
في زمن تتكاثر فيه جراح اليمن وتتشعب مآسيه يبزغ النور من بين ركام الصمت حين يعلو صوت الحق كما فعل الشيخ البطل صالح حنتوس الذي قال كلمته في وجه الظلم ومضى شامخا كجبال ريمة رافضا الخنوع والخضوع للمليشيات الحوثية دافعا حياته ثمنا لموقف أراده صادقا ومحررا.
رسالة الشيخ حنتوس ليست مجرد قصة استشهاد بل نداء مفتوح لكل من يعيش تحت سطوة الحوثي نداء لكل من أنهكه الذل وكل من جُوّع وقُهر وأُهين في بيته وأرضه وكل من يرى أطفاله يحرمون من التعليم ويجبرون على ترديد شعارات الموت بدلا من أن يحلموا بالحياة.
لقد عاش الشيخ حنتوس كما أراد: حرا لا عبدا قويا لا متسولا وقالها بوضوح: "لا أقبل العيش بذل" في وقت يزيف فيه البعض المواقف ويتغاضى عن البطش مقابل فتات موائد الطغيان.
فهل سننتظر حتى نصبح بلا كرامة بلا هوية بلا وطن؟
أيها الأحرار في صنعاء وذمار وعمران والحديدة وصعدة وكل المناطق المختطفة آن أوانكم.
لا تنتظروا المنقذ من بعيد.
التغيير يبدأ منكم من موقف شجاع من وقفة رجل أو امرأة تقول: كفى.
قد لا يحمل الواحد منكم سلاحا لكن كلمة الحق سلاح ورفض الظلم سلاح وعصيان الطغيان سلاح.
فكما اندلعت الثورات العظيمة من فجر الصمت يمكن لصوتكم أن يكون الشرارة التي تنقذ وطنا بأكمله.
اليوم تحاول المليشيا أن تغلف جرائمها بشعارات فارغة من الحقيقة.
يقولون إنهم يقاتلون من أجل فلسطين ويصرخون بشعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" بينما الواقع يقول إن من يموتون تحت أقدامهم هم أبناء اليمن وأن البيوت التي تفجر هي بيوت اليمنيين وأن الجثث التي تسحل وتخطف وتدفن في السجون ليست في غزة بل في ذمار وصعدة والبيضاء وصنعاء.
أي نصرة لغزة تلك التي تبدأ بقهر أهل صعدة وذمار؟
أي مقاومة هذه التي تستعرض في شوارع صنعاء بينما تدفن كرامة اليمنيين تحت التراب؟
هل سمع أحدكم عن مقاومة تبدأ بإعدام الشيوخ وخطف النساء وتعذيب الأطفال في السجون؟
إن الحوثي لا ينصر فلسطين بل يستغل آلامها ليبرر استبداده ويخدر بها وعي الناس كي يستمر في إذلالهم وسلب قوتهم وتجهيل أبنائهم.
لو كانوا حقا مع فلسطين لأعادوا لليمنيين كرامتهم ولرفعوا الظلم عن أقرب الناس إليهم.
المليشيا اليوم تترنح.
وما يظهرونه من صلابة هو غلاف هش يخفي خوفهم من أي صحوة.
إنهم يعلمون أن المواطن الحر إذا نهض فلن توقفه ترسانة الموت ولا خطاب الكراهية ولا فتاوى الدم.
إنهم يخشون الوعي لأن الوعي يولد الرفض والرفض يولد الثورة.
عودوا إلى أنفسكم.
استنهضوا أرواحكم.
تذكروا كيف كنتم وكيف أصبحتم.
هل ترضون العيش في جحيم تصنعه جماعة سلالية باسم الدين؟
هل ترضون أن يرهن أطفالكم لأجندة الكهوف؟
كونوا كما كان حنتوس: أحرارا. فإما حياة بكرامة وعزة أو موت بشرف وكرامة.
وبين هذين الطريقين لا خيار ثالث.
Related News
