ألكاراز وسينر من السيطرة على منصات التتويج إلى التأثير في التنس
عربي
منذ ساعتين
مشاركة
يعيش عالم التنس، في السنوات الأخيرة، تحت هيمنة مزدوجة يفرضها الثنائي المتألق: المصنّف الأول عالمياً الإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاماً)، ووصيفه في الترتيب الإيطالي يانيك سينر (24 عاماً)، بعدما أصبح حضورهما في الأدوار النهائية للبطولات الكبرى مشهداً مألوفاً منذ موسمين، إذ يقتسم الثنائي الألقاب ويتبادلان السيطرة على الملاعب الصلبة والعشبية. ولم يتوقف تأثيرهما عند حدود التتويج، بل تجاوزه إلى إحداث تحولات رياضية وطبية وتنظيمية قد تغيّر وجه اللعبة مستقبلاً. وأشعل انسحاب النجم الإيطالي يانيك سينر من بطولة "ماسترز 1000" في شنغهاي نقاشاً واسعاً داخل أروقة رابطة محترفي التنس، بعدما تحوّلت البطولة إلى اختبارٍ قاسٍ للاعبين بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة الخانقة التي تجاوزت 80% في بعض الأيام. فقد انسحب سينر من لقائه أمام الهولندي تالون غريكسبور بعد إصابته بتقلّصات عضلية حادّة في المجموعة الثالثة، ليغادر الملعب مترنحاً مستنداً إلى مضربه، في مشهد أثار تعاطف الجماهير وغضب المتابعين من غياب بروتوكول واضح لحماية اللاعبين من الإجهاد الحراري. ولم يكن سينر وحده الذي عانى، إذ واجه الصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، بدوره صعوبات جسدية بالغة خلال مباراته أمام الألماني يانيك هانفمان، بعدما تقيّأ مرتين داخل الملعب، قبل أن يُكمل اللقاء بصعوبة. ووفق ما نقلته صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية، أمس الثلاثاء، فإنّ عدد حالات الإغماء والإنهاك بلغ مستوى مقلقاً دفع الرابطة إلى دراسة إمكانية تحديث القواعد الخاصة بإيقاف اللعب في الظروف المناخية القاسية. وأكّدت الرابطة، في بيان رسمي، أن سلامة اللاعبين تبقى أولوية مطلقة، مشيرةً إلى أنّ المراجعة الجارية تشمل اعتماد سياسة حرارية موحّدة، تُطبّق في كل بطولات الجولة، بالتنسيق مع الأطباء والمنظّمين وخبراء المناخ. وفي المقابل، صنع الإسباني كارلوس ألكاراز الحدث في بطولة طوكيو الأخيرة، ليس فقط بفضل أدائه الفني، بل بفضل طريقة عودته السريعة إلى الملاعب بعد إصابته بالتواءٍ في كاحله الأيسر، فبعدما ظن الجميع أن مشاركته انتهت، عاد ألكاراز إلى المنافسة بعد 48 ساعة فقط من الإصابة، ليفوز على البلجيكي زيزو بيرغس. وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية عن السبب وراء العودة السريعة للنجم الإسباني بما وصفته "معجزة طبية"، وذلك من خلال طريقة علاجية مبتكرة تُعرف باسم "الشريط المغناطيسي". وتعود هذه التقنية الجديدة لمدير قسم التقييم والعلاج وإعادة التأهيل الرياضي في جامعة فالنسيا، الطبيب الإسباني فرانسيسكو سيلفا، الذي أوضح أن هذا الشريط ليس مجرد ضمادة تقليدية، بل يحتوي على جزيئات ذات خصائص مغناطيسية غير نشطة تُحفّز الجهاز العصبي الذاتي وتُعيد توازن العضلات والأعصاب، ما يخفّف الألم فورياً ويُسرّع عملية الشفاء. وشرح سيلفا أن الفرق بين هذا الشريط والضمادات الكلاسيكية "هو أنه لا يقتصر على دعم المفصل ميكانيكياً، بل يتفاعل مع مستقبلات الجلد العصبية ليُعيد ضبط الانعكاسات الميوتاتية داخل الجهاز العصبي المركزي". وبفضل هذا الابتكار، نجح ألكاراز في تقديم منتج طبي جديد في عالم الرياضة لن يقتصر تأثيره على رياضة التنس فحسب، إذ يُعاني العديد من الرياضيين في ألعاب أخرى، وعلى رأسها كرة القدم، من مشكلة التواء الكاحل التي تُجبرهم على الابتعاد عن المنافسة لفترات طويلة من أجل التعافي. غير أن التقنية الجديدة، التي استخدمها النجم الإسباني، قد تُساهم في تسريع عملية الشفاء وتقليص فترة الغياب، ما يجعلها خطوةً واعدة نحو ثورة طبية تتجاوز حدود الكرة الصفراء، وتفتح آفاقاً أوسع أمام مختلف الرياضات. وينطبق الأمر ذاته على أحداث "شنغهاي"، التي قد تُساهم في إنقاذ العديد من نجوم التنس من المعاناة مع الإرهاق الحراري إذا تم تطبيق التعديلات التنظيمية المنتظَرة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية