مستجدات اليوم الـ9 من الحرب.. قصف إسرائيلي مكثف واغتيالات نوعية مع استعدادات أمريكية للتدخل مقابل ردٌّ إيراني محدود
Civil
4 hours ago
share
دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه التاسع، وسط غارات جوية متبادلة، واغتيالات نوعية، واستهداف منشآت استراتيجية، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الجانبين، معظمهم من المدنيين، وفق ما أعلنته السلطات الرسمية.  وتبادل الطرفان هجمات جديدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت 21 يونيو/ حزيران 2025، وبينما شنت طهران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على مدن إسرائيلية، أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية.  وقالت مصادر إيرانية إن إسرائيل شنت سلسلة غارات جديدة على مواقع متعددة داخل البلاد، خلّفت قتلى ودمارًا واسعًا، بينما أعلنت السلطات اعتقال عدد من الأشخاص المرتبطين بأجهزة استخبارات أجنبية، على رأسها الموساد.  وبالتوازي، أكدت مصادر إسرائيلية تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت قادة عسكريين بارزين في الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى علماء نوويين، ووصفت العمليات بأنها "منجزة ودقيقة".  وفي محافظة خوزستان غربي إيران، أفادت وسائل إعلام رسمية بأن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في مدينتي ماهشهر وأهواز، وسط سماع دوي انفجارات قوية في المنطقة. وأكدت جامعة العلوم الطبية في الأهواز تدمير مركز إسعاف 115 بالكامل نتيجة هجوم جوي.  وفي شيراز، جنوبي البلاد، أعلنت وكالة "إيسنا" الإيرانية أن أحد المراكز العسكرية تعرض لقصف مباشر، فيما أعلنت إدارة الاستخبارات في بوشهر ضبط عدد كبير من المُسيّرات الصغيرة، قالت إنها كانت ضمن خطط هجوم منسق. في حين أكد القائم بأعمال محافظ قصر شيرين أن غارة إسرائيلية على المدينة أسفرت عن مقتل 5 عناصر من الجيش الإيراني وإصابة 9 آخرين.  وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 30 مقاتلة من سلاح الجو نفذت عشرات الغارات على منطقة الأهواز، مستهدفة قاعدة بحرية للحرس الثوري ومواقع صواريخ باليستية ومنظومات رادارية.  كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بشن هجوم على موقع لتخزين الأسلحة شرق طهران، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تنفيذ "هجوم دقيق" على منصة إطلاق مسيّرات في أصفهان، وموقع لإنتاج أجهزة طرد مركزي غربي البلاد.  وقال المتحدث العسكري إن العمليات تهدف إلى "إبقاء إيران في حالة فوضى ومنعها من استعادة قدراتها"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخوض "إحدى أكثر الحروب تعقيدًا في تاريخها".  اغتيالات نوعية  وفي تطور لافت، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري، بينهم قائد منظومة المسيّرات وقائد وحدة نقل الأسلحة في "فيلق القدس". كما تم اغتيال سعيد إيزدي، قائد وحدة "فلسطين"، بالإضافة إلى مقتل بهنام شهرياري، القيادي في فيلق القدس، في غارة استهدفته غربي إيران، في عملية وُصفت بأنها "أحد أهم إنجازات هذه الحرب".  وفي حادثة أخرى، أكدت وكالة "مهر" الإيرانية مقتل العالم النووي إيثار طبطبائي وزوجته في هجوم استهدف منزله، دون تفاصيل إضافية. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مقتل 17 عالمًا نوويًا إيرانيًا منذ بداية الحملة الجوية.  وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية ولبنانية مقتل المرافق الشخصي للأمين العام السابق لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، حسين خليل، ونجله، في غارة جوية إسرائيلية بإيران.  وأكد إعلام لبناني مقرّب من حزب الله مقتل حسين خليل، المعروف باسم "أبو علي خليل"، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من الحدود الإيرانية - العراقية، حين كان يعبر خليل ونجله وشخصية عراقية باتجاه الأراضي الإيرانية. وقالت إن الثلاثة قُتلوا في الغارة.  وقالت صفحات مقرّبة من الفصائل العراقية الموالية لإيران، إن الغارة أسفرت عن مقتل حسين خليل (مرافق نصر الله)، ونجله مهدي، والقيادي في (كتائب سيد الشهداء) العراقية، حيدر الموسوي، وهو أحد قيادات ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران.  ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل القائد الإيراني سعيد إيزدي، قائد فرع فلسطين في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية على شقة بمدينة قم الإيرانية.  وقال كاتس في بيان إن إيزدي قام بتمويل وتسليح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قبل الهجوم الذي قادته على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي تلاه اندلاع الحرب في غزة، ووصف مقتله بأنه “إنجاز كبير للمخابرات الإسرائيلية والقوات الجوية”.  استهداف منشآت مدنية  وفي الجانب الإنساني، أعلن الهلال الأحمر الإيراني تعرض مروحية إسعاف لأضرار جسيمة في هجوم استهدفها خارج منطقة عسكرية، فيما أكد نائب وزير الصحة الإيراني تدمير 6 سيارات إسعاف ومقتل اثنين من الكوادر الطبية، بالإضافة إلى تضرر 3 مستشفيات، تم إخلاء أحدها بالكامل في كرمانشاه.  وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيرانية القبض على جاسوس أجنبي يعمل لحساب الموساد في محافظة يزد، متهمًا بتسريب معلومات عن مواقع دفاعية. كما أعلنت شرطة كرمان اعتقال 14 شخصًا اتُّهموا بدعم "الكيان الصهيوني".  موقف تركي  وفي سياق الموقف الدولي من الحرب، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هجمات إسرائيل على إيران قبيل جولة جديدة من المحادثات النووية كانت مقررة مع الولايات المتحدة تهدف إلى تخريب المفاوضات.  وفي كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، حث أردوغان الدول ذات النفوذ على إسرائيل على عدم الاستماع إلى “سمومها”، والسعي إلى حل للصراع عبر الحوار، والحيلولة دون اتساع نطاق الحرب، داعيًا الدول الإسلامية إلى تكثيف جهودها لفرض إجراءات عقابية ضد إسرائيل، استنادًا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.  ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لنظرائه من الدول الإسلامية إن إسرائيل تجر المنطقة إلى “كارثة شاملة” بهجماتها على إيران، مضيفًا أن على القوى العالمية منع تفاقم الحرب وتحولها إلى صراع أوسع.  وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع نفسه، دعا فيدان الدول الإسلامية إلى الوقوف إلى جانب إيران ضد إسرائيل، وقال إن المنطقة تواجه “مشكلة إسرائيل” بعد هجومها على غزة وهجماتها على لبنان وسوريا واليمن وإيران.  خلفاء خامنئي  ورداً على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس باغتيال المرشد الإيراني خامنئي، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطّلعين أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، رشّح ثلاثة من كبار رجال الدين لخلافته في حال مقتله، لضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة.  وفي حالة وفاة المرشد الأعلى، ينصّ الدستور الإيراني على أن مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية مكوّنة من 88 عضوًا، هو من يختار خليفة له. وتم اللجوء إلى هذه الآلية مرة واحدة فقط منذ الثورة الإسلامية عام 1979، عندما تم انتخاب علي خامنئي نفسه عام 1989، بعد وفاة المرشد الأعلى السابق آية الله الخميني.  وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن المسؤولين، أن كبار المسؤولين في إيران يقومون باستعدادات لمجموعة واسعة من النتائج إذا اشتدت حدة الحرب، في الوقت الذي يدرس فيه ترامب التدخل، مضيفة أن سلسلة القيادة في النظام الإيراني قد تضررت بشدة من الضربات الإسرائيلية، ولكنها لا تزال تقوم بدورها.  وبحسب وسائل إعلام دولية، لم تُعلن أسماء المرشحين، لكن تقارير أفادت بأن نجل المرشد الإيراني، مجتبى خامنئي، الذي ذُكر مرارًا كمرشح محتمل، ليس من بينهم.  استعدادات أمريكية للتدخل  وفي ظلّ تصاعد المواجهات، أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة بدأت نقل قاذفات من طراز بي-2 إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ، في وقت يدرس فيه الرئيس دونالد ترامب ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية على إيران.  ويمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأميركية "جي بي يو-57" زنة 13 طناً، المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع فوردو.  ورداً على ذلك، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في هجماتها على إيران، في حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأوروبيين “سيسرّعون وتيرة المفاوضات”.  تحذير خليجي  كما حذر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التداعيات الخطيرة المحتملة لأي هجوم على المنشآت النووية، سواء من حيث الأثر الإشعاعي على البشر والبيئة، أو من حيث تقويض النظام الدولي للضمانات، معتبرين مثل هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.  ونقل السفراء، خلال اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قلق دول الخليج من تطورات الأوضاع في المنطقة، مؤكدين أن أمن وسلامة المنشآت النووية، خصوصًا تلك القريبة جغرافيًا من أراضي مجلس التعاون، تُعدّ أولوية قصوى. وشددوا على ضرورة تعزيز الجاهزية والتدابير الوقائية في هذه المواقع الحساسة.  حصيلة المواجهات  وبحسب آخر بيانات وزارة الصحة الإيرانية، بلغ عدد القتلى جراء الضربات الإسرائيلية 430 قتيلاً، وأكثر من 3500 مصاب، معظمهم من المدنيين. في المقابل، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى مقتل 26 شخصًا وإصابة 2517 آخرين، بينهم 21 إصابة خطيرة.  يُذكر أن هذه المواجهات، التي بدأت فجر 13 يونيو/ حزيران، تُعدّ الأكبر بين إيران وإسرائيل، بعد أن تجاوزت حدود "الحرب بالوكالة" إلى صدام عسكري مباشر باستخدام الطائرات، الصواريخ الباليستية، والطائرات المُسيّرة.  المصدر:  بران برس + وكالات

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows