
بينما يتحضر "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" لـ "أسبوع حماية المدنيين 2025"، خلال 19-23 مايو/أيار، حيث ستجتمع العديد من الجهات المعنية لتعزيز سبل لحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، ينبغي للدول الأعضاء ضمان شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في المساعي لتعزيز الحماية، ودعم القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
أظهرت تحقيقات "هيومن رايتس ووتش" في أثر النزاعات المسلحة على الأشخاص ذوي الإعاقة خلال العقد الأخير أنهم يواجهون مخاطر غير متناسبة خلال القتال، وأنهم معرضون أكثر من غيرهم للنزوح القسري، والجوع، والحرمان من المساعدات. خلال الحرب في غزة وأماكن أخرى، واجه الأطفال ذوو الإعاقة أشكالا معينة من الأذى بسبب سنهم وإعاقتهم على حد سواء، شملت ارتفاع خطر الموت والتعرض للإصابات.
في 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، عقد مجلس الأمن اجتماعه غير الرسمي الأول في خمس سنوات بشأن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة خلال النزاعات المسلحة. أقرّت الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني بعدم إحراز تقدم في تطبيق "قرار مجلس الأمن رقم 2475"، الذي يدعو الأطراف المتنازعة إلى اتخاذ تدابير لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان حصولهم على سبل العدالة، والخدمات الأساسية، والمساعدات الإنسانية. كررت الدول الأعضاء التزامها، بأغلبية ساحقة، بتنفيذ القرار وإدماج الإعاقة في جميع أعمال المجلس.
الفرصة متاحة اليوم أمام مجلس الأمن لترجمة هذه الالتزامات إلى أفعال. عليه أن يدرج على جدول أعماله، وبشكل دائم، وضع الأشخاص ذوي الإعاقة في النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الإنسانية. عليه دعوة أشخاص من ذوي الإعاقة ليقدموا إحاطات واستشارات إلى المجلس. القرار 2475 يدعو الدول الأعضاء إلى منح الأشخاص ذوي الإعاقة مقعدا على الطاولة.
أمضيت 19 شهرا في توثيق الأذى الذي واجهه أطفال وبالغون ذوو إعاقة في غزة، والذي شملت أسبابه إقدام الحكومة الإسرائيلية على استخدام التجويع سلاحَ حرب ومنع الرعاية الصحية عبر هجومها المستمر على المنشآت الطبية. رأيت بأم العين الآثار الكارثية لعدم شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في الاستجابات الإنسانية. تم توثيق أشكال أذى مماثلة في نزاعات مسلحة أخرى، مثل سوريا، حيث تجاهلت جهودُ الحماية الأشخاصَ ذوي الإعاقة، الذين حُرموا من المساعدات والخدمات الأساسية.
ضمان أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة في صلب اهتمام في مجلس الأمن من شأنه أن يُظهر التزام المجلس الفعلي، ليس بالقرار 2475 وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل بحماية جميع المدنيين خلال النزاعات المسلحة.
Related News
