
نقلت شبكة "سي.أن.أن" الأميركية، اليوم الثلاثاء، عن ثلاثة مصادر مطلعة أن تقديرات أولية للمخابرات الأميركية تفيد بأن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط. وضربت القوات الأميركية المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران فجر الأحد. وقال الرئيس دونالد ترامب إن منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران دُمرت بالكامل.
وصرحت مصادر مطلعة على التقييم الأولي للمخابرات الأميركية لشبكة "سي أن أن" بأنه وعلى الرغم من إسقاط أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما منشأة فوردو ومجمع نطنز، فإنها لم تدمر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين تدميرا كاملا. وذكرت الشبكة نقلا عن مصدرين مطلعين على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يدمر. وأوضحت أن التقييم أعدته وكالة مخابرات الدفاع، الذراع المخابراتية لوزارة الدفاع الأميركية، ويستند إلى تقرير عن الأضرار أجرته القيادة المركزية الأميركية بعد الاستهداف. كما قالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير، إن تقييم وكالة مخابرات الدفاع قدر أن البرنامج عاد إلى الوراء أقل من ستة أشهر فقط.
وفي المقابل، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صحة التقييم الذي أوردته الشبكة الأميركية. وقالت ليفيت في منشور على موقع التواصل إكس: "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وقد صنف على أنه سري للغاية ومع ذلك سرب إلى سي أن أن".
وكانت جهات في طهران، قد قللت من تأثير الضربات الأميركية. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه بعد أيام من العدوان الإسرائيلي "الهمجي" على إيران، تعرّضت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان لـ"هجوم أعداء إيران الإسلامية، في إجراء وحشي يتنافى مع القوانين الدولية، وخصوصاً معاهدة عدم الانتشار النووي". وأكدت إيران عدم حدوث تسرب نووي في منشأة فوردو، إحدى أهم المنشآت النووية الإيرانية. جاء ذلك على لسان أحد مسؤولي محافظة قم، وقد فضّل عدم الكشف عن هويته. وقال المسؤول: "تعرّضت منشأة فوردو النووية لهجوم أميركي، ولحقت بها أضرار، ولكن لا يوجد تسرب نووي داخلها أو حولها".
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشال" تعليقاً عقب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية جاء فيه: "يقال إن الضرر الذي لحق بالمواقع النووية في إيران "ضخم". الضربات كانت قوية ودقيقة. لقد أبان جيشنا عن مهارات رائعة. شكراً لكم!". وأعلن كذلك أن طائرات B2 عادت إلى قواعدها في ميزوري موجها الشكر للطيارين.
وتصدّر ترامب المشهد، فجر اليوم الثلاثاء، معلناً أن إيران وإسرائيل وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" لوضع "نهاية رسمية" للحرب بينهما. وكتب على "تروث سوشال": "هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبداً!".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الحرب، التي أطلق عليها اسم "حرب الـ12 يوماً"، كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تدمر منطقة الشرق الأوسط بالكامل، لكنها انتهت بفضل ما وصفه بـ"الصبر والشجاعة والذكاء" من الجانبين، الإسرائيلي والإيراني. وأضاف أن الطرفين سيلتزمان خلال فترة وقف إطلاق النار السلوك "السلمي والمحترم". واختتم ترامب رسالته بتهنئة الطرفين، قائلاً: "أبارك لإسرائيل وإيران وللشرق الأوسط وللعالم كله. فليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله إيران، وليبارك الله الشرق الأوسط، وليبارك الله الولايات المتحدة الأميركية والعالم أجمع"، على حد تعبيره.
(رويترز، العربي الجديد)

Related News


