إيران:( جنة الجواسيس) ودولتهم العميقة - أحمد عثمان
Party
21 hours ago
share
في الوقت الذي تعيش فيه حكومة الكيان الصهيوني أزمة داخلية على أكثر من مستوى على خلفية حرب غزة، استطاعت صباح اليوم الجمعة١٣ يونيو ٢٠٢٥م.

توجيه ضربة إلى إيران أقرب إلى الخيالية، تجعلها تنتفش أكثر وتعربد بفضل المفاجأة الإيرانية من حيث الضعف الرهيب في الدفاعات الجوية وعدم قدرتها على الرد أو الهجوم .

تلقت إيران الضربة أو الضربات الدقيقة التي أوْدت بحياة رموز النظام العسكرية والعلمية من قادة الصف الأول في الجيش وعلماء النووي، والمؤسسات تلقت الضربات وهي مستلقية على الأرض مسترخية، كأنها جاءت على حين غرة، وليس في جو مشحون بطبول الحرب تضرب كل يوم، معلنة عبر التهديد وسحب الرعايا.

هل كانت إيران قوة من ورق ونمرًا متوحشًا فقط ضد الشعوب العربية وبتنسيق مع قوى دولية؟ ما فعلته في سوريا وحشية لا توصف، وكانت قبل أشهر الدولة الإقليمية الأكبر والأكثر رعبًا في المنطقة. فلماذا بدأت إيران بكل هذا الضعف والتوهان، رغم أنها بنت قوتها على مدار الساعة لأكثر من نصف قرن وبثروات شعوب المنطقة، وأولها ثروة العراق؟

يبدو الاختراق الإسرائيلي المخابراتي هو نقطة الضعف القاتلة ونقطة القوة الأبرز للكيان الصهيوني التي لا تعرف إيران لها جوابًا .
صحيح إن إسرائيل هي الأقوى تسليحًا، لكن هذا لا يبرر كل هذا الاختراق الواسع في قلب النظام وقمته وقاعدته.

لقد تحولت إيران إلى ساحة مستباحة، ليس من اليوم، والحوادث والشواهد لا تحصى. حتى إن أحمد نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق، قد صرح بأنهم أرادوا بناء فريق مركزي لمكافحة التجسس الإسرائيلي مخابراتيًا، فاكتشفوا أن قائد الفريق المعين  وعشرين من الأعضاء هم جواسيس للموساد؟! إنه أمر مذهل قد يجيب على بعض الأسئلة.

الاختراق إذًا على مستوى القيادة، وربما يكون مكتب المرشد الأعلى وكرًا للموساد، سيظهر عند اللزوم. كما هو شأن الصف المقرب لحسن نصر الله، لم يعد شيئًا مستبعدًا بعد ما جرى لحزب الله وقياداته. وما جرى اليوم يكشف أنه تغلغل عميق في بنية الدولة، بل في بنية البناء الشيعي العقدي الهش القابل للاختراق بفعل الخرافة الموغلة في التفاهة والهشاشة.

قبل سنوات، خرجت فاطمة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، لتصف إيران بأنها "جنة الجواسيس". يا له من وصف معبر من شخصية في قمة الهرم يختزل القصة من أولها إلى نهايتها. الموساد هو الدولة العميقة.

بعد الضربات، صرحت إسرائيل، منتشية: إنه وبالتزامن مع الهجمات الجوية، كان هناك تحرك داخلي للموساد. وكانت هناك قواعد للمسيرات داخل ايران  انطلقت بالتزامن مع الهجمات ؟! هذا هو الجانب الذي تتباهى به أكثر من الضربات الجوية التي لا تحسم معركة وتكون عمياء بدون مخابرات. إنه اختراق قاتل، ولم يكن الأول ولن يكون الأخير. إنه مستوطن، ويبدو أن الموساد فعلا  هو الدولة العميقة موجود في بنية النظام والثورة منذ مجيء الخميني، مصاحبًا له في كل حروبه، من حروب العراق الأولى إلى الغزو الأمريكي للعراق الذي سلم العراق إلى إيران كحليف بطبق من ذهب، كما سلمت الرئيس صدام حسين من سجونها كهدية، وتم إعدامه في عيد الأضحى، خلافًا لكل الأعراف.

كان الموساد والمخابرات الأمريكية مصاحبة للنظام والثورة في كل مراحلها، منذ قدوم الخميني من فرنسا وقبل هذا بكثير وكانت موجودة معه في حربه ضد شعوب المنطقة وسيطرته على أربع عواصم عربية، وتهديداتهم المستمرة بالوصول إلى مكة والمدينة، وكان يبدو في بعض الأوقات وكأنهم معًا على أبواب (خيبر)،
فهناك هدف مشترك للاحقاد التاريخية والعقد الدينية.

وتبقى التناقضات على الطريق سنة للتدافع بين الأمم والحلفاء قائمة كقانون في عالم الصراع البشري  تخلط الأوراق وتسقط حضارات
ولله في خلقه شؤون .

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows