أردوغان: لا تستمعوا إلى سموم إسرائيل ولن نسمح بنظام سايكس بيكو جديد
Arab
6 days ago
share

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن هجمات إسرائيل على إيران قبيل جولة جديدة من المحادثات النووية كانت مقررة مع الولايات المتحدة هدفها تخريب المفاوضات. وأضاف أن ذلك يظهر أن إسرائيل لا ترغب في حل المشكلات بالطرق الدبلوماسية. وفي كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، حثّ أردوغان الدول ذات النفوذ على إسرائيل على عدم الاستماع إلى "سمومها" والسعي إلى حل للصراع عبر الحوار والحيلولة دون اتساع نطاق الحرب. ودعا أيضاً الدول الإسلامية إلى تكثيف جهودها لفرض إجراءات عقابية ضد إسرائيل، استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وشدد أردوغان على أن الأطماع الصهيونية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدفها جر العالم إلى كارثة، مثلما فعل الزعيم النازي أدولف تلر. وأضاف : "كما أن الشرارة التي أشعلها هتلر أحرقت العالم قبل 90 عاما، فإن أطماع نتنياهو الصهيونية لا تهدف إلا إلى دفع العالم نحو كارثة مماثلة". وأكد أن هجمات إسرائيل على غزة ولبنان واليمن وسورية ومؤخرا على إيران "لا يمكن وصفها إلا بأنها قرصنة".

ولفت أردوغان إلى أن إيران باتت الهدف التالي لإرهاب الدولة الإسرائيلي منذ 13 يونيو/حزيران الجاري. وأردف "الهجمات الإسرائيلية، أثبتت مجددا أن حكومة نتنياهو أكبر عقبة أمام السلام الإقليمي". وأعرب عن إدانته بأشد العبارات للهجمات الإسرائيلية على إيران، مقدما تعازيه إلى الشعب الإيراني في ضحايا الهجمات التي وصفها بالإرهابية وأعمال القصف والاغتيالات المرتكبة من قبل إسرائيل. ومضى قائلا: "لا يساورنا شك في أن الشعب الإيراني سيتجاوز هذه الأيام، بتاريخه العريق الممتد لآلاف السنين، وتضامنه في مواجهة الشدائد، وبخبرته العريقة في إدارة الدولة".

تقويض المفاوضات النووية

وأضاف أردوغان أن "تدابير إيران للدفاع عن شعبها في إطار حق الدفاع المشروع أمام إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، هي إجراءات طبيعية ومشروعة وقانونية بحتة". وأكد أن هذه الأعمال العدوانية الإسرائيلية، التي تنتهك القانون الدولي، تخدم سياسة تل أبيب الاستراتيجية لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال: "من اللافت للنظر أن الهجمات وقعت في وقت تكثف فيه المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني". وتابع: "من النفاق الفاضح أن توجه إسرائيل، التي لا تخضع لأي رقابة في أنشطتها النووية ولا تبدي أي قدر من الشفافية، انتقادات لدول موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".

وشدد أن حكومة نتنياهو تهدف إلى تقويض عملية المفاوضات بهجماتها على إيران منذ 13 يونيو/حزيران. وأضاف "ما حدث يظهر أن نتنياهو وشبكة القتل التابعة له لا يريدون حل أي قضية بالوسائل الدبلوماسية". وأعرب أردوغان عن إدراكه التام لما يريده نتنياهو، وقال: "من يظنون أنهم سيحققون أمنهم من خلال إغراق المنطقة في النار والصراعات والفوضى والدموع، إنما يلهثون وراء وهمٍ خادع". وأردف: "إسرائيل لا يمكنها ضمان أمنها من خلال تهديد أمن جيرانها، وسيدرك قادتها تدريجياً أن حساباتهم النظرية لا تنسجم مع الواقع".

- "لن نسمح بسايكس بيكو جديد"

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن ادعاء إسرائيل بأنها ستُؤسس نظاما في المنطقة بأيديها الملطخة بالدماء، يُظهر مدى العمى والظلام الذي يعيش فيه من يديرون هذا البلد. وقال: "أود أن أؤكد أننا في تركيا لن نسمح بإقامة نظام سايكس بيكو جديد في منطقتنا، تُرسم حدوده بالدماء". وخاطب أردوغان المجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة على إسرائيل قائلا: "لا ينبغي لأحد أن يصدق كلام نتنياهو المسموم المُغلّف بغطاءٍ مُجامل، والهادف إلى تعميق الصراعات أكثر". وأضاف: "منطقتنا لا تحتمل حربا جديدة ولا حالة عدم استقرار، ما نحتاجه هو الحس السليم، والحكمة، والحذر، وعدم الوقوع في خطأ التغطية على خطأ أكبر". وأكد أردوغان أن الحل يكمن في الدبلوماسية والحوار، وقال إن تركيا مستعدة للقيام بكل ما هو ضروري، بما في ذلك لعب دور الوسيط.

وأمس الجمعة، قال أردوغان، تعليقاً على الحرب بين إسرائيل وإيران، إنه يجب رفع الأيدي عن الزناد قبل مزيد من الدمار والدماء. جاء ذلك في كلمة له، الجمعة، بمنتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول. وأشار أردوغان إلى أن الصراع بين إسرائيل وإيران والإبادة الجماعية في غزة يتجهان بسرعة نحو نقطة اللاعودة. وأردف: "نتنياهو وحكومته كتبوا أسماءهم إلى جانب طغاة مثل هتلر"، مشدداً على ضرورة ألا تقع القوى المؤثرة على إسرائيل في مكيدة نتنياهو، وأن تستخدم نفوذها لإرساء وقف إطلاق النار والهدوء في المنطقة. كما أكد أن "تركيا لم تتردد أبداً في الوقوف إلى جانب المظلومين" رغم استهدافه وحكومته من اللوبي الصهيوني. 

من جهته، اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم السبت إسرائيل بجر المنطقة إلى "كارثة تامة"، في اليوم التاسع من الحرب بين الدولة العبرية وإيران. وقال فيدان في اليوم الأول من قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول إن "إسرائيل تجر الآن المنطقة إلى شفير كارثة تامة بمهاجمتها إيران جارتنا". وأضاف "ليس هناك من مشكلة فلسطينية، لبنانية، سورية، يمنية، أو إيرانية، بل هناك بوضوح مشكلة إسرائيلية" داعياً إلى وقف "العدوان غير المحدود" ضد إيران. وتابع متحدثاً إلى نظرائه من دول منظمة التعاون الإسلامي "علينا أن نمنع الوضع من أن يتحول إلى دوامة عنف تشكل المزيد من الخطر على الأمن الإقليمي والأمن العالمي".

وتتواصل الحرب الإسرائيلية الإيرانية منذ 13 يونيو/حزيران مع استمرار الضربات المتبادلة بين الطرفين، إذ أعلن الحرس الثوري ليل الجمعة - السبت تنفيذه الموجة الثامنة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" ضد أهداف عسكرية داخل إسرائيل، في وقت نفذ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة هجمات قال إنها استهدفت مواقع إطلاق صواريخ في طهران، كما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن وقوع انفجارات في أصفهان وقم.

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows