
Civil
قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الثلاثاء 15 يوليو/تموز 2025م، إن مضيّ جماعة الحوثي، المصنفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب، في إصدار عملات جديدة، يُعد تدميرًا لما تبقى من فرص لإنهاء الانقسام المالي، واستمرارًا لحربها الاقتصادية ضد الشعب اليمني.
جاء ذلك خلال لقائه برئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونيرا فيناليس، وسفيرتي الجمهورية الفرنسية ومملكة هولندا، والقائمة بأعمال السفارة الألمانية، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأكد رئيس مجلس القيادة أن إصدار الحوثيين عملات جديدة خارج إطار البنك المركزي يُمثل "تحديًا صريحًا لكل الجهود الرامية لتحسين الظروف المعيشية في البلاد، واستهدافًا متعمدًا لما تبقى من فرص العيش، وتدميرًا ممنهجًا لاقتصاد البلد وأمنه الغذائي والقومي".
وفي وقت سابق، أعلنت سلطات الإنقلاب الحوثية في صنعاء، طباعة عملة نقدية جديدة من فئة "200 ريال"، بديلًا للعملة التالفة من فئة 250 ريالًا، وذلك بعد أيام من سكّ عملة معدنية من فئة 50 ريالًا، تنفيذًا لما أعلنته سابقًا عند طرح العملة المعدنية من فئة 100 ريال.
وخلال اللقاء، وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي السفراء الأوروبيين أمام مجمل التطورات على الساحة الوطنية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لدعم الاقتصاد اليمني، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري.
وفي السياق ذاته، قال العليمي إن الدولة اليمنية، منذ البداية، لا تخوض حربًا عسكرية فحسب، بل أيضًا معركة اقتصادية من أجل المساهمة في إنقاذ ملايين اليمنيين الذين فقدوا فرص عيشهم الكريم.
وأوضح أنه، منذ توقفت الصادرات النفطية بفعل هجمات الحوثيين على موانئ التصدير، خسرت الدولة نحو 70 بالمائة من مواردها العامة، والتي تعمل الحكومة الآن على تعويضها من مصادر ذاتية قابلة للاستدامة.
ونوّه رئيس مجلس القيادة إلى مسار الإصلاحات المالية والإدارية والمؤسسية، والجهود التي تقودها الحكومة في سبيل استعادة التعافي الاقتصادي، بالرغم من التحديات المتشابكة، معتبرًا أن كل خطوة تنجزها الحكومة من الداخل، هي معركة ضد الفساد وضد تسليم الدولة لقوى الشر.
وأضاف: "ما نواجهه ليس تمردًا داخليًا فحسب، بل تهديد عابر للحدود من قبل جماعة مسلحة تحتجز موظفي الإغاثة الأممية، وتدير خلايا اغتيالات في المناطق المحررة، وشبكات لتهريب الأموال وترويج المخدرات".
وعلى الصعيد الأمني، لفت "العليمي" إلى أن الأجهزة الأمنية كشفت خلال الأسابيع الأخيرة عن إحدى أخطر هذه الخلايا، والتي نفذت عملية اغتيال موظف برنامج الغذاء العالمي في محافظة تعز، وعدد من القادة والناشطين والصحفيين، والأبرياء.
وفيما يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى جانب الشعب اليمني، أكد رئيس مجلس القيادة أن هذا الموقف قد لا يكون متناسبًا مع حجم التهديد القائم، والذي من شأنه مفاقمة الخسائر وإطالة أمد المعاناة.
ودعا "العليمي" الشركاء الأوروبيين إلى اتخاذ قرارات عاجلة لتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، واتخاذ تدابير واقعية لعزلها ككيان مسلح خارج القانون وقرارات الشرعية الدولية.