شهد الشرق الأوسط في الثالث عشر من حزيران / يونيو 2025, منعطفاً مفصلياً في تاريخه المضطرب مع بدايات الحرب الاسرائيلية- الإيرانية.
على خلاف المواجهتين المحدودتين بين الجانبين في العام الماضي، تبعاً لهندسة أشرفت عليها ادارة بايدن، يصل الوضع الآن إلى مرتبة المواجهة العالية الوتيرة إذ ان الهجوم الاسرائيلي كان صاعقاً وهائلاً لم يسبق له مثيل من حيث نطاقه وتنوع أهدافه، ولم يضرب المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية فحسب، بل ضرب أيضا سلسلة القيادة العسكرية وقواعد الصواريخ والعلماء المشاركين في البرنامج النووي. وفي المقابل أتى الرد الصاروخي الباليستي كثيفاً ضد وسط إسرائيل وقواعدها الجوية، من دون تأكيد حجم الخسائر عند الطرفين.
باختيارها هجومًا مباشرًا على إيران، تُعيق إسرائيل المفاوضات الجارية بين طهران والولايات المتحدة، والتي أعاد دونالد ترامب إطلاقها في مارس/آذار. وكان من المقرر عقد اجتماع جديد بين مبعوثين من الجانبين في مسقط في 15 يونيو/حزيران للتوصل إلى اتفاق بشأن القضية النووية.
لكن ما عجل القيام بعملية " الأسد الصاعد" وفقًا لمصدر دبلوماسي، تداول معلومات استخبارية عن قرب انتاج طهران للسلاح النووي ، اذ يُمكن لإيران صنع ما يصل إلى عشر قنابل نووية، وهي تمتلك بالفعل أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المُخصب بنسبة 60%. وتُقدر فترة الاختراق، وهي الوقت اللازم لتجميع مواد انشطارية كافية قبل بناء قنبلة نووية، بحوالي ثلاثة أيام. وسيستغرق تصغير حجم القنبلة وتركيبها على الصواريخ بين عام وعامين.
هكذا يمكن القول ان نتنياهو حقق ما كان يخطط له منذ خمسة عشر عاماً على الاقل، وهو يود ربط اسمه بضربة حاسمة ضد ايران ضمن ما يعتبرها حرباً وجودية لبلاده وتغيير الشرق الأوسط. بالرغم من كل ما قيل عن تناقض بين الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي، كان من الصعب على إسرائيل القيام بحربها من دون دعم دونالد ترامب الذي ربما ايضا يستعجل تحقيق انجاز عبر إلزام ايران بتوقيع اتفاق حسب شروطه بعد استخدام واسع للقوة ضد المعرقلين حسب رأيه.
سيكون الوضع خطيراً في الشرق الأوسط خلال الايام القليلة القادمة، حسبما حذر الرئيس ايمانويل ماكرون
حتى اللحظة، ورغم التنسيق الكامل بين أميركا واسرائيل للضربة، فإن واشنطن لم تحرك بعد آلتها العسكرية، إلا أنها ستتدخل على الارجح بشكل مباشر في حال لم تحضر ايران مفاوضات الأحد. واللافت اخيرا اكتفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتصال مع الايراني مسعود بزشكيان ومع نتنياهو طارحا وساطته
إذا تفاعلت الحرب سيكون هناك رهان على صراع داخل ايران عنوانه خلافة خامنئي والبديل من داخل النظام الجاهز لابرام تسوية !!
Related News

