
نجح نادي الهلال السعودي، بقيادة المدرب الإيطالي، سيموني إنزاغي (49 عاماً)، في تحقيق إنجاز عربي لافت، خلال بطولة كأس العالم للأندية الجارية حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أصبح الفريق العربي الوحيد الذي يبلغ الدور ثمن النهائي من المسابقة، متفوقاً على فرق عربية عريقة فشلت في عبور مرحلة المجموعات، على غرار الأهلي المصري والترجي التونسي والعين الإماراتي والوداد المغربي، وجاء تأهل "الزعيم" بعد فوزه الثمين على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد، ضمن منافسات الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول.
وتمكن إنزاغي، رغم تسلمه قيادة الهلال قبل أيام قليلة فقط، من ترك بصمته بوضوح، ليثبت مرة أخرى قدراته الفريدة في قراءة الفرق وتغيير ملامحها سريعاً، وقد جاء تعيينه خلفاً للمدرب البرتغالي، جورجي جيسوس (70 عاماً)، الذي أُقيل من منصبه، بعد فشل الفريق في التتويج بلقب الدوري السعودي، بعد حلوله وصيفاً لفريق الاتحاد، وكذلك خروجه المرير من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام مواطنه الأهلي، واعتبرت إدارة الهلال أن النتائج المخيبة على الصعيدَين المحلي والقاري لم تكن على مستوى طموحات النادي، فقرّرت التدخل بسرعة، ليبدأ معها فصل جديد بقيادة الرجل الإيطالي.
وحلّ الهلال في المركز الثاني ضمن المجموعة الثامنة برصيد خمس نقاط، إذ تعادل في الجولة الافتتاحية أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة (1-1)، ثم فُرض عليه التعادل السلبي من سالزبورغ النمساوي في الجولة الثانية، قبل أن يحسم تأهله بفوز مهم على باتشوكا المكسيكي في ختام مرحلة المجموعات، ومنح هذا التأهل الهلال بطاقة مواجهة مثيرة أمام مانشستر سيتي الإنكليزي، في الدور ثمن النهائي، وهي مباراة خاصة لإنزاغي، الذي سيواجه المدرب الإسباني، بيب غوارديولا (54 عاماً)، مجدداً، بعدما حرمه من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، قبل ثلاثة مواسم، حينما سقط إنتر ميلان أمام السيتي في النهائي.
وتجلّت لمسة إنزاغي سريعاً على أداء الهلال، لا سيّما من الناحية الدفاعية، إذ ظهر الفريق بتنظيم محكم وانضباط تكتيكي عالٍ، بفضل توجيهات المدرب الإيطالي، الذي نجح في سد الثغرات الدفاعية التي عانى منها رفاق المدافع السنغالي، خاليدو كوليبالي (34 عاماً)، خلال هذا الموسم، ولم تستقبل شباك الحارس المغربي، ياسين بونو (34 عاماً)، سوى هدف وحيد طوال ثلاث مباريات، وجاء أمام ريال مدريد في الجولة الافتتاحية، ليكون الهلال إلى جانب مونتيري المكسيكي وباريس سان جيرمان الفرنسي الأفضل دفاعياً في دور المجموعات من البطولة.
واستفاد الهلال كثيراً من الخبرة الكبيرة، التي راكمها إنزاغي خلال مسيرته التدريبية في إيطاليا مع لاتسيو وإنتر ميلان، رغم أن موسمه الأخير مع "النيراتزوري" انتهى دون تتويج، بعد سلسلة من الإخفاقات تمثلت في خسارة السوبر الإيطالي، والخروج من نصف نهائي كأس إيطاليا أمام جاره ميلان، وفقدان لقب الدوري لصالح نابولي، إضافة إلى الهزيمة المؤلمة في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان 0-5، ومع ذلك، يبقى إنزاغي من بين أكثر المدربين إنجازاً في الكرة الإيطالية، خلال السنوات الأخيرة، بعدما تُوّج مع إنتر ميلان بلقب الدوري مرة، واحتل مركز الوصافة مرتين، وفاز بكأس إيطاليا مرتين، وبلغ نهائي دوري الأبطال في مناسبتين، ما يجعله بحق رجل المهام الصعبة.

Related News


