الأندية التونسية تراهن على الاستمرارية الفنية
Arab
5 hours ago
share

شرعت معظم الأندية التونسية في الإعداد للموسم الجديد 2025ـ2026، حيث بادرت أغلبها إلى وضع برنامج تحضيرات من أجل التمتع بخطوات إضافية عن منافسيها، ذلك أنّ الاتحاد التونسي لكرة القدم قرّر أن تكون ضربة البداية للموسم الجديد يوم الثالث من أغسطس/ آب المقبل، ومن ثم لم تُهدر الأندية المزيد من الوقت حتى تتفادى نقص التحضيرات في حال أُجلت العودة.

وأمام الضغط الكبير الذي سيشهده الموسم الجديد، على غرار معظم الدوريات العربية، بسبب المسابقات التي تنتظر المنتخبات، حسمت الأندية التونسية اختياراتها الفنية سريعاً، وفي خطوة تُعتبر مفاجئة، فإن الاستقرار كان عنواناً بارزاً في اختياراتها هذا الموسم، بعد أن كانت تعمد لتغيير المدربين بشكل متواصل سواء بنهاية كل موسم أو خلال منافسات الدوري، ذلك أن الموسم الماضي شهد استمرار مدرب وحيد في مهامه، وهو الفرنسي ديفيد بيتوني على رأس النادي الأفريقي.

ورغم أنه لم تعلن قرارها الرسمي، تنوي إدارة الترجي تثبيت المدرب ماهر الكنزاري على رأس الفريق، بعد أن قاد "الأحمر والأصفر" إلى التتويج بالثنائية المحلية في الموسم الماضي، إضافة إلى الحصول على المركز الثالث في ترتيب المجموعة خلال بطولة كأس العالم للأندية. وباستثناء الفشل في دوري أبطال أفريقيا، فإن الكنزاري كسب التحدي، وهو ما يمنحه فرصة ثانية، إذ لا يبدو أن الترجي سيُقيل مدربه التونسي رغم أنه في المواسم السابقة سبق له تغيير المدربين رغم الحصول على لقب الدوري المحلي، واستعاد الكنزاري مكانته بين جماهير الترجي التي ساندته في الفترة الأخيرة.

واختارت معظم الأندية التونسية التي تنافس على تفادي الهبوط أو مراكز في وسط الترتيب الإبقاء على مدربيها، خاصة الاتحاد المنستيري، وصيف نسخة العام الماضي الذي سيُشارك في دوري أبطال أفريقيا، حيث سيواصل عميد المدربين في تونس فوزي البنزرتي التجربة مع الفريق، وقد شرع في إعداد المجموعة منذ أيام قليلة لرفع التحدي، فالبنزرتي الذي حصد ألقاباً مع معظم الأندية التي دربها يحلم بأن يهدي الفريق، الذي نشأ فيه، لقباً أو إنجازاً دولياً.

وبعد أنباء عن إمكانية رحيله عن الفريق لقيادة الوداد المغربي أو التخلي عن دور المدرب الأول والاكتفاء بمهمة استشارية، قبِل البنزرتي عرض إدارة النادي التي كانت مصرة على استمراره، بعد أن أوشك على حصد لقب الدوري في الموسم الماضي. كما فضل الملعب التونسي مواصلة التجربة مع مدربه شكري الخطوي، الذي قاده إلى نهائي كأس تونس في الموسم الماضي، ومنحه فرصة جديدة، ذلك أن الفريق سيكون حاضراً في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، ومن ثم، سيكون في حاجة إلى خبرته التي راكمها في الدوري الليبي أساساً، بعد أن قاد العديد من الأندية في المواسم الأخيرة، وهو من الأسماء التي تملك تجربة لا يستهان بها وسيحاول أن يقود الفريق إلى نجاح قاري.

وأصرّ نجم المتلوي على الإبقاء على مدربه عماد بن يونس، الذي قاده الموسم الماضي إلى تأمين البقاء من دون صعوبات تذكر، حيث كان موسم الفريق ناجحاً إلى أبعد مستوى وقدم عروضاً مميزة رغم أنه لم ينجز صفقات قوية، غير أنه صمد طويلاً أمام الأندية الكبرى على ميدانه، وكان خصماً عنيداً، ورغم أن العديد من الأندية حاولت التعاقد معه، اختار البقاء مع فريقه الحالي.

من جانبه، فضّل النادي البنزرتي مواصلة التجربة مع مدربه المخضرم سفيان الحيدوسي، الذي لعب دوراً كبيراً في تجنيب الفريق الهبوط في الموسم الماضي، واستعان بخبرته الكبيرة من أجل مساعدة النادي على حصد نقاط في مباريات صعبة، خاصة الانتصار على الترجي الرياضي، الذي كان حاسماً في حسابات تفادي الهبوط. من جانبه، فضّل مستقبل سليمان منح فرصة ثانية لمدربه محمد التلمساني، الذي قاده في الموسم الماضي إلى تأمين البقاء وهو يعرف خفايا النادي بعد أن دربه في مناسبات عديدة سابقة.

كما أنّ نادي مستقبل المرسى الذي عاد في الموسم الماضي إلى دوري الأضواء منح الفرصة لمدربه عامر دربال، الذي قاده في المباريات الأخيرة ولعب دوراً مهماً في قلب الطاولة في حسابات الصعود وأهدى الجماهير إنجازاً طال انتظاره. ولم تعلن أندية اتحاد بن قردان ومستقبل قابس والأولمبي الباجي أسماء مدربيها، باعتبار أنها تعاني أزمات إدارية تحول دون أن تتخذ قراراً في الوقت الحالي.

ومن النادر أن يختار نصف أندية الرابطة المحترفة الأولى الاستمرارية الفنية، ذلك أنّ الأندية التونسية تعمد باستمرار إلى تغيير المدربين، والطريف أن عدداً من الأندية التي غيّرت مدربيها لجأت إلى أسماء قديمة، فالنادي الصفاقسي تعاقد مع المدرب محمد الكوكي الذي دربه في الموسم قبل الماضي، والنجم الساحلي اتفق مع لسعد الدردي الذي دربه منذ ثلاثة مواسم، والترجي الجرجيسي تعاقد مع أنيس بوجلبان الذي دربه خلال معظم مباريات الموسم الماضي، قبل أن يختار الرحيل إلى الدوري المصري ويخوض تجربة انتهت سريعاً فعاد إلى الفريق الذي لعب دوراً مهماً في بروزه.

وفضّل النادي الأفريقي منح فرصة لمحمد الساحلي الذي عمل طويلاً في النمسا وقاد، الموسم الماضي، فريق الاتحاد المنستيري، قبل أن يرحل عن النادي في بداية مرحلة الإياب، وهي فرصة تعتبر تاريخية بالنسبة إليه بما أن الأفريقي ينوي عقد صفقات قوية، أما نادي الشبيبة القيروانية العائد بدوره إلى دوري الأضواء، فقد اختار التعاقد مع غازي الغرايري، الذي يملك في سجله الكثير من التجارب المحلية والعربية والمنتخبات التونسية، ودرب في نهاية الموسم الماضي فريق الترجي الجرجيسي.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows