
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، إن العدوان على إيران كان قد يُلغى في اللحظة الأخيرة، وإنه كان عازماً على مهاجمتها حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك، لكن الأخيرة تساعد إسرائيل. وأكد نتنياهو، في مقابلة مع قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن أولوية العدوان هي استهداف "التهديد النووي الإيراني"، ومن ثم الصواريخ الباليستية، وأن لا حصانة لأحد في إيران، حين سُئل عن تصريحات وزير الأمن يسرائيل كاتس في وقت سابق اليوم بشأن اغتيال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وقال نتنياهو رداً على سؤال حول إسقاط النظام الإيراني، إن "الهدف الرئيسي هو إزالة التهديد النووي. وثانياً، إزالة تهديد الصواريخ الباليستية. ومن الواضح أنه خلال ذلك سيتزعزع النظام"، مضيفاً أن إسقاط النظام "ليس هدفاً معلناً لكنه قد يكون نتيجة"، وزعم أن هذا "أمر يخص الشعب الإيراني". وأضاف نتنياهو أن "الأعمال، وليس الأقوال، هي من يجب أن تتحدث".
واعتبر أن اغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله قاد إلى هزيمة محور المقاومة، موضحاً: "قلت إنه في ولايتنا (ولاية الحكومة الحالية) يجب أن نقضي على هذين الهدفين (المحور والنووي الإيراني)، ونحن نسير نحو ذلك"، زاعماً أن "النووي والصواريخ الإيرانية هما تهديدان وجوديان على إسرائيل". وحول الدور الأميركي، قال إن "أميركا تساعدنا في الدفاع بشكل رائع، والطيارين الأميركيين يسقطون المسيّرات معنا... الولايات المتحدة اعترفت بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ضد التهديد الوجودي".
ورداً على سؤال حول احتمال استهداف إسرائيل منشأة فوردو وحدها من دون الولايات المتحدة، قال نتنياهو: "لدينا القدرة على ضرب جميع منشآت النووي الإيراني، وأي مساعدة ستسعدنا... قررت أن نحقق جميع أهدافنا والقرار لترامب إن كان سينضم أم لا". ولفت نتنياهو إلى أنه "لم نكن متأكدين أننا سننجح، لكن عرفت أنه لا خيار لدينا"، وأن "أي نتيجة مهما كانت صعبة، لا ترتقي إلى خطر النووي".
وحول المناقشات التي سبقت العدوان، أوضح نتنياهو: "قلت إنني سأتحدث إلى صديقي ترامب، لكن هذا ليس شرطاً لمهاجمة إيران، فحتى لو قال لا كنت سأفعل". وأشار نتنياهو إلى أن ضرب إيران هي مهمة حياته، لكن حكوماته السابقة لم تتح له ذلك. واعتبر أن عدد الصواريخ الإيرانية ليس مهماً بقدر استهداف القاذفات، مضيفاً: "دمرنا نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ، ولذلك عدد الصواريخ ليس مهماً".
وزعم نتنياهو أنه هو من يحمي وجود إسرائيل: "بن غوريون أقام الدولة وأنا أحافظ على وجودها"، مضيفاً: "أنا قلت إننا سنغير وجه الشرق الأوسط، ونحن اليوم نغيّر وجه العالم". وأردف نتنياهو أنه أخفى قضية الهجوم عن عائلته ولم يكن بإمكانه إبلاغها، وأنه تابع جدول أعماله العادي حتى 36 ساعة قبل الهجوم. ولفت إلى أن "الخدعة كادت تنهار. تراكمت مؤشرات (على نية الإقدام على شيء ما) والحملة العسكرية كادت تُلغى". وتابع نتنياهو: "نحن في الطريق لتحقيق انتصار ضخم". واعتبر أن العدوان على إيران يخدم التوصّل إلى صفقة مع حماس بشأن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وأن المحتجزين هم العائق أمام إنهاء الحرب.
وفي تصريحات سابقة من أمام مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، اليوم الخميس، أبقى نتنياهو الباب مفتوحاً أمام إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى المشاركة في العدوان على إيران، قائلاً إنّ القرار بشأن ذلك يعود للرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وأضاف نتنياهو للصحافيين في مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل "سيفعل (ترامب) ما فيه خير أميركا، وسأفعل ما فيه خير إسرائيل"، معتبراً أنّ الرئيس الأميركي "يعرف اللعبة". وتوعّد نتنياهو إيران بدفع الثمن، قائلاً إنّ "الطغاة الإرهابيين" في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى سكان مدنيين في وسط إسرائيل.
وزعم نتنياهو بهذا الخصوص: "يريدون (الإيرانيون) إرهاباً نووياً يضع العالم بأسره تحت الابتزاز النووي، وسوف يستخدمون هذه الأسلحة، هذا ما يقولون إنهم سيفعلونه لمحو إسرائيل من الخريطة"، وأردف: "لن ندعهم يفعلون ذلك، ونحن بصدد تحقيق نصر عظيم". وكان لافتاً تنديد الأوساط الإسرائيلية باستهداف المستشفيات والمدنيين باعتبارها جرائم حرب، في وقت تواصل فيه تل أبيب حرب الإبادة على قطاع غزة، واستهداف المدنيين، وخيام النازحين، وطالبي المساعدات الإنسانية، وارتكاب مجازر يومية.
ورغم أنها دمرت مستشفيات قطاع غزة خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 21 شهراً، وتستبيح مستشفيات إيران ضمن عدوان متواصل منذ 7 أيام، ادعت تل أبيب أن إيران قصفت "بشكل مباشر" مستشفى سوروكا. فيما نفت طهران الرواية الإسرائيلية، وأكدت أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب "بدقة" مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار.
من جهة أخرى، لم يستبعد نتنياهو إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، معتبراً أنّ "جميع الخيارات مفتوحة ولا حصانة لأحد". وقال نتنياهو للصحافيين: "لا أحد يتمتع بالحصانة، أفضّل عدم الخوض في عناوين الأخبار وترك الأفعال تتحدث". واعتبر نتنياهو أنّ "إطاحة النظام الإيراني قد تكون نتيجة للحرب ضد إيران، ولكن هذا يتطلب تحرك الشعب الإيراني".
وادعى: "يسألني الناس هل نستهدف إسقاط النظام؟ قد تكون هذه نتيجة، لكن الأمر متروك للشعب الإيراني لينهض من أجل حريته". وتابع: "الحرية تتطلب من هؤلاء المستضعفين (يقصد الإيرانيين) أن ينهضوا، والأمر متروك لهم، لكننا قد نهيئ الظروف التي تساعدهم على ذلك". غير أنه استدرك قائلاً: "هدفنا مزدوج: النووي والصاروخ الباليستي، سنقضي عليهما، نحن بصدد إكمال إزالة هذا التهديد"، وفق زعمه.
