
الرشــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــــــ عربــــــيه
كشفت صحيفة “حرييت” التركية، المقرّبة من الحكومة، أن إسرائيل تسعى بشكل مباشر لإشعال حرب أهلية داخل سوريا، وتهدف إلى طرد تركيا من المناطق التي تتمتع فيها بنفوذ واسع شمال البلاد.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الإثنين، أن “القلق الرئيسي لإسرائيل في سوريا هو تنامي النفوذ التركي”، مضيفة أن “تل أبيب غير راضية عن الدور التركي، وتسعى بكل السبل إلى تقويضه عبر دعم مجموعات معادية لأنقرة، مثل حزب العمال الكردستاني (المحظور في تركيا) وفروعه المسلحة”.
وأشارت “حرييت” إلى أن “الهدف الإسرائيلي لا يتوقف عند حدود سوريا، بل يمتد لإضعاف تركيا إقليميًا”، مؤكدة أن “إسرائيل تعمل على منع نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة، لأنها تدرك أن ذلك سيعزز من موقع أنقرة في سوريا ويُفشل خططها الاستراتيجية”.
اشتباكات دامية في السويداء وغارات إسرائيلية على دمشق
جاء هذا التصعيد الإعلامي والسياسي في أعقاب اشتباكات عنيفة شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا، منذ 13 يوليو/تموز الجاري، بين فصائل محلية وقبائل بدوية موالية للنظام السوري، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين والعسكريين، في أحداث وصفت بالأعنف منذ شهور. تبع ذلك إعلان الحكومة السورية عن حملة عسكرية جديدة لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
وفي تطور خطير، شنت إسرائيل الأربعاء الماضي غارات جوية استهدفت العاصمة دمشق ومواقع عسكرية جنوب سوريا، مبررة ذلك بأنها “لحماية الدروز السوريين”، وفق ادعائها، في خطوة اعتبرها مراقبون تدخلًا سافرًا يُفاقم الأزمة ولا يهدف إلى حماية أحد.
تركيا ترد وتمنع التمدد الإسرائيلي
من جانبها، شددت الصحيفة التركية على أن “تركيا تُدير أزمة ديناميكية ضد إسرائيل في سوريا، وتُفشل تحركاتها على الأرض باستمرار”، مؤكدة أن تل أبيب ستواجه هزيمة جديدة، “وحزب العمال الكردستاني سيلقي سلاحه في النهاية، وستعود إسرائيل بخيبة أمل إلى ديارها”، وفق تعبير التقرير.
وفي ظل التصعيد، أعلن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، توماس باراك، يوم الأحد، أن جميع الأطراف المتصارعة في سوريا دخلت في وقف لإطلاق النار، في مساعٍ دولية لاحتواء الانفجار الأمني ومنع اتساع رقعة النزاع.
تُظهر التطورات الأخيرة حجم التدخلات الإقليمية والدولية في الأزمة السورية، وتكشف كيف تُستخدم القضية السورية كساحة صراع لتصفية حسابات جيوسياسية. ورغم التحديات، لا تزال سوريا تدفع ثمن صراعات الآخرين على أرضها، في وقت يُنتظر فيه موقف دولي أكثر جدية لوضع حد لهذا النزيف المستمر.
المصدر: سبوتنيك