عينة من الجانب البعيد للقمر تكشف أسرار التباين الحراري
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
يُطلَق على القمر أحياناً وصف "ذي الوجهين"، لأن سطحه الذي يواجه الأرض باستمرار يبدو مختلفاً تمامًا عن الجانب البعيد منه. ولا تقتصر هذه الاختلافات على المظهر السطحي، بل تتجاوز ذلك، كما أظهر تحليل العينات الصخرية والتربة التي استعادتْها المركبة القمرية الصينية الآلية "تشانغ آه-6" عام 2024. وأوضح العلماء أن التركيب الكيميائي للمعادن في هذه العينات المأخوذة من الجانب البعيد للقمر كشف أنها تشكّلت من حمم بركانية مصدرها وشاح القمر، على عمق يقارب مائة كيلومتر تحت السطح، قبل نحو 2.8 مليار سنة. وتبلوّرت معادن العينة، وهي العينة الوحيدة التي جرى الحصول عليها على الإطلاق من الجانب البعيد، عند درجة حرارة نحو 1,100 درجة مئوية. وتشكلت في باطن القمر عند درجة حرارة أقل بنحو مائة درجة مئوية من الـ33 عينة التي جرى استردادها سابقاً من الجانب القريب. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن عالم الجيولوجيا، يانغ لي، من جامعة كوليدج لندن وجامعة بكين، الذي قاد الدراسة: "تُظهر نتائجنا وجود تفاوت حراري بين وشاح الجانب القريب والجانب البعيد. هذا يقربنا خطوة واحدة نحو فهم ثنائية القطب للقمر. وعلى وجه التحديد، كيف يمتلك القمر اختلافاً كبيراً بين الجانبين على سطحه، مثل النشاط البركاني، وسماكة القشرة، والتضاريس". يمتلك الجانب البعيد من القمر قشرة أكثر سمكاً، وهو أكثر جبلية ومليء بالفوهات. ويبدو أن هذا الجانب كان أقل نشاطاً بركانياً في الماضي من الجانب القريب، لذلك يحتوي على بقع داكنة أقل من البازلت، وهو نوع من الصخور تشكّل من الحمم البركانية منذ زمن بعيد. أما سطح الجانب القريب فهو أكثر نعومة وتغطيه غالباً سهول بركانية داكنة. وتشكّل القمر، مثل الأرض، قبل نحو 4.5 مليارات سنة. ويشمل النشاط البركاني على القمر والأرض والأجرام الكوكبية الأخرى اندفاع الصخور المنصهرة من الوشاح، أي الطبقة التي تقع مباشرة تحت القشرة، إلى السطح. وهبطت مركبة تشانغ آه-6 في القطب الجنوبي للقمر عند فوهة ارتطام، في منطقة ذات قشرة هي الأرق على القمر، مما ساعد على العثور على أدلة تتعلق بالنشاط البركاني.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية