
قالت "وول ستريت جورنال" إن عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل واستهدفت كبار العلماء النوويين خلال حربها على إيران في منتصف يونيو/حزيران الجاري تُبين "التفوق الاستخباراتي" لتل أبيب، لكنها أشارت إلى أن جيلاً جديداً من العلماء قد يتمكن من تجاوز تداعيات ذلك. وأوضحت الصحيفة أنه مع بدء إسرائيل هجومها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران، هزت التفجيرات منازل عدد من كبار العلماء في إيران، ما أسفر عن مقتل 9 علماء اشتغلوا لعقود على البرنامج النووي. وأشارت إلى أن العلماء التسعة جرى استهدافهم في هجمات شبه متزامنة للحيلولة دون اختبائهم في أماكن آمنة، وفق مصادر الصحيفة.
وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استهدف هجوم على شمالي إيران عالم نووي آخر، وهو سيد صديقي صابر، ما أدى إلى مقتله، بحسب "وول ستريت جورنال". وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات على العلماء جرى اعتبارها "خيالية" حتى من قبل الواقفين وراءها، موضحة أنها توجت 15 عاماً من "الجهود للقضاء على واحدة من أهم الأصول الإيرانية؛ كبار العلماء الذين كانوا يشتغلون على برنامج سري مرتبط بالأسلحة النووية الذي كانت إيران تسعى لتطويره حتى حدود عام 2003 على الأقل". وذكرت الصحيفة الأميركية نفسها أن إسرائيل كانت تتعقب هؤلاء العلماء منذ ذلك الوقت.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين سابقين وخبراء قولهم إن عمليات اغتيال العلماء سددت ضربة قوية لإيران على صعيد قدرتها في الحصول على قنبلة نووية، موضحة أن الهجمات الإسرائيلية أدت لاغتيال 11 عالماً على الأقل ممن كانت لهم خبرة مباشرة في اختبار وإنشاء مكونات الرؤوس الحربية، مثل أنظمة التفجير والمتفجرات العالية، ومصادر النيوترون التي تؤدي إلى التفاعل المتسلسل.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن إيران احتفظت بتلك الخبرة، ونقلت الكثير منها إلى جيل جديد من العلماء، بينما تشدد على أنها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وبأن برنامجها ذو أهداف سلمية. وأشارت إلى أن من بين أهم العلماء الذين استهدفهم إسرائيل فريدون عباسي دوائي، الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية. كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن رئيس "معهد العلوم والأمن الدولي"، ديفيد البرايت، أن عباسي دوائي هو من بين المؤسسين لأنشطة إيران المرتبطة بالأسلحة النووية. وأشارت إلى أن عباسي دوائي نجا من عملية اغتيال عام 2010 في اليوم نفسه الذي جرى فيه قتل عالم نووي آخر. وأضافت أنه قال خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً إن إيران لديها المعرفة الكاملة التي قد تحتاجها للحصول على سلاح نووي.
كما اغتالت إسرائيل العالم نووي محمد مهدي طهرانجي، الذي قالت "وول ستريت جورنال"، إنه كان مسؤولاً عن وحدة متخصصة في المتفجرات العالية، الضرورية من أجل تفعيل سلاح نووي، قبل أن يترأس جامعة أزاد الإسلامية. ومن بين الأهداف المهمة كذلك، العالم سيد صديقي صابر، الذي قالت وزارة الخزانة الأميركية قبل فرض عقوبات عليه في 12 مايو/أيار إنه "مرتبط بمشاريع تهم البحث والتطوير المتعلق بتطوير أجهزة تفجير نووي".

Related News

