
شنت إسرائيل فجر 13 حزيران/يونيو 2025 هجوماً على إيران تحت مسمى “عملية الأسد الصاعد”، وردّت طهران في اليوم نفسه، ما أدى إلى تبادل إطلاق صواريخ أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى الطرفين الإيراني والإسرائيلي.
في خضم هذا التصعيد، تداولت مواقع إخبارية جزائرية في 22 حزيران/يونيو 2025 صورة لوثيقة زعمت أنها مراسلة “سرية” مسربة من مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب إلى مدير الشؤون القنصلية والاجتماعية، مؤرخة في 20 حزيران/يونيو، وتفيد بمقتل ضابطين مغربيين نتيجة قصف إيراني استهدف قاعدة ميرون العسكرية الإسرائيلية.
وبعد تحقيق معمّق في مصادر إيرانية، عربية، ودولية، تبيّن أن قناة الجزيرة نقلت في 18 حزيران/يونيو عن وكالة “فارس” الإيرانية خبراً حول قصف إيراني لقاعدة اسرائيلية على جبل ميرون في هضبة الجليل، إلا أن المصدر الأصلي غير موجود على موقع وكالة فارس، رغم تداول مستخدمين ايرانيين الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي. كما لم تُصدر أي جهة رسمية إيرانية، إسرائيلية، دولية أو مفتوحة، بيانات تؤكد وقوع القصف على القاعدة.
تحليل الوثيقة المتداولة أظهر عدداً من المؤشرات التي تدل على تزويرها، منها وجود الختم على الترويسة، خلافاً للوثائق الرسمية المعتادة، بالإضافة إلى وجود طابع “secret” فوق النص بطريقة لا تتطابق مع النموذج الرسمي المعتمد لمراسلات مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل، بعد مقارنتها. كما لم تُصدر السلطات المغربية أي إعلان رسمي حول مقتل عسكريين مغاربة في هذا التصعيد.

تجدر الإشارة إلى أن حسابات جزائرية، بعضها رسمي، سبق أن نشرت عدة ادعاءات حول مشاركة جنود مغاربة في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دون صدور أي رد رسمي من المغرب على تلك المزاعم حتى الآن.
ظهرت المقالة وثيقة مقتل ضابطين مغربيين بقصف إيراني على إسرائيل مزورة أولاً على إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).