مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يلجأ كثيرون إلى النوم والنوافذ مفتوحة أملاً في التمتع بنسيم ليلي يخفف حرارة الأجواء. لكن هذا التصرف البسيط، والذي يبدو للوهلة الأولى صحياً، قد يخفي وراءه مخاطر صحية لا يدركها كثيرون، وفق ما كشفت عنه دراسة حديثة.  الدراسة التي أجرتها جامعة "ماينز" الألمانية، توصلت إلى أن النوم ليلاً في غرف ذات نوافذ مفتوحة قد يكون مضراً بالصحة بدرجة تفوق التوقعات. والسبب؟ الضجيج الليلي غير المرئي الذي يحيط بنا من كل اتجاه.  وحذّرت الدراسة من مخاطر صحية قد تنجم عن عادة يظن كثيرون أنها مفيدة، وهي النوم ليلاً مع ترك النوافذ مفتوحة. ووفق ما نقلته صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن هذا السلوك قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في الجسم، أبرزها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والقلق والاكتئاب.  وأوضحت الدراسة أن الضوضاء الليلية الناتجة عن حركة المرور والمحيط الخارجي تؤثر بشكل غير مباشر على جسم الإنسان أثناء النوم، إذ يبقى في حالة تأهب ويُفرز هرمونات التوتر بشكل تلقائي دون أن يشعر النائم، مما يؤثر سلباً على جودة النوم والصحة العامة على المدى البعيد.  وأشار الباحثون إلى أن الدماغ يكون أكثر تأثراً بالأصوات ليلاً مقارنة بالنهار، ما يجعل النوم في بيئة مفتوحة النوافذ أكثر عرضة للاضطراب والتأثير السلبي.  وفي سياق متصل، ذكر موقع "ماي شيبي" الألماني أن فتح النوافذ ليلاً قد يسمح بدخول حبوب اللقاح، مما يزيد من معاناة الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، ويؤثر سلباً على تنفسهم ونومهم.  كما خلصت تجربة أخرى، نُفذت على مجموعة من الطلاب، إلى أن التعرض لضجيج الطائرات خلال الليل بمستوى يتراوح بين 50 إلى 60 ديسيبل قد يسبب خللاً في الأوعية الدموية، بحسب ما أفاد به موقع "راديو إس في إر 3"، ما يشير إلى ارتباط الضوضاء الليلي بمشكلات صحية تتعلق بجهاز الدوران.  في المقابل، أوصت الدراسة باتباع عدة خطوات بسيطة لتحسين جودة النوم دون الحاجة لفتح النوافذ، من بينها تهوية الغرفة قبل النوم لمدة نصف ساعة ثم إغلاقها، استخدام سدادات الأذن لتقليل الضجيج، وتشغيل جهاز منقّي هواء منخفض الصوت أثناء النوم.  ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه فصل الصيف ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، ما يدفع كثيرين إلى فتح النوافذ ليلاً سعياً وراء الهواء النقي، دون إدراك للأضرار الصحية المحتملة.  المصدر: DW