
Civil
طالع موقع "بَرّان برس" الإخباري، صباح اليوم الثلاثاء 15 يوليو/تموز 2025م، على عددٍ من المواضيع والتقارير المتعلقة بالشأن اليمني، والمنشورة في عددٍ من الصحف والمواقع العربية، حيث رصد أبرز ما تمّ تناوله.
واشنطن تهدد الحوثيين
والبداية مع صحيفة "عربي21" والتي كشفت في تقرير موسّع لها عن تلقي جماعة الحوثي رسالة أمريكية شديدة اللهجة، حذّرت فيها واشنطن الجماعة من مواجهة "مصير مشابه لحزب الله اللبناني وإيران"، في حال استمرارها في تنفيذ الهجمات البحرية.
ووفق ما نقلته الصحيفة عن مصدر مطّلع مقيم في واشنطن، رفض الكشف عن هويته، فقد تم إيصال الرسالة الأمريكية إلى قيادة جماعة "أنصار الله" عبر وسطاء إقليميين، يُعتقد أن من بينهم سلطنة عُمان، وتضمنت مطالبة واضحة بوقف استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وتحديداً في المسارات الدولية الملاحية قبالة السواحل اليمنية.
وأوضح المصدر أن الرسالة لم تقتصر على التحذيرات فحسب، بل حملت أيضاً عرضاً سياسياً بدعوة الحوثيين إلى الانخراط في "خارطة طريق جديدة" للحل السياسي في اليمن، في إطار جهود أمريكية لإعادة تفعيل مسار السلام، وتطويق تداعيات الصراع البحري على الأمن الإقليمي والدولي.
ووفق المصدر ذاته، فقد ترافقت الرسالة مع إشارات ضمنية إلى ترتيبات جارية لتشكيل تحالف عسكري دولي تقوده الولايات المتحدة، بمشاركة دول لم يسمها، تشمل إسرائيل، هدفه مواجهة التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، ما يعكس تصاعداً في لهجة الرد الدولي على الهجمات التي استهدفت عدداً من السفن في الأسابيع الأخيرة.
السيطرة على المساجد
وفي سياق متصل بدأت صحيفة "الشرق الأوسط" تغطيتها لتطورات المشهد اليمني بتقرير موسع حمل عنوان: "مساعٍ حوثية لإحكام السيطرة على المساجد... واعتداءات على الخطباء وفرض مشرفين بالقوة"، سلطت فيه الضوء على الإجراءات المتصاعدة التي تنفذها جماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، بهدف بسط سيطرتها على دور العبادة وتحويلها إلى منابر موالية لها.
وبحسب التقرير، منعت الجماعة بناء أي مسجد جديد في محافظة المحويت (شمال غربي اليمن) من دون الحصول على موافقة رسمية مسبقة، فيما قامت بطرد عدد من أئمة المساجد واختطاف آخرين في محافظة البيضاء، في سياق ما وصفته منظمات حقوقية محلية بأنه "مخطط منظم لتأميم المساجد وإلحاقها بالمنظومة الفكرية الحوثية".
ونقل التقرير عن مركز" رصد للحقوق والحريات" في محافظة البيضاء، توثيقه لحوادث طرد معلمي تحفيظ القرآن وزوجاتهم من أحد المساجد في منطقة ذي ناعم، إضافة إلى اختطاف مدير مركز "مذوقين" لتحفيظ القرآن، وسط ضغوط لدمج المركز في الأنشطة التابعة للجماعة.
وأوضح المركز الحقوقي أن الجماعة عزلت إمام مسجد "السنة" في مديرية مكيراس، وعيّنت بديلاً مواليًا لها، مهددة المصلين باتخاذ إجراءات ضد من يرفض التعامل مع الإمام الجديد، فيما اختُطف إبراهيم الحبابي، أحد الشخصيات الدينية المعروفة في مديرية رداع، ضمن حملة أوسع لتفريغ المساجد من الأصوات المستقلة.
وأشار التقرير إلى أن الجماعة وسّعت من نفوذها الديني عبر توزيع عناصر تابعة لها على عدد من المساجد والمدارس في البيضاء وصنعاء وذمار، لتتولى الإشراف المباشر على التدريس والخطابة، وفرض مفردات مذهبية جديدة على المعلمين والطلاب.
وأورد التقرير شهادة أكاديمي من جامعة صنعاء، قال فيها إن الجماعة الحوثية صعدت خلال الفترة الأخيرة من وتيرة تدخلها في الشؤون الدينية، في مسعى للسيطرة الفكرية على المجتمع اليمني، وتقويض أي مظاهر للتعدد المذهبي، تحت تأثير ما وصفه بـ"القلق من المتغيرات الإقليمية والدولية التي قد تقوّض مشروعها".
تعميق الأزمة المصرفية
وفي تطور جديد يعمق الانقسام النقدي في اليمن، نشرت صحيفة "العربي الجديد" تقريراً موسعاً بعنوان: "عملة معدنية جديدة في صنعاء... خطوة استعراضية تعمّق الأزمة"، تناولت فيه ردود الأوساط الاقتصادية والمصرفية على إعلان البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين في صنعاء عن طرح عملة معدنية من فئة 50 ريالاً، بدءاً من يوم الأحد.
ووفقاً لما أورده التقرير، أوضح البنك المركزي في بيان رسمي أن الهدف من هذا الإجراء هو استبدال الأوراق النقدية التالفة وتحسين جودة النقد المتداول، مؤكداً أنه لا يترتب على الخطوة أي زيادة في الكتلة النقدية ولا تأثير على سعر الصرف، مشيراً إلى أن هذا الإصدار يأتي استكمالاً لخطة سابقة أُعلن عنها مع طرح العملة المعدنية من فئة 100 ريال.
لكن محللين وخبراء اقتصاد شككوا في جدوى هذه الخطوة، معتبرين أنها تفتقر إلى الأثر الحقيقي في معالجة الأزمة المالية الخانقة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، للصحيفة، إن "هذا الإجراء أقرب إلى كونه استعراضياً من كونه حلاً فعلياً"، مشيراً إلى أن التجربة السابقة مع إصدار عملة معدنية من فئة 100 ريال لم تنجح في تخفيف حدة الأزمة.
صغار اليمن
ومن جانبها نشرت صحيفة "إندبندنت عربية" تقريراً بعنوان: "صغار اليمن... قربان يومي لنيران الكبار"، تناولت فيه حادثة مروعة راح ضحيتها خمسة أطفال في محافظة تعز، إثر انفجار مقذوف من مخلفات الحرب، في مشهد يعكس استمرار التهديد القاتل للألغام والذخائر غير المنفجرة على حياة المدنيين، وخصوصاً الأطفال.
ووفقاً للتقرير، وقع الانفجار، يوم السبت، في منطقة العرسوم بمديرية التعزية، شمال محافظة تعز، عندما عثر الأطفال الخمسة على قذيفة مدفعية لم تنفجر، كانت مرمية قرب منزلهم في حي حبيل النور، وقاموا بملامستها قبل أن تنفجر وتودي بحياتهم.
ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام، فارس الحميري، وهو جهة غير حكومية معنية بتوثيق ضحايا الألغام ومخلفات الحرب، قوله إن أعمار الضحايا تتراوح بين 12 و14 عاماً، مشيراً إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة متكررة من الانفجارات المشابهة، وتركزت أغلبها في محافظات تعز والحديدة والجوف.
وأضاف الحميري أن الأطفال، بدافع الفضول أو اللهو، غالباً ما يقعون ضحايا لأجسام غريبة يكتشفونها في مناطقهم السكنية، مشدداً على أن الأوضاع الميدانية لا تزال محفوفة بالمخاطر رغم توقف المعارك في العديد من الجبهات.
وفي إشارة إلى التحديات التي تعيق الحدّ من هذه المآسي، دعا الحميري مجدداً جماعة الحوثيين إلى تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، مع تحميل كل الأطراف مسؤولية تطهير المناطق المأهولة، والمزارع، والمرافق الخدمية من مخلفات الحرب.
أونمها عامل معيق
وبدورها نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية تقريراً تناول تصريحات لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، طالب فيها بإنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، معتبراً أن استمرار بقائها بات غير مبرر بعد فشلها في أداء مهامها، وتحوّلها إلى عامل معيق لجهود السلام.
ووفقاً للتقرير، قال الإرياني، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن البعثة التي أُنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2452 في يناير 2019، لم تحقق أي إنجاز ملموس في المسارات العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية والإنسانية، رغم مرور أكثر من سبع سنوات على توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.
وأضاف الوزير أن البعثة فشلت في تنفيذ أبسط بنود الاتفاق، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وإعادة نشر القوات خارج مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، ومنع وصول التعزيزات العسكرية، وإزالة المظاهر المسلحة. وأشار إلى أن الحوثيين رفضوا الانسحاب من مواقعهم في المدينة والموانئ، في الوقت الذي التزمت فيه القوات الحكومية بإعادة الانتشار وفق ما نص عليه الاتفاق.
وفي المقابل أفادت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، بأن المملكة المتحدة رحّبت بقرار مجلس الأمن الدولي تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) في اليمن، حتى يناير من العام المقبل، معتبرة ذلك خطوة مهمة لدعم جهود الأمم المتحدة في تحقيق الاستقرار الإنساني والسياسي في البلاد.
وبحسب ما جاء في البيان الرسمي الذي نشرته الحكومة البريطانية، أكدت لندن التزامها الكامل بدعم عمليات الأمم المتحدة في اليمن، مشيرة إلى أنها ستعمل عن كثب مع المنظمة الأممية لمراجعة أداء البعثة، وتعزيز التنسيق بين مختلف المهام الأممية المنتشرة في البلاد.
وفي هذا الإطار، قالت السفيرة باربرا وودوارد، الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن بلادها تتطلع إلى قيادة نقاشات جديدة مع أعضاء مجلس الأمن بشأن مستقبل بعثة "أونمها"، مع اقتراب انتهاء ولايتها مطلع العام المقبل.