"زفاف أحمر".. خطة إسرائيل لاغتيال كبار قادة إيران في 12 دقيقة
Arab
1 week ago
share

مع مرور الوقت، تتكشف المزيد من التفاصيل حول الضربة الافتتاحية التي وجهتها إسرائيل لإيران وتمكّنت فيها من اغتيال رئيس الأركان الإيراني بالإضافة إلى عدد من كبار هيئة الأركان بالتزامن، وإن كانت تفاصيل أخرى ستبقى غامضة ولو إلى حين. في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، قررت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدء إجراءات قتالية لتنفيذ عملية واسعة في إيران، وفق ما أفاد موقع والاه العبري اليوم الأربعاء، تهدف إلى إلحاق ضرر بالغ بمشروعها النووي، كاشفاً عن تفاصيل جديدة من وراء الكواليس حول الخطة التي أدت إلى تصفية قيادات عسكرية إيرانية.

ووفقاً للمعلومات، بينما كانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تقاتل ضد حزب الله في لبنان، اجتمع كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وسلاح الجو في فندق بوسط إسرائيل لمدة عشر ساعات تقريباً، بهدف تحديد مراكز الثقل في الحرب، بحيث إذا تمكن الجيش الإسرائيلي من ضربها فقد يحقق "أقصى قدر من الإنجازات". وحدد قادة كبار في هيئة الأركان العامة، من المسؤولين عن القيادة والسيطرة، عناصر ذات أهمية بالغة يجب أن تضعها الخطة على رأس أولوياتها، وهي منظومة الدفاع الجوي المصممة لتحقيق التفوق الجوي، بالإضافة إلى منظومة الطائرات المُسيّرة، والصواريخ والقاذفات (منصات إطلاق الصواريخ)، وأخيراً مكوّنات المشروع النووي الإيراني.

وبعد الاجتماع، عُقدت ورشة عمل شارك فيها 120 ضابطاً من رتبة مقدّم حتى عميد، من شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو، في مقر وحدة 8200، بهدف تحليل المعلومات الاستخباراتية وصياغة خطة عمل. وبحث المشاركون في الورشة عن موقع واحد، أو شخصية محورية، أو خزنة، أو حاسوب، يمكن أن يوفر معلومات استخباراتية تخترق الأسرار، وتجيب عن السؤال: كيف يمكن اختراق التحصينات الدفاعية الإيرانية، وضرب مراكز الثقل؟ ومرّت ثلاثة أشهر دون إجابة واضحة.

وبدءاً من شهر فبراير/ شباط الماضي، اجتمع المسؤولون مرة أخرى وقرروا اتباع عدة خطوات بالتوازي، من خلال تنفيذ هجمات متزامنة على عدة مجموعات لفتح ممر آمن من إسرائيل إلى إيران. وبحلول شهر مارس/ آذار كان واضحاً أن الخطة مكتملة. ولخّص رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر الأمر بقوله: "تحويل مسافة الـ1500 كيلومتر التي تفصل بين الدولتين إلى شيء غير موجود، بكل ما يترتب على ذلك".

الخطة السرية، التي تطلبت دقة فائقة لاغتيال كبار الشخصيات في القيادة الأمنية والعسكرية الإيرانية "أثارت خيال الضباط في شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو"، وفقاً للموقع العبري، والذين أطلقوا عليها اسم "الزفاف الأحمر"، على اسم حدث في مسلسل صراع العروش، حيث يتم تنفيذ مذبحة مخططة خلال زفاف سياسي بين إدمر تولي (شقيق كاتلين ستارك) وإحدى بنات عائلة فراي. وتجري العملية على خلفية خيانة عنيفة داخل العائلة تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات، ومن بين القتلى: الملك، ووالدته، وزوجته، ومعظم أفراد أسرته، بينما تُعزف الموسيقى في الخلفية بوصفها إشارة إلى أعمال الانتقام.

ولم يوضح الموقع الإسرائيلي جميع التفاصيل التي تربط بين ما تم استيحاؤه من المسلسل وما حصل على أرض الواقع، لكنه أشار صراحة نقلاً عن مصادره إلى وجود "خيانة". لكن مسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذين اطّلعوا على تفاصيل العملية، قالوا إنها على حدود الخيال، ويصعب تفسيرها، وتم تنفيذها على مسافة أكثر من 1500 كيلومتر من إسرائيل. ونجحت المؤسسة الأمنية في تنسيق وقت تصفية القيادة العسكرية العليا خلال 12 دقيقة، حيث اغتالت عشرة مسؤولين كباراً.

ووفقاً لمصادر الموقع، شاركت أكثر من 200 طائرة مقاتلة اسرائيلية في الهجوم على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء إيران. وجرى تكليف كل سرب بقائمة أسماء مسؤولين كبار، وفقاً للمناطق الجغرافية التي كان عليهم التعامل معها، فيما كان التحدي الرئيسي هو التعامل مع المسافة بين المواقع المختلفة، وكذلك المسافات بين كبار الضباط، بما في ذلك رئيس الأركان الإيراني وأعضاء هيئة الأركان العامة. ووفقاً للرواية الإسرائيلية، كان بعضهم في منازلهم، منهم من كانوا في غرف نومهم على أسرّتهم، بينما كان آخرون في مقرات القيادة ومواقع أخرى.

ويقول مسؤولون في جيش الاحتلال إن عمليات التصفية الناجحة شكّلت نقطة تحوّل حرجة بالنسبة للنظام الإيراني، إذ إنه في اللحظات الأولى التي حاول فيها الجيش الإيراني والحرس الثوري بناء صورة للوضع، وإصدار أوامر للرد على الجيش الإسرائيلي، لم يكن هناك من يتخذ القرارات. وفي الساعات الأولى، كان واضحاً أنه تمت تصفية ثلاثة من كبار القادة العسكريين للنظام الإيراني، هم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر الطوارئ "خاتم الأنبياء" غلام علي رشيد. ومع مرور الوقت، توسعت القائمة.

في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وسلاح الجو يفخرون باسم "الكود" الذي أُطلق على الخطة لتصفية كبار المسؤولين، وفق ما ذكره الموقع العبري، لأنه "أصبح استعارة للخيانة القاسية تحت غطاء الهدوء، وسرعان ما تحوّل إلى خطوة عنيفة تهدف إلى كسر العمود الفقري للخصم باستخدام أدوات الحرب والتفكير القاسي، والإبداعي والمفاجئ". ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن المجموعة القيادية التي تمت تصفيتها لم تكن فقط القيادة التي تتخذ القرارات، بل كانت أيضاً رموزاً أمنية "أيقونية" ليس فقط في إيران، بل في العالم بأسره. لذلك، سرعان ما أصبح هذا الحدث نقطة تحول حرجة بالنسبة للنظام الإيراني. ويشير الموقع العبري إلى أن ثمة احتمالاً بتعريف هذه الخطوة مستقبلاً باعتبارها عملية كسر للتوازن، و"ضربة افتتاحية ذات تأثير نفسي عميق".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows