
عربي
أعلن مكتب الأمم المتحدة في سورية عن إطلاق كوريا الجنوبية، بالشراكة مع أربع وكالات أممية، حزمة مساعدات شاملة لدعم مجتمعات سورية الأكثر تضررا في مختلف أنحاء البلاد، بقيمة إجمالية تصل إلى 38 مليون دولار. وتهدف المبادرات الجديدة المعلن عنها اليوم الثلاثاء، إلى تلبية الاحتياجات العاجلة في مجالات الصحة والتعليم والأمن الغذائي والبنية التحتية، مع العمل في الوقت نفسه على تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود والتعافي على المدى الطويل.
وأوضح المكتب أن المشاريع ستُنفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، بحيث توفر خدمات منقذة للحياة وحلولاً مستدامة يستفيد منها ملايين السوريين. وسيطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع REVIVE، الذي يستهدف إزالة 550 ألف طن من الأنقاض، وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، وخلق أكثر من أربعة آلاف فرصة عمل في محافظات حلب وحمص ودير الزور وريف دمشق.
وستُنفذ اليونيسف برنامج "المرونة من أجل الأطفال"، بهدف الوصول إلى 1.3 مليون شخص بينهم 800 ألف طفل، عبر تحسين فرص الحصول على التعليم، وتوفير مياه نظيفة، وتعزيز خدمات صحة الأم والطفل، فيما سيدعم برنامج الأغذية العالمي مبادرة "ريتش" التي ستوفر على مدى ستة أشهر مساعدات غذائية نقدية لـ95 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
بدورها، منظمة الصحة العالمية ستدير مشروع الوصول إلى الرعاية الصحية، الذي يتضمن توفير 40 ألف جلسة غسيل كلى، وتثبيت 20 جهاز تصوير تشخيصي، وتحسين النتائج الصحية لأكثر من 160 ألف شخص. وأكد مكتب الأمم المتحدة أن هذه المبادرات لا تقتصر على تلبية الاحتياجات الفورية فحسب، بل تسعى إلى وضع أسس متينة لتعزيز القدرة على الصمود والتعافي المستدام للمجتمعات السورية التي أنهكتها سنوات الحرب والأزمات المتلاحقة.
ورحّب عدد كبير من السوريين بالإعلان، مؤكدين أن هذه المبادرات تأتي في الوقت المناسب لهم، وقالت زينة المحمد وهي نازحة من ريف إدلب لـ"العربي الجديد": "ما نحتاجه اليوم ليس فقط المساعدات المؤقتة، بل مشاريع تعيد الحياة إلى مناطقنا، إزالة الأنقاض وخلق فرص عمل سيعيد الأمل لشبابنا الذين فقدوا مصادر رزقهم".
أما خالد النوفل من ريف حماة الشمالي، فيعتبر أن المساعدات الغذائية النقدية خطوة مهمة: "لم نعد نحتمل الوقوف في الطوابير بانتظار سلل غذائية غير كافية، الحصول على دعم نقدي يمنحنا حرية شراء ما تحتاجه عائلاتنا فعلاً". وفي غوطة دمشق، عبرت سمر البكور، وهي أم لطفلين، عن تطلّعها إلى خدمات اليونيسف وقالت لـ"العربي الجديد": "أكبر همي هو مستقبل أولادي، المدارس المتهالكة ونقص المياه النظيفة يهددان صحتهم وتعليمهم، وأي مبادرة تحسّن هذه الخدمات تعني لنا الكثير".
