
تُكافح فرق الدفاع المدني السوري والإطفاء منذ ساعات في محاولة للسيطرة على حرائق واسعة اندلعت في جبل الأكراد بريف اللاذقية غربي سورية، وذلك وسط زيادة كبيرة في أعداد الحرائق المسجلة في البلاد خلال الأيام الأخيرة. وقالت منظمة الدفاع المدني السوري عبر معرفاتها الرسمية، إن غابات حراجية وأشجاراً عمرها آلاف السنين أتلفتها نيران وحرائق ملتهبة في مناطق وادي باصور وشلف وكفرتة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية.
وأضافت المنظمة، أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الزراعية استجابت لـ 32 حريقاً في سورية منذ يوم أمس الاثنين، منها 23 حريقاً حراجياً وكانت النسبة الأكبر في محافظة اللاذقية بمعدل 17 حريقاً حراجياً.
وقال وزير الطوارئ رائد الصالح في تسجيل مصور من موقع حرائق اللاذقية، إن أكثر من 50 فريقا من الدفاع المدني والإطفاء انتشرت في مواقع مختلفة من جبال الساحل السوري للتصدي لهذه الحرائق لاسيما مع خطر انتشارها بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح، موضحا أن هناك 15 حريقا في وقت متزامن حاليا يتم التعامل معها وسط صعوبات المناخ والتضاريس.
ومع تجدد الحرائق أفرغ سكان في جبل الأكراد منازلهم القريبة ومنهم خالد حديد (54 سنة) الذي أكد في حديث لـ "العربي الجديد"، أن درجات الحرارة المرتفعة ساهمت في اندلاع عدة حرائق في توقيت واحد، وهناك مخاوف من انتقال حرائق اندلعت أيضا في ولاية هاتاي التركية يوم أمس الاثنين قرب الحدود، لذلك كان الأنسب الخروج من منازلنا حاليا.
من جانبه، قال رائد العتم وهو متطوع في الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التصدي للحرائق لأن المنطقة وعرة جداً يصعب فيه طلب مساعدة الطائرات ووصول سيارات الإطفاء لها. مضيفا أن هناك استنفارا كبيرا مع توقع زيادة انتشار هذه الحرائق واتساعها بسبب الرياح والحرارة.
والشهر الماضي، أدت حرائق اندلعت أيضا في جبال الساحل السوري إلى احتراق ما يزيد عن 30 هكتاراً من الأراضي في غابات جبل التركمان. وتعتبر المنطقة من أغنى وأكثف غابات سورية. وسبق أن تعرضت هذه الغابات لعدة حرائق كبيرة على مدار الأعوام السابقة تسببت بتآكل الغطاء النباتي. وتعود أسباب الحرائق إلى عوامل مناخية وأخرى بشرية، بسبب عمليات التحطيب والتعديات المستمرة على هذه الغابات.

Related News


