يمن ديلي نيوز: رصدت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية تلوثاً نفطياً واسع النطاق في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، مصدرها سفينة الشحن “إيترنتي سي”، التي أعلنت جماعة الحوثي المصنّفة إرهابية مسؤوليتها عن استهدافها في 9 يوليو/تموز الجاري.

ووفقاً لتحليل أجرته منظمة “باكس” المتخصصة في رصد النزاعات والتلوث البيئي أظهرت صور من القمر الصناعي الأوروبي “سنتينيل-1” بتاريخ 16 يوليو تسربات متعددة قرب السواحل اليمنية الغربية.

وبناء على الصور التي حللها “يمن ديلي نيوز” عبر الذكاء الاصطناعي فإن أحد أوسع التسربات يقع قرب مدينة الحديدة، حيث امتدت البقعة الرئيسية لمسافة تقارب 80 كيلومترًا، وتغطّي مساحة تُقدّر بـ210 كيلومتر مربع.

وفي وقت سابق من الشهر، تبنّت جماعة الحوثي هجومين منفصلين استهدفا سفينتي شحن تحملان علم ليبيريا وتديرهما شركة يونانية.

وقالت الجماعة إن السفينتين كانتا متجهتين إلى موانئ إسرائيلية، فيما نفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” وجود دليل على تلك الادعاءات، مشيرة إلى أن السفن كانت متجهة إلى تركيا والسعودية.

الصور التي التقطتها شركة “بلانيت لابز” الأميركية بالتعاون مع منظمة “باكس”، أظهرت كذلك آثار التسرب على السواحل الإريترية جنوب شرق البحر الأحمر، حيث تم رصد بقعتين رئيسيتين من البريق النفطي.

ووفق الصور فإن إحدى البقع تقع شمال غرب الجزر الإريترية بمساحة تقدّر بـ17 كيلومتر مربع، والثانية شرق الأولى بمساحة تقارب 26 كيلومتر مربع، ضمن بيئة بحرية ضحلة تُعد حساسة بيئيًا.

تحليل صور إضافية التُقطت عبر القمر الصناعي الأوروبي “سنتينيل-2” في 13 و15 يوليو، وثّق تسربًا كبيرًا من السفينة “إيترنتي سي”.

وأظهرت المقارنة بين الصورتين تضاعف طول البقعة النفطية من 40 إلى أكثر من 100 كيلومتر خلال يومين فقط، ما يشير إلى استمرار التسرب في ظل غياب أي استجابة فعالة لاحتوائه.

هذه الحوادث وقعت في منطقة تُعد من أهم الممرات البحرية العالمية، حيث تمر بها يوميًا عشرات ناقلات النفط والسفن التجارية. وتُحذّر منظمات بيئية وملاحية من تداعيات خطيرة على سلامة الملاحة والبيئة البحرية.

من جانبها، قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم الأربعاء، إن الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي على سفينتي “ماجيك سيز” و”إيترنتي سي” تمثّل على الأرجح جريمة حرب، مشيرة إلى عدم وجود أدلة على أن السفينتين كانتا أهدافاً عسكرية مشروعة أو على صلة بإسرائيل.

وأضاف تقرير المنظمة الحقوقية أن السفينة “ماجيك سيز”، التي استُهدفت في 6 يوليو، كانت في طريقها من الصين إلى تركيا وتحمل شحنة من الأسمدة وقضبان الفولاذ. أما السفينة “إيترنتي سي” فكانت قد سلّمت مساعدات إنسانية إلى الصومال لصالح برنامج الأغذية العالمي وكانت متجهة إلى أحد الموانئ السعودية.

وأسفر الهجومان عن مقتل أربعة من طاقم السفينة “إيترنتي سي”، بينما تم إنقاذ عشرة آخرين. وتُشير تقديرات أولية إلى أن ستة من بين 11 مفقودًا قد يكونون محتجزين لدى جماعة الحوثي.

ظهرت المقالة صور فضائية توثق تلوثًا نفطيًا واسعًا جنوب البحر الأحمر مصدره سفينة أغرقها الحوثيون أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.