدولي وحركة الملاحة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وجاءت التقارير والبيانات الدولية لتؤكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم هذا الممر البحري – بما له من أهمية استراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي- ساحة حرب ومنصة إطلاق إيرانية، الأمر الذي نتج عنه كثير من التداعيات والآثار، بما في ذلك التداعيات الأمنية المتمثلة في انهيار منظومة أمن حركة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية التي تمر عبرها أكثر من 15 بالمائة من حركة التجارة العالمية، ما يعني أن هجمات المليشيا الحوثية على السفن التجارية أسفر عنها ارتفاع كلفة تأمين وشحن السفن، فضلاً عن إجبارها على المرور عبر الممرات القديمة ومنها رأس الرجاء الصالح، بما في ذلك من تكاليف مضاعفة ناجمة عن إهدار المزيد من الوقت والجهد والأموال، بالمقارنة مع كلفة المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

بداية الشهر الجاري، ومع تأكد مقتل 3 وفقدان 12 بحاراً، وغرق سفينتي شحن يونانيتين، دخل تهديد المليشيا  الحوثية الإرهابية للملاحة في البحر الأحمر طوراً أكثر خطورة، وسط مخاوف من توسّع المواجهة في المنطقة.

وفي هذا السياق، أفادت مهمة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) أنه تم إنقاذ 10 بحارة من طاقم السفينة «إتيرنتي سي»، مؤكدة مقتل 3 آخرين، وفقدان 12 لا يعرف مصيرهم.

وأوضحت المهمة الأوروبية في بيان على منصة «إكس» أنها أنقذت 3 أفراد إضافيين من طاقم السفينة «إتيرنيتي سي» يحملون الجنسية الفلبينية، وواحداً من فريق الأمن البحري يحمل الجنسية اليونانية، حيث انتشلتهم من البحر ليبلغ عدد من تم إنقاذهم 10 أشخاص.

وفي حين لا يزال 12 بحاراً من طاقم السفينة في عداد المفقودين، وزعت المليشيا الحوثية فيديو دعائياً يُظهر مشاهد استهداف وإغراق السفينة «إتيرنيتي سي»، التي ترفع علم ليبيريا، وهي ثاني سفينة تجارية يستهدفها ويغرقها الحوثيون بعد الهجوم على «ماجيك سيز» في وقت سابق.

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت الأسبوع الماضي على استمرار تقديم تقارير حول الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر، من قبل المليشيا الحوثية التي تجاهلت مطالبه السابقة بوقف هذه الهجمات.

ويمدد القرار الذي شاركت في رعايته الولايات المتحدة واليونان، التزام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتقديم تقارير شهرية لمجلس الأمن عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حتى 15 يناير 2026.

ووفقاً للقائمة بأعمال المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، فإن القرار يعكس الحاجة إلى اليقظة المستمرة ضد ما أسمته بـ”التهديد الإرهابي الذي يشكله الحوثيون المدعومون من إيران”.

 

موقف حاسم

من جهتها جددت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً دعوتها لموقف دولي حاسم في مواجهة الاعتداءات الحوثية التي تزعزع الأمن الإقليمي والدولي، وتهديدات حركة الملاحة البحرية.

ففي لقائه مع السفراء الأوروبيين الثلاثاء الماضي تطرق الرئيس الدكتور/ رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى اعتداءات الحوثيين وهجماتهم الإرهابية المزعزعة للأمن الاقليمي والدولي وتهديد الملاحة العالمية التي كان آخرها إغراق سفن تجارية، وقتل بحارة أبرياء من جنسيات مختلفة، في واحدة من أخطر التهديدات للأمن الملاحي الدولي منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي هذا الصعيد دعا الرئيس العليمي الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف متناسب مع التهديد الحوثي الذي من شأنه مفاقمة الخسائر، وإطالة أمد المعاناة، وحث الشركاء الأوروبيين على اتخاذ قرارات عاجلة لتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، واتخاذ تدابير واقعية لعزلها ككيان مسلح خارج القانون، وقرارات الشرعية الدولية.

وجدد الرئيس العليمي التأكيد – خلال لقاءات وتصريحات عديدة- على أن الحل المستدام يتمثل في تمكين السلطة الشرعية من بسط سيطرتها على كافة الأراضي اليمنية، مطالبًا بدعم دولي لتعزيز قدرات الدولة اليمنية لمواجهة تهديدات الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

وفي الأمم المتحدة ظل مندوب اليمن يؤكد في هذا الصعيد أن اليمن يدافع عن أمن المنطقة والعالم، داعيًا لفرض قرارات ومواقف دولية توقف تهديدات المليشيا الإرهابية. مبيناً أن تقديم الدعم للحكومة اليمنية لاستعادة مؤسسات الدولة وحماية مياهها الإقليمية هو الحل لمواجهة تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية،

وأن تمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على موانئ الحديدة سيساهم في وقف تهديد الملاحة الدولية وتحقيق استقرارٌ إقليمي ودولي.

وبدوره شدد وزير الدفاع الفريق الركن/ محسن الداعري على أن دعم الحكومة الشرعية وقواتها هو السبيل الأمثل لاستعادة الدولة وتأمين الممرات الدولية”، مؤكداً أهمية التمكين الميداني وليس الضربات المؤقتة فقط،

وخلال لقائه مع الملحق العسكري الفرنسي أمس الأربعاء استعرض وزير الدفاع مستجدات الأوضاع الميدانية في ظل استمرار اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية على الملاحة الدولية، مؤكداً أهمية دعم قدرات القوات المسلحة بما يمكنها من أداء مهامها ومسؤولياتها كشريك فاعل في تحقيق الأمن البحري.

وجدد الفريق الداعري، التأكيد على استمرار النظام الإيراني في تهريب الأسلحة الى المليشيا الحوثية الإرهابية بما يمكنها من استهداف حرية الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب.

 

دعم الحكومة

ويرى مراقبون أن دعم الحكومة الشرعية من قبل المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا يعتبر ضرورة استراتيجية لوقف الاعتداءات الحوثية والممارسات الإرهابية التي تأتي خدمة للأجندة والمصالح الإيرانية، وتعود بكثير من الأضرار والخراب وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

ويضيف الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني في حديث لـ ” 26 سبتمبر” أن تثبيت سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية على كامل الجغرافيا اليمنية، وفي مقدمتها السواحل والممرات الاستراتيجية، يشكل أولوية قصوى، لأن غياب الدولة وضعفها ينجم عنه تشجيع تهريب الأسلحة والمخدرات، وتوفير بيئة آمنة لانطلاق الهجمات الحوثية، ويؤكد في حديثه أنه يكون هناك أمن بحري بدون أمن بري تفرضه الدولة اليمنية نفسها، مشدداً على أن تمكين الدولة من استعادة سيادتها يعد ضرورة استراتيجية لا بديل عنها في مواجهة الأخطار والاعتداءات والتهديدات المستمرة.

ويستعرض الهدياني جملة من خيارات الرد الدولي تجاه الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر، ومنها تطبيق سياسة العزل ضد الحوثيين بمزيد من الإجراءات الحازمة على المستوى الإقليمي والدولي، وفرض العقوبات المشددة على قياداتهم وداعميهم.

ويرى أن دعم الحكومة اليمنية عسكريًا وميدانيًا يعتبر ضمن الخيارات الواقعية لكبح جماح إيران وأدواتها في المنطقة.

ظهرت المقالة دعم الحكومة وقواتها المسلحة.. الخيار الوحيد للقضاء على التهديدات الحوثية للملاحة الدولية أولاً على سبتمبر نت.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows