
نقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن مصدر سوري أن إسرائيل وسورية ستوقعان "اتفاقية سلام" قبل نهاية عام 2025، زاعماً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى "حديقة سلام". وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، موضحاً أنه "بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".
وكثف الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاته وتوغلاته في الجنوب السوري خلال الفترة الأخيرة، تزامناً مع تصريحات وتسريبات عدة بشأن اتصالات سورية إسرائيلية برعاية أميركية بهدف التوصل إلى تفاهمات وربما اتفاقيات جديدة تتخطى اتفاق فصل القوات الموقع بين الطرفين عام 1974، الذي باتت إسرائيل تراه غير كافٍ.
ولم يصدر بعد أي تعليق من دمشق على ما نشرته القناة العبرية. غير أن الرئيس السوري أحمد الشرع، جدد الأربعاء الماضي، الحديث عن وجود مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في أراضي بلاده. وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها الشرع حصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل؛ إذ سبق أن أشار إلى ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للعاصمة باريس في مايو/ أيار الماضي. وأكد حينها أن على إسرائيل "التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
وفي السابع من مايو/أيار الفائت، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية لمحادثات بين سورية وإسرائيل. وأفاد مصدر مطلع ومسؤول أمني سوري ومسؤول مخابرات إقليمي لـ"رويترز"، بأن الاتصالات غير المباشرة، التي لم تُعلن سابقاً، تركز على مسائل أمنية ومخابراتية وبناء الثقة بين دولتين لا تربطهما علاقات رسمية.
وفي السياق عينه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، الأربعاء، أن واشنطن ستصدر في وقت قريب "إعلاناً مهماً" بشأن انضمام دول في المنطقة إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل أو ما تسمى أميركياً وإسرائيلياً "اتفاقيات أبراهام". وقال ويتكوف لـ"سي إن بي سي": "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)". وخاضت الإدارات الأميركية، السابقة والحالية، عدة مباحثات مع السعودية بهدف ضمها إلى محور التطبيع مع إسرائيل، لكن حرب الإبادة على غزة عطلت جهود واشنطن التي لم تتخلَّ عن هذا الملف، وتسعى لضم دول أخرى إلى قطار التطبيع.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974. كذلك احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كيلومتراً، ويقع بين سورية ولبنان ويطل على إسرائيل، كذلك يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 متراً.

Related News

