مارست التضليل الإعلامي والسياسي وأعدت جبهتها الداخلية.. هكذا استعدت إسرائيل للحرب على إيران
Reports and Analysis
22 hours ago
share

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحرب مع إيران ستستمر أسبوعين على الأقل، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب كانت تستعد للمعركة منذ نحو 8 أشهر.

وفجر الجمعة، أطلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على إيران أسمته “الأسد الصاعد”، قصفت خلاله أهدافاً عسكرية ونووية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الاستباقي، والذي جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، جاء دقيقاً ومتكاملاً لضرب البرنامج النووي الإيراني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف العملية غير المسبوقة هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية.

وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الاحتلال بـ”عقاب صارم”، قائلاً: “لقد أعد الكيان الصهيوني لنفسه مصيراً مريراً ومؤلماً بهذه الجريمة، وسينال ذلك بالتأكيد”.

وفي ظل الاستعدادات الإسرائيلية للرد الإيراني، قال نتنياهو إنه قد يطلب من الإسرائيليين البقاء في المناطق المحمية لفترة أطول بكثير مما اعتادوا عليه.

هجوم إسرائيلي على إيران/ رويترز
هجوم إسرائيلي على إيران/ رويترز

عملية للموساد تزامنت مع الهجوم على إيران

ويكشف موقع “وللا” العبري أن العملية الواسعة وغير المسبوقة التي نفذتها إسرائيل ضد المنشآت النووية ومواقع الصواريخ والعلماء والجنرالات، جاءت بعد ثمانية أشهر من التحضيرات السرية المكثفة.

وزعم الموقع الإسرائيلي أن العملية العسكرية شملت عملية سرية للموساد الإسرائيلي من ثلاث حملات، وهي:

  • أنشأ الموساد قاعدة طائرات مسيرة مفخخة في قلب إيران، لاستخدامها في الهجوم.
  • وحدات كوماندوز إسرائيلية نشرت أنظمة أسلحة دقيقة بالقرب من منظومات صواريخ أرض/جو إيرانية، وأُطلقت في وقت واحد نحو الأهداف.
  • قام الموساد بزرع أنظمة هجومية وتكنولوجيا متطورة داخل مركبات، واستُخدمت لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية بمجرد بدء الهجوم.

كيف استخدمت إسرائيل الإعلام للتضليل على العملية العسكرية؟

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي وصحيفتا “معاريف” و”يديعوت أحرونوت” أنه قبل الضربة الاستباقية على إيران، نفذت إسرائيل عملية خداع استمرت لأيام، تضمنت عناصر إعلامية وسياسية، وكانت كالتالي:

  • نشر مكتب نتنياهو رسائل وإحاطات إعلامية مختلفة، هدفها التأثير على الخطاب الداخلي في إسرائيل وإيران.
  • بخلاف العادة، لم يتم نفي اقتباسات كاذبة من محادثات جرت بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
  • إعطاء انطباع عن وجود خلاف علني بين إسرائيل والولايات المتحدة.
  • نشر تقارير بأن نتنياهو وزوجته يخططان لقضاء عطلة نهاية الأسبوع استعداداً لحفل زفاف ابنهما.
  • توليد اضطرابات سياسية محيطة بقانون التجنيد وحل الكنيست.
  • إعلان عن عقد اجتماع لمجلس الوزراء بشأن التطورات المتعلقة بصفقة الأسرى مع حركة حماس، وكان الهدف من ذلك “تهدئة” إيران وإيهامها بأن هذا هو موضوع النقاشات.
  • إصدار بيان من مكتب نتنياهو بأن “لقاء محتملاً” قد يعقد بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديدي برنياع، الجمعة (يوم الهجوم)، مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حيث كانت الفكرة إيهام الإيرانيين بأن لديهم يومين إضافيين على الأقل حتى انعقاد الجلسة السادسة من المفاوضات، قبل أي خطوة إسرائيلية.

وتقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إن كل ذلك كان هدفه زرع قناعة لدى الجمهور الإسرائيلي والقيادة الإيرانية بعدم وجود نية لهجوم وشيك، خشية أن يؤدي تسريب أي معلومة إلى إفساد عنصر المباغتة وتقويض العملية.

صواريخ باليستية إيرانية مختلفة في القاعة الرئيسية لمعرض للحرس الثوري الإيراني في طهران
صواريخ باليستية إيرانية مختلفة في القاعة الرئيسية لمعرض للحرس الثوري الإيراني في طهران

ما هي التقديرات الإسرائيلية بشأن الرد الإيراني؟

بحسب موقع “وللا” العبري، فإن التقديرات في هذه المرحلة تشير إلى أن:

  • إيران قد تطلق عشرات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل.
  • تنفيذ هجمات على أهداف حساسة بطائرات مسيرة.
  • الأهداف المحتملة هي قواعد للجيش الإسرائيلي، ومنشآت استراتيجية، وبُنى تحتية.

ويحذر مسؤولون إسرائيليون كبار من أن مثل هذا الهجوم قد يسبب دماراً واسع النطاق في مواقع عدة، مع خسائر في الأرواح بين المدنيين والجنود.

كما لا تستبعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية احتمال وقوع سيناريو خطير، بحشد إيران لـ”وكلائها” في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله ومنظمات مسلحة في اليمن والعراق وسوريا قد تنضم إلى هجوم منسق ضد إسرائيل، في إطار رد مشترك على أي هجوم على المشروع النووي الإيراني.

ما هي الاستعدادات الإسرائيلية على صعيد الجبهة الداخلية في الحرب مع إيران؟

وبناءً على ذلك، بدأت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومنظمات الطوارئ الاستعدادات على نطاق واسع.

وأعلن وزير الجيش يسرائيل كاتس، أنه “يعلن فوراً حالة خاصة في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء إسرائيل”، فيما فعّلت قيادة الجبهة الداخلية إنذارات الطوارئ، وطالبت الإسرائيليين بالبقاء في المناطق المحمية.

وشهدت المتاجر الكبرى الإسرائيلية تدفقاً من الإسرائيليين لتخزين احتياجاتهم تحسباً للهجوم الإيراني المحتمل.

إسرائيليون يتدفقون نحو المحلات التجارية لشراء حاجياتهم/ رويترز
إسرائيليون يتدفقون نحو المحلات التجارية لشراء حاجياتهم/ رويترز

وشملت إجراءات الجبهة الداخلية الإسرائيلية:

  • إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، وإيقاف العمل بمطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر.
  • إخلاء الطائرات من مطار بن غوريون بشكل كامل، وإبعادها عن المكان.
  • إغلاق النظام التعليمي بالكامل، بما فيه الندوات، والأنشطة الرياضية في النوادي الرياضية.
  • إغلاق كافة أماكن العمل، إلا إذا صُنّفت كنشاط اقتصادي أساسي.
  • حظر كافة الأنشطة التجارية والخدمات التي تشمل استقبال الجمهور.
  • إغلاق كافة الأماكن العامة، بما فيها مراكز التسوق، والعروض، وحفلات الزفاف، والمعابد اليهودية، والأنشطة الثقافية.
  • لن يكون هناك أي نشاط في العيادات الصحية، وتوصية الجمهور الإسرائيلي بعدم الذهاب إلى المستشفيات إلا في الحالات العاجلة، مع تسريح المرضى الذين لا يحتاجون للبقاء في المستشفيات.
  • أغلقت شركة السكك الحديدية الإسرائيلية المحطات، وقلّصت النشاط على الخطوط المركزية.
  • استخدام الحافلات بشكل محدود، مع التركيز على الخدمة إلى المستشفيات والوجهات الأساسية.
  • إلغاء المسيرات المناهضة للحكومة الإسرائيلية والمطالبات بإبرام صفقة تبادل أسرى، والتي تُنظم كل يوم سبت.
  • نشر آلاف الجنود بموجب الأمر رقم (8)، في التشكيلات الحيوية في سلاح الجو، وقيادة الجبهة الداخلية، والقيادتين الشمالية والوسطى، والمخابرات العسكرية، مع تعزيزات في الضفة الغربية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows