
عربي
في قلب رام الله، ينبض فضاء فلسطين للموسيقى بالمواهب الشابة، مقدّماً لهم مساحة حرة للتجريب والإبداع في العزف وكتابة الأغاني والتلحين والتوزيع، مع ورش وجلسات ارتجالية. يشكل الفضاء مجتمعاً موسيقياً يحتضن قصص نجاح ملهمة، ويسعى إلى أن يتحول إلى أكاديمية متكاملة تربط المعرفة بالإنتاج والتعاون مع فنانين عالميين، لنقل الموسيقى الفلسطينية إلى العالم.
توضح المديرة الإدارية وإحدى مؤسّسي فضاء فلسطين للموسيقى، مجد حجاج، أن المشروع مبادرة جماعية وليست مؤسسة مسجلة. أطلق الفكرة الموسيقي أحمد عيد الذي شعر بغياب مساحة حرة للموسيقيين لتطوير خبراتهم وخلق فرق موسيقية، ولاحظ نقص منصات تعليم الموسيقى المعاصرة، مثل الروك والبوب والجاز والهيب هوب. كانت رؤيته إنشاء مساحة للشباب تقدم ورش كتابة الأغاني والتلحين والتوزيع وتقنيات التسجيل والإنتاج، مع خطط لدورات في الإدارة الموسيقية لتقديم مسار متكامل للتطور الفني والمهني.
تأسس الفضاء عام 2022 بعد مشاركة عيد الفكرة مع حجاج، التي تواصلت بدورها مع بلدية رام الله لدعم المشروع ضمن شبكة المدن المبدعة التابعة ليونسكو. مع بداية عام 2023، حصل الفريق على التمويل لتجهيز الاستوديو والآلات. وبحلول 2024 أصبح المكان يعمل بكامل طاقته، مع فرق موسيقية وجلسات تدريب وارتجال أسبوعية رغم الظروف الصعبة.
تصف حجاج الفضاء بأنه مساحة حرة تتجاوز قيود المؤسسات التقليدية. يضم هذا المكان قاعتين رئيسيتين: الأولى للتدريب والعزف الجماعي، مجهزة بالآلات المختلفة، وتستضيف جلسات فرق وعزف ارتجالي مرتين أسبوعياً؛ والثانية استوديو احترافي معزول صوتياً للتسجيل والإنتاج. يقع الفضاء في حوش الزيبق بالبلدة القديمة في رام الله.
يحتضن الفضاء، بحسب حجاج، موسيقيين من مختلف الأنماط، من الهيب هوب إلى الموسيقى الشرقية والغربية، مروراً بالبوب والروك، ليكون مساحة جامعة للتنوع الموسيقي. ويستهدف العازفين الذين يمتلكون أساساً موسيقياً ويرغبون في التعمق، مقدّماً لهم جسراً نحو الاحتراف ومساحة لإثراء تجاربهم الفنية. توضح حجاج بأن رؤية الفضاء تركز على خلق مساحة حرة للشباب لتطوير هويتهم الفنية وصقل مهاراتهم في العزف والإنتاج الموسيقي، بما يشمل التسجيل والمكس والماستر، لتكون بيئة حاضنة لأنماط موسيقية متنوعة، وتوصل الصوت الفلسطيني عالمياً. تقدم المبادرة أنشطة شاملة تتضمن تدريب الفرق الموسيقية بإشراف خبراء، وورش كتابة الأغاني والتلحين والتوزيع، وتدريب الصوت وتقنيات الأداء على المسرح، والإدارة الموسيقية وحقوق الفنانين، إلى جانب جلسات إنتاج وعزف جماعي أسبوعية.
يحتضن فضاء فلسطين للموسيقى قصص نجاح بارزة، مثل أحمد بزار الذي بدأ بعزف عشوائي على الدرامز، وتطور سريعاً بفضل التدريب والإرشاد، ليؤسس فرقته الخاصة "لفة"، ويشارك اليوم في تدريب وإرشاد فرق أخرى مثل "حطة" و"فانتازيا" و"وتر"، ليصبح مثالاً حياً على أثر البيئة الحاضنة في تمكين المواهب الشابة.
تروي حجاج قصة زين رامي التي اكتشفت موهبتها في ورشة كتابة الأغاني، وشغفها بالغيتار دفعها إلى تأسيس الفرقة النسائية "حطة"، إذ كتبت ولحنت وعزفت وقادت الفرقة، ومع التدريب المستمر نمت مهاراتها وثقتها لتصبح فرقتها من أكثر الفرق التزاماً داخل الفضاء.
يضمّ الفضاء اليوم أكثر من ستّ فرق، وأنتج 20 أغنية خلال العامين الماضيَين، أُطلقت أربع منها رغم الظروف والحرب. يطمح الفضاء إلى تعزيز حضوره محلياً ودولياً عبر شراكات واستقطاب متطوعين ومدربين من الخارج، لنقل خبراتهم في الجاز وتطوير الهوية الموسيقية وتعليم العزف والمساهمة في الورش، كما يسعى إلى بناء مجتمع موسيقي قائم على العطاء والشغف، فيشارك الموسيقيون خبراتهم للجيل الجديد ويكتشفون إمكانيات الموسيقى مهنةً توفر دخلاً مستداماً. تتطلع حجاج إلى تطوير الفضاء إلى أكاديمية موسيقية متكاملة، تقدّم تجربة شاملة تشمل صقل المعرفة الموسيقية، وتعليم مهارات الإنتاج والإدارة الفنية.

أخبار ذات صلة.

ستارمر المأزوم يبحث عن خلاصه في الهند
العين الإخبارية
منذ 4 دقائق

عاما إبادة غزة يهزّان صورة إسرائيل في الغرب
العربي الجديد
منذ 36 دقيقة

شمال سيناء شاهدة على عامين من حرب غزة
العربي الجديد
منذ 36 دقيقة