
عربي
لليوم الثاني في مقاطعة الباسك، شمال إسبانيا، تستمر حملة "ركوب الدراجات لأجل غزة" بهدف تسليط الضوء على الوضع الإنساني في قطاع غزّة وحشد الدعم من خلال حملة تبرعات ينظمها المشاركون القادمون من دول عديدة حول العالم.
الحملة التي تُنظّم سنويًا منذ عام 2009، تجري هذا العام وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة واشتداد المعاناة الإنسانية وتجويع المدنيين الفلسطينيين، فيما يسعى المشاركون إلى تكثيف جهودهم في حملة جمع التبرعات التي وصلت هذا العام إلى أكثر من 900 ألف دولار أميركي حتى الآن.
بدأت مسيرة ركوب الدراجات، أمس الأربعاء، في مدينة سان سبستيان، وتستمر لثلاثة أيام إضافية، حيث سيطوف المشاركون في إقليم الباسك ويقطعون مسافة 360 كيلومترا. وستمرّ الدراجات بمدن مثل بامبلونا وفيتوريا، مع تنظيم نشاطات استقبال للمشاركين من السكان المحليين في أكثر من موقع، الذين سيستقبلونهم بالأعلام الفلسطينية.
واستقبل مساء أمس المئات من أهالي مدينة بامبلونا المشاركين لحظة وصولهم إلى ساحة المدينة المركزية، وسط تصفيق حار. وألقيت عدة كلمات ترحيبية وتضامنية من أهالي المدينة، أكدت وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني. كما تحدثت سلوى أبو وردة عن مبادرة ركوب الدراجات لأجل غزة، التي شكرت أهالي المدينة على "هذا الترحيب الدافئ الذي يعطي الأمل بالحرية لفلسطين"، كما أكدت خلال حديث مع "العربي الجديد"، على أهمية التضامن الدولي مع فلسطين هذه الأيام في ظل استمرار الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة.
ويشهد إقليم الباسك حراكا متواصلا للتضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجًا على الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. وخلال طواف الدراجات الشهير "لا ڤويلتا إسبانيا" La Vuelta a España الشهر الماضي، وهو واحد من أكبر سباقات الدراجات الهوائية في العالم، خرجت احتجاجات مؤيدة لفلسطين تعرّض خلالها المنظمون والسلطات لضغوط بسبب مشاركة فريق إسرائيلي، دفعت إلى تأجيل إحدى المراحل قرب مدينة بلباو بسبب التوترات.
ويشارك عدد من الفلسطينيين المقيمين في الدول العربية وأوروبا في هذه المبادرة، إذ قال المشارك أسامة فتالي في حديث لـ"العربي الجديد": "هذا أقل شيء يمكن أن نفعله لأجل فلسطين. الأجواء هنا مشجعة والشعب في إسبانيا يدعم القضية الفلسطينية. نشكرهم ونقدرهم"، فيما قال المشارك سعد دروزة لـ"العربي الجديد": "هذه النسخة الخامسة عشرة لركوب الدراجات لجمع التبرعات لغزة، وهذه النسخة ناجحة جدًا، إذ استطعنا تقريبًا جمع مليون دولار لأجل غزة، ونحن سعداء بأن نكون في إسبانيا وفي الباسك، لأنه توجد أجواء داعمة بشكل كبير لغزة ولقضيتنا".
وقالت المشارِكة الإيطالية ناديا إنها "تؤمن باستخدام الرياضة أداةً في تقريب الشعوب بعضها مع بعض وتحقيق السلام"، وهي تشارك اليوم للمرة الأولى في هذه المبادرة لأنها تريد إبداء "التضامن والاهتمام ورفع الوعي بما يحصل في فلسطين، وأيضًا لجمع تبرعات للفلسطينيين في غزة".
ويختار المنظمون في كل عام مؤسسة خيرية لتقديم التبرعات التي تُجمع من خلال النشاط، بهدف دعم الفلسطينيين في غزة. وقالت عواطف الشيخ، مُؤسِسة مشاركة في مؤسسة أجيال، لـ"العربي الجديد": "المؤسسات الدولية لها دور مهم جدًا في هذه الظروف، في ظل غياب دور الحكومات في وقف الإبادة، وغياب دورها لإسناد شعبنا المحاصر والذي يخضع لإبادة وحشية من قبل دولة الاحتلال". وأضافت "المؤسسات الدولية يجب أن يكون لها صوت واحد وقوي وعالٍ في فضاء الصمت تجاه ما يحصل في غزة، ولمطالبة الحكومات بوقف دعمها المعلن وغير المعلن للاحتلال، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحسب القانون الدولي، إذ إن القانون الدولي لديه آليات من أجل التدخل لوقف الإبادة في قطاع غزة".
