
أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 2,5 مليون لاجئ سيتعين نقلهم العام المقبل من دول يوجدون فيها إلى أخرى وافقت على استقبالهم. وقالت شابيا مانتو المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان اليوم الأربعاء: "على الرغم من أن العدد لا يزال مرتفعا، تراجعت الاحتياجات السنوية على مستوى النقل من 2,9 مليون (لاجئ) هذا العام إلى 2,5 مليون (لاجئ) العام المقبل، حتى مع استمرار ارتفاع عدد اللاجئين حول العالم".
وأوضحت الأمم المتحدة أن بعض الأشخاص يسحبون طلبات اللجوء ويخططون للعودة إلى ديارهم وبناء حياتهم، مشيرة إلى أن الأعداد الأكبر للاجئين الذين سيتعين نقلهم العام المقبل إلى بلدان أخرى تشمل الأفغان (573400) والسوريين (442400) والجنوب سودانيين (258200) والسودانيين (246800) والروهينغا (233300) والكونغوليين (179500). وأضافت في بيانها أن المفوضية تتوقع أن تكون حصص نقل اللاجئين التي تحددها الدول المضيفة عام 2025 هي الأدنى منذ عقدين، لافتة إلى أنها ستكون دون المستويات التي سجلت خلال جائحة كوفيد-19، عندما علقت دول عدة برامجها. وحذرت المتحدثة باسم المفوضية، من أن هذا التراجع الكبير في الأماكن المتاحة يهدد بمحو التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة الأميركية العمل ببرنامج يتيح نقل لاجئين إلى أراضيها، رغم أنها كانت حتى الآن من الدول المساهمة الرئيسية حيث استقبلت أكثر من 100 ألف شخص العام الماضي. وتعتبر هذه العملية خاصة ونادرة للغاية وتقضي بنقل لاجئين من بلد اللجوء الأول إلى دولة أخرى وافقت على استقبالهم ومنحهم الإقامة الدائمة في نهاية المطاف.
يذكر أن المنظمات الإنسانية، بما في ذلك مفوضية شؤون اللاجئين، تواجه تحديات مالية كبيرة بسبب تخفيض التمويل، الأمر الذي يهدّد قدراتها على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة وتوفير الظروف الملائمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين والنازحين، وفي تصريح سابق للمفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أكد أنّ ثمّة مآسي إنسانية لا يمكن حصرها وراء أعداد اللاجئين الهائلة، مشدّداً على وجوب أن تحفّز المعاناة المجتمع الدولي على التحرّك بصورة عاجلة لمعالجة أسباب التهجير. وأشار المفوض الأممي إلى أنّ الوقت حان لكي تحترم الأطراف المتحاربة القوانين الأساسية للحرب والقانون الدولي، موضحاً أنّ البحث عن السلام يجب أن يكون في صميم الجهود الآيلة إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين وغيرهم من الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم.
(قنا، العربي الجديد)
