
تجري شركة أكوا باور السعودية مفاوضات مع تركيا بشأن الاستثمار في قطاع الطاقة الخضراء، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرغ عن مسؤولين أتراك مطلعين على المحادثات. وتعتزم الشركة بناء محطتين ضخمتين للطاقة الشمسية في تركيا بموجب اتفاق متوقع إتمامه خلال أيام، وذلك ضمن خطتها لاستثمار مليارات الدولارات في قطاع الطاقة التركي.
وبحسب ما ذكرته "بلومبيرغ"، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، أول أمس الثلاثاء، إنّ الجانبين يضعان اللمسات الأخيرة على عقد لإنشاء محطتين بقدرة غيغاواط لكل منهما في ولايتي كارامان وسيفاس، مضيفاً أن الطرفين يجريان أيضاً محادثات بشأن التعاون في توفير سعة إضافية من مصادر الطاقة المتجددة تصل إلى 3 غيغاواط. وأشار بيرقدار إلى أن العقد الجديد للطاقة الشمسية سيسجل أدنى سعر لشراء الكهرباء في تاريخ تركيا، دون أن يذكر تفاصيل إضافية، ويبلغ السعر الأدنى المسجّل حالياً 0.0325 دولار لكل كيلوواط في الساعة.
من جانبه، قال متحدث باسم "أكوا باور"، في رد على طلب من "بلومبيرغ"، إنّ الشركة تُقيّم العديد من الأسواق بشكل مستمر بحثاً عن فرص محتملة، لكن لا تعلّق على بلدان أو مناطق محددة، وفي الوقت الحالي، تواصل التركيز على الأسواق الحالية وعملياتها ومشاريعها. بدوره، قال نائب الرئيس التركي جودت يلماز، في مقابلة مع قناة محلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنّ "شركة مملوكة للسعودية" أعربت عن اهتمامها باستثمار 5 مليارات دولار في الطاقة وقطاعات أخرى. وقال متحدث باسم الشركة في بيان: "نحن في مناقشات مع الأطراف التركية في إطار تطوير أعمالنا في المنطقة، لكننا لا نستطيع الإفصاح عن المزيد في الوقت الحالي".
وفي حال تحقق الاستثمار، فإنه سيعزز العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسعودية. وكانت الدولتان أعلنتا عن نيتهما تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبناء والدفاع والسياحة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جدة العام الماضي. في المقابل، سعت تركيا في السنوات الأخيرة إلى جذب استثمارات خليجية في قطاع الطاقة، خاصة في ظل مساعيها لرفع قدرة توليد الكهرباء من مصادر متجددة إلى 120 غيغاواطا بحلول عام 2035. غير أنّ عدداً من الاتفاقات السابقة لم يكتمل بسبب خلافات تتعلق بالتقييمات المالية، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وتُعد شركة أكوا باور، التي يمتلك الصندوق السعودي للاستثمار 44% من أسهمها، جزءاً أساسياً من طموحات المملكة لتصبح رائدة في مجال الطاقة الشمسية. وتسعى أنقرة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في بنيتها التحتية للطاقة، خاصة في المشاريع المتجددة، لتقليل اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري. وأعلنت الشركة السعودية عن أول مشروع لها في تركيا قبل حوالي عقد من الزمن، وهو محطة غاز طبيعي بقدرة 950 ميغاواطاً في مدينة كيريكالي في وسط الأناضول.
