
عربي
سطّر النائب العام التمييزي في لبنان القاضي جمال الحجار، اليوم الأربعاء، بلاغَي بحث وتحرّ بحق شخصين من المسؤولين عن إضاءة صخرة الروشة في بيروت مساء الخميس الماضي، لمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وذلك بعدما جرى استدعاؤهما ورفضا المثول أمام القضاء للتحقيق.
ويأتي ذلك بعد مخالفة المسؤولين القرارات الإدارية الصادرة بعدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً، من البر أو البحر أو الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها، إذ عمد حزب الله إلى إضاءة الصخرة بصور نصر الله وصفي الدين، ورئيس البرلمان نبيه بري، إلى جانب صور نصر الله ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ونجله رئيس الوزراء السابق سعد الحريري.
وأثار ذلك امتعاض رئيس الوزراء نواف سلام الذي سارع إلى الاتصال بوزراء الداخلية والعدل والدفاع، وطلب منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة بما فيه توقيف الفاعلين، وإحالتهم على التحقيق، لينالوا جزاءهم إنفاذاً للقوانين المرعيّة الإجراء، وعقد في اليوم الثاني اجتماعاً وزارياً خصّص للبحث بتداعيات هذه الواقعة، في حين ألغى مواعيده ليوم واحد، وذلك على أنه نوع من الاعتراض على ما حصل من تحدٍّ للقرارات، وضرب لهيبة الدولة والمؤسسات.
وعلت المطالب من القوى السياسية المعارضة بمحاسبة المخالفين للقرار، وضمنهم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، الذي ظهر في أحد الفيديوهات وهو يتحدّى سلام بأنه سينير الصخرة رغماً عن القرارات الصادرة، وعدم الاكتفاء بتوقيف بعض الأشخاص، لمجرد إظهار تحرك قضائي في الملف، خصوصاً أن طريقة تعاطي الدولة مع هذا الموضوع ستؤثر على صورة لبنان، ولا سيما القضائية، أمام المجتمع الدولي.
وأثارت هذه الواقعة أيضاً تشنجاً في العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، خصوصاً في ظل عدم صدور موقف من عون داعم لسلام، ما استدعى تدخل بري لتقريب المسافة بين الرجلين، فكان أن عُقِد أمس الثلاثاء لقاء بينهما تطرق إلى سبل معالجة ما حصل في الروشة، إلى جانب عرض الأوضاع العامة ونتائج اللقاءات التي عقدها عون في نيويورك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودفعت الانتقادات التي طاولت الجيش اللبناني وعدم تدخله لوقف المخالفة فور حدوثها، بوزير الدفاع ميشال منسى إلى الخروج بموقف أكد فيه أن "المهمة الوطنية الاساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً، هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم، وردع المتطاولين على السلم الأهلي، وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية". كما قال عون من جهته، إن "السلم الأهلي يبقى أسمى من أي اعتبارات، ومن واجب الجيش والقوى الأمنية المحافظة عليه، وهي تقوم بواجبها كاملاً لتحقيق هذا الهدف الذي يشكّل خطاً أحمر، إذ لولا سهر الجيش والقوى الأمنية على أمن المواطنين وسلامتهم، وحماية المجتمع اللبناني بكل مكوّناته، لما استعاد لبنان أمانه واستقراره، ولما كنا اليوم معاً"، وذلك في وقت عمد الرئيس اللبناني أيضاً إلى تقليد قائد الجيش العماد رودولف هيكل بوسام الأرز الوطني، في خطوة وُضعت كذلك في الإطار الاستفزازي لسلام.

أخبار ذات صلة.

6 مشروبات تُخفض مستويات السكر في الدم
الشرق الأوسط
منذ 6 دقائق

«كونسيساو»: جئت لصناعة المجد مع الاتحاد
الشرق الأوسط
منذ 7 دقائق