
تخطف موقعة أتلتيكو مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، يوم الأحد المقبل، في بطولة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأميركية، الأنظار، ليس لقيمة الناديين فحسب، بل بسبب البصمة التدريبية الواضحة، التي يضعها كل من الأرجنتيني دييغو سيميوني (55 عاماً)، والإسباني لويس إنريكي (55 عاماً)، على فريقيهما، إذ تُعد المواجهة المرتقبة الفصل الـ 16 في سجل صراعهما التاريخي، الذي يميل حتى الآن لصالح إنريكي بتسعة انتصارات، مقابل أربعة فقط لسيميوني، في منافسة لطالما اتسمت بالندية والتكتيك العالي.
وفي هذا الإطار، سلّطت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الخميس، الضوء على أرقام المواجهات المباشرة بين سيميوني وإنريكي، مشيرة إلى أن المدربين تقابلا في 15 مناسبة سابقة، كان آخرها في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حين حقق أتلتيكو مدريد فوزاً ثميناً بنتيجة (2-1) على باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء.
ورغم السيطرة الباريسية، التي أسفرت عن تسع تسديدات، بينها واحدة فقط بين القائمين، فإنّ الفاعلية الهجومية كانت من نصيب الضيوف، الذين خطفوا الفوز في اللحظات الأخيرة، بعد هجمة مرتدة بدأها حارس "الأتلتي"، السلوفيني يان أوبلاك (32 عاماً)، وقادها الفرنسي أنطوان غريزمان (34 عاماً)، قبل أن يمرّر إلى الأرجنتيني أنخيل كوريا (30 عاماً)، الذي استغل خطأ الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما (26 عاماً)، وسجّل هدف الحسم.
وكان هذا الفوز أحد الانتصارات الأربعة، التي حققها سيميوني على لويس إنريكي، إذ يعود أحدها إلى موسم 2015-2016، عندما أطاح أتلتيكو مدريد، برشلونة من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بالفوز إياباً (2-0) على ملعب فيسنتي كالديرون، بهدفَي أنطوان غريزمان، بعد خسارته ذهاباً (1-2) في كامب نو، في مباراة شهدت طرد فرناندو توريس رغم تقدّم "الروخيبلانكوس"، أما الانتصاران الآخران، فقد تحققا خلال فترة تدريب إنريكي لنادي سيلتا فيغو، حين تغلّب أتلتيكو مدريد مرتين في الدوري الإسباني، الأولى بنتيجة (2-1) في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، والثانية (2-0) في مارس/ آذار 2014، وهو الموسم الذي تُوّج فيه أتلتيكو بلقب "الليغا".
وبعد ذلك، ومع تولي لويس إنريكي تدريب برشلونة وامتلاكه الثلاثي الناري: الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروغوياني لويس سواريز، والبرازيلي نيمار، اشتدّ التنافس مع سيميوني أكثر، إذ خاض المدربان 12 مواجهة بين عامي 2015 و2017، وخلال تلك الفترة، حقق سيميوني فوزاً وحيداً (2-0) في دوري أبطال أوروبا، مقابل تعادلَين، بينما تلقى المدرب الأرجنتيني تسع هزائم، سبع منها متتالية، وجاءت بنتائج: (1-3)، (0-1)، (2-3)، (0-1)، (1-2) في عام 2015، ثم (1-2) مرتين في عام 2016، ما يعكس التفوق الكاسح لإنريكي خلال تلك الحقبة.
وعلى مدار المواجهات الـ 15 السابقة بين سيميوني وإنريكي، تمكّن أتلتيكو مدريد من الحفاظ على نظافة شباكه مرتين فقط، وسجل لاعبوه 18 هدفاً، بينما استقبلت شباكه 22 هدفاً من فرق إنريكي المختلفة، لكن الصراع بينهما لم يبدأ من مقاعد التدريب فحسب، فقد سبق أن تقابلا لاعبين أيضاً بين عامَي 1992 و1999، حين فاز سيميوني في ثلاث مواجهات بقميص إشبيلية وأتلتيكو مدريد والمنتخب الأرجنتيني، بينما انتصر إنريكي في سبع مباريات لعبها مع برشلونة وريال مدريد ومنتخب إسبانيا، وانتهت ثلاث مواجهات أخرى بالتعادل.
