ما دلالات دخول البحرية الإسرائيلية في استهداف الحوثيين العسكرية والإعلامية؟
Civil
9 hours ago
share

تقرير خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري: في تطور لافت للصراع في البحر الأحمر، دخلت القوات البحرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على خط المواجهة العسكرية ضد جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، في خطوة اعتبرها خبراء عسكريون تحولاً تكتيكياً يعكس استراتيجية جديدة لتوزيع المهام القتالية بين القوات الجوية والبحرية.

في حديث خاص لـ”يمن ديلي نيوز”، يسلّط متخصصون الضوء على أبعاد هذا التحول، وما يحمله من رسائل تكتيكية وأهداف استراتيجية، سواء على مستوى تعزيز الجاهزية العسكرية الإسرائيلية، أو على صعيد تقويض قدرات الحوثيين.

كما يناقش أبعاد ما يُوصف بـ”الحصار الحوثي”، وحقيقة تأثيره على حركة الملاحة الإسرائيلية، في ضوء تحليل ميداني يتضمن شهادات من خبراء في الشأن العسكري والسياسي.

تطور تكتيكي

والبدايةً مع المحلل والخبير العسكري “علي الذهب”، الذي قال إن انخراط القوات البحرية الإسرائيلية في العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي يُعد تطورًا تكتيكيًا يعكس استراتيجية توزيع الأعباء بين القوات الجوية والبحرية.

وأوضح الذهب في حديث خاص لـ “يمن ديلي نيوز”، أن هذا التحول يسهم في تخفيف الضغط عن سلاح الجو الإسرائيلي، الذي تتطلب عملياته الجوية تكلفة مالية وزمنية مرتفعة، بينما توفر القوات البحرية خيارًا أقل تكلفة وأكثر مرونة، خاصة في عمليات الاستهداف عن بُعد.

وأضاف: “من دوافع الانخراط في المواجهة تعزيز الجاهزية القتالية لدى البحرية الإسرائيلية، من خلال خوضها مثل هذه المواجهات، التي تتيح لها فرصًا للتدريب العملي واستيعاب الدروس من أرض الواقع، خصوصًا عند التعامل مع خصوم ضعفاء يمتلكون بعض الاحترافية في أساليب حرب العصابات، مثل جماعة الحوثي”.

وأشار إلى أن هذه نقاط مهمة بالنسبة للخصوم، وسبق أن الولايات المتحدة عبرت عن ذلك بقولها إن مواجهة الحوثيين أضافت خبرة إلى البحرية الأمريكية في التعامل مع الجماعات المسلحة، وبالمثل، فإن إسرائيل التي تمتلك خبرة ممتدة في التعامل مع حزب الله، تستفيد عسكريًا من هذه المواجهات في التعامل مع الحوثيين.

تكتيك لخداع الحوثيين

وفي ما يتعلق بتأثير هذا الانخراط على الحوثيين، أشار الذهب إلى أن ما يجري يُعد تكتيكًا إسرائيليًا لخداعهم، حيث ركزت الجماعة على تطوير الدفاعات الجوية، وأعلنت استعدادها بوسائل متطورة للتصدي للهجمات الجوية، متوقعة استمرار الهجمات من الجو فقط.

لكنه أوضح أن الحوثيين لم يتمكنوا من إسقاط طائرات مقاتلة مأهولة، باستثناء بعض الحالات التي لم يُثبت فيها أن الطائرات سقطت نتيجة لهجماتهم، بل قد تكون ناجمة عن أخطاء فنية. في المقابل، تمكنوا فقط من إسقاط طائرات مسيّرة، وهو ما يعكس محدودية قدراتهم الدفاعية.

ولفت إلى أن هذا التحول يشير إلى أن البحرية الإسرائيلية أصبحت أكثر نشاطًا في البحر الأحمر لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية التي تعبر قناة السويس باتجاه إيلات، أو الخارجة من إيلات عبر قناة السويس والبحر المتوسط، بالإضافة إلى تلك التي تدخل من باب المندب نحو إيلات.

لا رسائل لإيران

وحول ما إذا كان هذا التحول يمثل رسالة موجهة إلى إيران، اعتبر الذهب أن هذا التصور “غير دقيق”، بل رسائل إمعان في تدمير قدرات جماعة الحوثي وخصوصاً القدرات العسكرية والاقتصادية للجماعة.

وقال: إن العمليات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عامين ضد الحوثيين لا تعكس مجرد رسائل سياسية، بل هي مساعٍ حثيثة لتقويض قدرات الحوثيين، لا سيما الاقتصادية، عبر استهداف البنية التحتية التي يستخدمونها لدعم مشروعهم السياسي والعسكري.

وتابع: أن هذه البنية هي في الأصل ممتلكات تعود للدولة اليمنية، ويجري تعريضها للخطر بسبب استمرار مواجهة غير متكافئة مع إسرائيل، مما يعكس أن الرسالة الحقيقية هي أن الحوثيين يمثلون خطرًا متزايدًا، وإسرائيل ماضية في تقويض قدراتهم العسكرية والاقتصادية والتجارية.

وأضاف الذهب، أن هذه الهجمات، وإن طالت منشآت مدنية وممتلكات عامة، تأتي ضمن رؤية إسرائيلية تعتبر الحوثيين تهديدًا متصاعدًا، وأنهم ماضون في تطوير قدراتهم على مختلف المستويات.

حصار حوثي وهمي

وفيما يتعلق بادعاءات الحوثيين بوجود “حصار بحري”، قال الخبير العسكري علي الذهب إن المزاعم التي تروج لها الجماعة تفتقر إلى الدقة وتعتمد على الإثارة الإعلامية أكثر من كونها تعكس واقعًا عسكريًا فعليًا.

وأوضح أن الحديث عن “حصار بحري شامل” غير دقيق، إذ إن 85% من الشحن التجاري الإسرائيلي يتم عبر البحر المتوسط والموانئ المطلة عليه، وليس عبر البحر الأحمر أو باب المندب كما يُروَّج.

وأضاف أن النفط يصل إلى إسرائيل من الولايات المتحدة عبر البحر المتوسط، كما يأتي من أذربيجان عبر خط أنابيب باكو-جيهان في تركيا، بينما تصل معدات السيارات والمواد الأولية من شرق آسيا عبر ميناء إيلات.

ونوّه إلى أنه رغم إمكانية تأثر هذه الطرق جزئيًا، فإن التدفقات التجارية مستمرة، وهناك بدائل ملاحية كطريق جبل طارق، وصولًا إلى الموانئ الإسرائيلية، دون تأثر كبير بأي حصار محتمل في باب المندب.

وأشار إلى أن الهجمات الحوثية على المطارات الإسرائيلية تسببت في بعض القلق، لكنها لم توقف الرحلات الجوية وحركة النقل، نظرًا إلى القدرات الدفاعية المتقدمة التي تمتلكها إسرائيل.

وشدد الذهب على أن فكرة الحصار الجوي والبحري ستفشل في ظل عدة تحديات، أبرزها التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، والهجمات المضادة، بالإضافة إلى حسابات الدول الأخرى التي لا ترغب في تعريض مصالحها البحرية والجوية للخطر بسبب تصرفات الحوثيين.

فضيحة الحوثيين

ومن جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات “عبدالسلام محمد”، إن مشاركة البحرية الإسرائيلية في الهجمات تسببت في “فضيحة كبيرة” للحوثيين، بأن إسرائيل تتحرك بكل أريحية في البحر الأحمر، وتوجه ضربات نحو ميناء الحديدة، رغم ادعاءات الجماعة بمحاصرتها لإسرائيل.

وأضاف محمد في حديثه لـ “يمن ديلي نيوز” أن ما يحدث حاليًا يُظهر تناقضًا واضحًا بين الخطاب الحوثي والواقع، إذ بينما تطلق الجماعة “صواريخ دعائية”، تمكنت إسرائيل من تعطيل ميناء الحديدة ومطار صنعاء، ونشرت سفنها الحربية على امتداد الساحل اليمني.

وأوضح أن هذه التحركات تعني أن الحوثيين، من خلال تهديداتهم وتصعيدهم، يُهيّئون الأرضية لوجود إسرائيلي مباشر في الموانئ اليمنية، وهو دليل واضح على “غباء الحوثيين”، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن ما يقوم به الحوثيون يوفّر مبررات لإسرائيل لمهاجمة المنشآت اليمنية، ويسهّل وصول قواتها البحرية إلى الموانئ، ويخدم هدفها الحقيقي المتمثل في السيطرة على موانئ البحر الأحمر.

أما فيما يتعلق بالدعاية الإعلامية للحوثيين، فقال محمد إن تأثيرها بات محدودًا، حيث تكشف الأحداث الميدانية زيف ادعاءاتهم بفرض حصار على إسرائيل ومنع مرور سفنها، في وقت تتحرك فيه السفن العسكرية الإسرائيلية بحرية، ما يعني أن السفن التجارية تمر أيضًا تحت حمايتها.

وختم محمد تصريحه بالتأكيد على أن ما يحدث حاليًا يعكس “حصارًا معاكسًا”، فبدلًا من أن تحاصر جماعة الحوثي إسرائيل، يبدو أن إسرائيل هي من تفرض طوقًا عسكريًا على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

• ملاحظة: هذه التصريحات تمت قبيل الهجوم الإسرائيلي على طهران

ظهرت المقالة ما دلالات دخول البحرية الإسرائيلية في استهداف الحوثيين العسكرية والإعلامية؟ أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows