
عربي
شكّلت أزمة حراسة المرمى في منتخب الجزائر صداعاً مستمراً لمدرب المنتخب الأول، فلاديمير بيتكوفيتش (62 عاماً)، ومدرب المنتخب الرديف مجيد بوقرة (42 عاماً)، خاصة منذ خروج الحارس المخضرم لنادي ترجي مستغانم، رايس وهاب مبولحي (39 عاماً)، من الحسابات بسبب تراجع مستواه، وهو الذي ظل لسنوات طويلة أحد أعمدة "الخُضر" وحامياً لعرينهم في المحافل الكبرى. هذا التراجع فرض على الجهازين الفنيين البحث الجاد عن حلول عاجلة، خصوصاً مع دخول المرحلة الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وغيرها من الاستحقاقات القارية والإقليمية، وهو ما دفعهما للقيام بثورة حقيقية على مستوى هذا المركز الذي شكّل أكثر نقاط الضعف في الفترة الأخيرة.
وتكشف القائمة التي أعلن عنها بيتكوفيتش لمواجهة الصومال وأوغندا في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري عن رغبة واضحة في تغيير النهج، بعدما لجأ المدرب السابق للمنتخب السويسري إلى استدعاء حارس غرناطة الإسباني لوكا زيدان (27 عاماً)، في خطوة وُصفت بالمفاجئة، ليس فقط لأنه يظهر لأول مرة بقميص الجزائر، وإنما أيضاً لكونه نجل أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان (53 عاماً). استدعاء لوكا جاء في وقت حساس جداً بالنسبة للمنتخب الجزائري، إذ لم تُطمئن تجارب سابقة الجماهير بشأن مستوى الحراس الذين جرى الاعتماد عليهم، مثل حارس كان الفرنسي، أنتوني ماندريا (28 عاماً) وحارس مولودية الجزائر، ألكسيس قندوز (30 عاماً)، وحتى ألكسندر أوكيدجة، الذي غاب للإصابة ولم ينجح قبل ذلك في فرض نفسه خياراً أول.
أما على صعيد المنتخب الرديف، فقد اختار مجيد بوقرة أن يقود ثورته الخاصة في مركز حراسة المرمى، حيث استبعد الأسماء التي دافعت عن شباك "الخضر" في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين الأخيرة، على غرار حارس شباب قسنطينة، زكريا بوحلفاية (28 عاماً)، وحارس جمعية الشلف، عبد الرحمان مجادل (27 عاماً)، وحارس وفاق سطيف، طارق بوسدر (24 عاماً)، وفضّل "الماجيك" ضخ دماء جديدة بوجوه لم تكن متوقعة، مثل حارس هاليفاكس واندرز الكندي، ريان يسلي (25 عاماً)، وحارس شبيبة القبائل، محمد حديد (23 عاماً)، إضافة إلى الحارس الشاب لنادي رين الفرنسي، كيليان بلعزوق (19 عاماً)، الذي يُنظر إليه على أنه مشروع واعد ربما يفرض نفسه مبكراً في قادم المواعيد.
هذا التغيير المتزامن على مستوى المنتخب الأول والرديف يعكس حقيقة واحدة، وهي أن الجهازين الفنيين أدركا أن استمرار الأزمة في هذا المركز لم يعد مقبولاً، خصوصاً أن الجزائر لطالما عانت في السنوات الأخيرة من غياب الحارس الذي يمنح الطمأنينة للمدافعين والجماهير على حد سواء. وبقدر ما مثّل مبولحي رمزاً للحماية والصلابة لسنوات طويلة، فإن اعتزاله غير المعلن وتراجع مستواه جعلا البحث عن خليفة له ضرورة ملحّة لا تحتمل المزيد من التأجيل.
