
وقّعت وزارة الداخلية الفرنسية ورابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم اتفاقية جديدة تمتد على 35 صفحة، من أجل تأمين تنظيم مباريات كرة القدم في البلاد، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز الرقابة والتنظيم داخل الملاعب. وتشمل هذه الوثيقة تحديد المسؤوليات وسير المباريات، إلى جانب عدد من التدابير التنظيمية، وذلك على خلفية الجدل الكبير الذي أثاره "تيفو" جماهير باريس سان جيرمان الداعم لفلسطين، خلال مواجهة أتلتيكو مدريد الإسباني على ملعب حديقة الأمراء، ضمن الجولة الرابعة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، خلال الموسم المنقضي.
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرها موقع راديو آر أم سي سبورت الفرنسي، اليوم الخميس، فإن جماهير أندية الدرجتين في الدوري الفرنسي (الأولى والثانية) سيُطلب منها، ابتداءً من الموسم المقبل، إرسال مضمون "التيفو"، الذي تنوي عرضه خلال المباريات إلى إدارة الفريق المعني، من أجل مراجعته مسبقاً، وتوضح الاتفاقية أنه يجب إرسال صورة واضحة لـ"التيفو" إلى المنظمين قبل موعد اللقاء، بهدف التحقق من الرسائل المكتوبة عليه، وهو إجراء معمول به جزئياً لدى بعض المجموعات، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إدارات أنديتها.
وأضاف المصدر أن الاتفاقية تُحدّد في قسم سير المباراة، وتحديداً تحت بند النظام الداخلي، صلاحيات المنظم أو مستغل الملعب، في حال كان شخصاً مختلفاً، بفرض واحترام هذا النظام داخل الملعب، ويتضمن النظام الداخلي الجديد بنداً واضحاً يمنع الترويج أو نشر رسائل تُعدّ استفزازية، سواءً كانت سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو مهينة، أو تلك التي تمسّ بالأمن العام، وهو ما يعكس رغبة السلطات في الحدّ من استخدام المدرجات منصة للتعبير السياسي والاجتماعي.
وفي المقابل، يُحتمل أن تواجه هذه الإجراءات الجديدة مقاومة من بعض مجموعات الجماهير، التي تُعرف بمواقفها المستقلة أو المعارضة للإدارة، والتي تُشكّل توازناً قوياً في الحياة اليومية للأندية، وتبقى مسألة الالتزام بهذه القرارات من قِبل جميع الأندية محل تساؤل، وتؤكد الاتفاقية أن مسؤولية تطبيق النظام الداخلي تقع على عاتق المنظمين أو مستغلي الملاعب، مع إمكانية طلب الدعم من قوات الأمن الداخلي، إضافة إلى اتخاذ جميع التدابير الوقائية، من خلال عمليات تفتيش ومراقبة مستمرة، واعتماد استراتيجية تواصل فعّالة.
وكانت جماهير نادي باريس سان جيرمان قد صنعت الحدث بالفعل، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين رفعت "تيفو" داعماً لفلسطين ولبنان، خلال استقبال فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، وتضمّن العرض لافتة فنية ضخمة تُظهر قبة الصخرة ومواطناً فلسطينياً يرتدي الكوفية، إلى جانب طفل موشّح بالعلم اللبناني، تعلوهما عبارة "الحرية لفلسطين، الحرب في الميدان ولكن السلام في العالم"، وقد جاءت هذه المبادرة في خضم العدوان المتواصل من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزّة والضفة الغربية، وكذلك لبنان.

Related News


